فلسطينيو 48 لنضال الأحمدية: نحن مناضلون

علم “العربي الجديد” من مصادر خاصّة أنّ عدداً من دول العالم ستشهد أمسيات شعرية تتناول قضايا فلسطينيي الداخل، ردّاً على الإساءة إلى هذه الشريحة من الفلسطينيين من قبل الصحافية اللبنانية نضال الأحمدية ومجلتها “الجرس” وموقعها الإلكتروني، الذي نشر خبراً يقول إنّ شابين من المشاركين في برنامج “آراب أيدول”، منال موسى وهيثم خلايلة، هما إسرائيليان.

 وأضاف المصدر أنّ الشاعر الفلسطيني مروان مخّول، ابن الجليل شمال فلسطين، غيّر برنامج قصائده المخصّصة للجاليات العربية حول العالم، لتتناول قضايا فلسطينيي 48، بعدما كان مقرّراً أن تكون قصائد عامة. وكانت مجلة “الجرس” قد استفزّت الفلسطينيين في الداخل؛ إذ نشرت على موقعها الالكتروني خبراً تحت عنوان:”لأوّل مرّة إسرائيليان يشاركان في آراب أيدول”، في اشارة منها إلى المشتركين، منال موسى وهيثم خلايلة، من منطقة الشاغور شمال فلسطين المحتلة عام 1948.

ونفت نضال الأحمدية، في حديث عبر الانترنت لإحدى القنوات التلفزيونية بالناصرة، أن تكون  قد نشرت خبراً بهذا العنوان. لكن محرّك البحث “غوغل” أثبت أنّ الخبر كان موجودا وتمّ حذفه. وهنا غيّرت الأحمدية أسلوب دفاعها عن عنوان الخبر بأنّه “صحيح كونهما يحملان الجنسية الإسرائيلية”. واعتبرت أنّ “هذا لا يتنافى مع كونها تحترم صمود فلسطينيي الداخل في وطنهم”.

وذهبت الأحمدية إلى أكثر من هذا، حين أشارت إلى أنّ ناشر الخبر سيُطرَد من العمل في “الجرس” ليس لأنّه نشره، بل لأنّه حذفه بعد النشر، على حدّ تعبيرها.

ورغم تأكيدها مراراً كراهيتها الإسرائيليين، إلا أّنها لم تجد ما يبرّر اعتذارها عن اعتبار المشاركَين إسرائيليين في عنوان الخبر. وذهبت إلى مهاجمة الشاعر مروان مخّول قائلة إنّه أوّل من أثار الموضوع، ووجّه إليها رسالة مفتوحة أطلق بواسطتها أوصافا قاسية بحقّها.

وهنا بعض ما جاء في رسالة مخّول: عندما تكتبين “لأوّل مرّة إسرائيليان يشاركان في آراب أيدول” فأنت بذلك تصطادين في المياه العكرة، وتحاولين التسلّق على ظهر مَن لا ظهر لهم. هذان “الإسرائيليان” هما صوتان شريفان، من جبال الشاغور الشامخة، هناك حيث منها نهلا شموخهما وشهامتهما وصمودهما المحتذى به. هذان “الإسرائيليان” هما رسالتان رمزيتان منّا نحن المرابطون في الداخل، تؤكدان للعالم العربيّ أننا أحياء ونرزق. وأنّ هذا العالم العربي هو من نسيَنا ومن كرّس لثقافة موتنا المفتعل. هذان “الإسرائيليان” هما الفلسطينيان الحقيقيان، منال موسى وهيثم خلايلة.. كناران على غصن العروبة المقطوع. إلى الأمام أيّها الحبيبان، وإلى مزبلة التاريخ نضال: اسمٌ على غير مُسمّى. (انتهى الاقتباس)

وكانت بعض المواقع والصحف الفلسطينية قد وقعت في الفخّ، ونقلت العنوان كما هو بهدف الإثارة، لكنّها سارعت إلى تعديله بعد هجوم كاسح وساخط طال نضال الأحمدية على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدما أطلق مروان مخّول الشرارة عبر صفحته على الفيسبوك.

ولم يقتصر الغضب على هواة البرامج الفنية فقط، بل شمل حتّى من لا تستهويهم، باعتبار أنّ القضية تنطوي على تشويه صورة فلسطينيي الداخل، بحسب ردود الفعل التي اطّلع عليها “العربي الجديد” عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وكتبت الصحافية، ابنة الناصرة، ميسون زعبي، معلّقة على العنوان وعلى قيام بعض وسائل الاعلام الفلسطينية بتداوله: “زهقنا نضلّ نشرح حالنا مين احنا وتاريخنا ونكبتنا وعودتنا وهويتنا. نقاشي وموضوعي مش مين احنا، بسّ العنوان كتير مستفزّ ومجحف بهدف زيادة اللايكات والتعليقات والرايتينغ، مع إنّو الحديث يدور على هيثم خلايله ومنال موسى”.

وأضافت زعبي، في رسالة مفتوحة ساخطة بعثت نسخة منها إلى “العربي الجديد”، أنّه “يتوجّب على وسائل الإعلام الفلسطينية أن تتّخذ خطاً واضحاً ومفهوماً تجاهنا. فمرّة تعتبرنا إسرائيليين، وفي قضية أخرى تعتبرنا فلسطينيين. فليس من حقّها أن تقرّر شكلنا وهويتنا وليس وظيفتها أن تجعلنا ندفع ثمناً ما، أو أن تلوّننا باللون الأصفر في تغطياتها بهدف إثارة القرّاء”.

ومن التعليقات على الفايسبوك، قالت سماح حايك موجّهة كلامها إلى نضال الأحمدية: “إحنا فلسطينيي 48 مش بحاجة لشهادتك ولا لشهادة غيرك عشان نثبت انتمائنا ووطنيتنا”.

أما جمال اسماعيل فكتب: “خلي نضال وأشكالها تعرف معلومة بسيطة، هؤلاء (الإسرائيليان) هما من الفلسطينيين الذين بقوا وتمسكوا بأرض الوطن”.

ويرى سهيل عرفات أنّ “هذه ليست المرّة الأولى التي تكتب هذه المسمّاة نضال بطريقة الصحف الصفراء…  لا داعي لإعطائها الأهمية”.

السابق
ماذا بعد 25 أيار؟
التالي
انطلاق قافلة المساعدات الثانية الى الطفيل بمواكبة امنية