ملف الرئاسة (9): هنري حلو الجنبلاطي حفيد ميشال شيحا

هنري حلو
هنري حلو وارث زعامة عائليّة أيضا وان كانت محليّة وحيثيتها تابعة للزعامة الدرزيّة. تقلّبت بين أرسلانيّة وجنبلاطية. فوالده الراحل النائب بيار حلو تسلّم مناصب وزارية عدّة وكاد أن يتبوّء منصب رئاسة الجمهوريّة مرتين. فهل يفعل الابن ما عجز عنه الأب؟

أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ترشيح النائب هنري حلو لمنصب رئاسة الجمهورية، نافيا أن “يكون ترشيحه للمناورة والوصول الى تسوية”.

ومعلوم ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مغرم بالرئيس الماروني الضعيف ، فهو يتخوّف غريزيا من وصول زعيم ماروني قوي الى سدّة الرئاسة، إذ أنّ تاريخ لبنان مليء بالحروب والنزاعات الدرزيّة المارونيّة الدامية منذ فتنة 1840 وحتى حرب الجبل عام 1983،عهد الرئيس أمين الجميّل. وهي كانت حربا حفلت بفظاعات ومجازر نالت الطائفتين وانتهت بتهجير آلاف العائلات المسيحيّة وحرق بيوتهم وتدميرها، وآلاف منهم لم يعودوا إلى يومنا هذا، رغم المصالحات المتكرّرة في كلّ مكان.

هنري حلو من مواليد 1953، أي أنّه لا يزيد عن 61 عاما. وارث زعامة عائليّة أيضا وان كانت محليّة وحيثيتها تابعة للزعامة الدرزيّة. تقلّبت بين أرسلانيّة وجنبلاطية، فوالده الراحل النائب بيار حلو الذي تسلم مناصب وزارية عدّة وكاد ان يتبوّء منصب رئاسة الجمهوريّة مرتين، المرة الأولى عندما رفض عام 1988، وبعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل، تشكيل حكومة برئاسته، وعهد يومها الى قائد الجيش السابق العماد ميشال عون بهذه المهمة. والمرة الثانية عندما اجمع على ترشيحه لبنانيا وعربيا ودوليا بعد اتفاق الطائف واغتيال الرئيس رنيه معوّض عام 1989 لو لم يفاجئ الجميع بقراره قبيل الساعات الاخيرة من موعد انتخابه في شتورا في البقاع، معتذراً عن عدم قبول المنصب لأنه كما كان يقول «لا يريد ان يلوّث يديه بالدماء البريئة”. لأنه كان مطلوبا منه كرئىس لجمهورية ما بعد الحرب اتخاذ مواقف وقرارات وخطوات لم يكن مقتنعاً بوجوب اتباعها. وهو حلّ نائبا في دورات 1972-1996، 2000-2003 وكان وزيرا في أعوام 1972-1973، 2000-2003. وهو حفيد المنظّر الماروني الشهير ميشال شيحا، الذي كان نائبا في دورة 1925-1929.

لعنة التسوية المستحيلة هي التي منعت وصول الأب الراحل الى سدة الرئاسة، فهل تمنع التسوية نفسها وصول الإبن هنري حلو اليها أيضا؟

وبوصفه رجل أعمال ناجح في السعوديه كما في لبنان، فان الغمز من علاقة هنري الحلو الجيّدة بالمملكه وتصويرها على أنّها “الورقة الرابحة” برز في بعض التعليقات التي تناولت ترشيحه أمس.

النائب هنري بيار الحلو حلّ في انتخابات فرعية في العام 2003 نائباً مكان والده الذى توفى فجاة، ثم اعيد انتخابه فى 2005 و2009، على لائحة وليد جنبلاط. لكنه انفصل لفترة عن جنبلاط بعد2009، عندما خرج الزعيم الدرزى من قوى 14 آذار ليمد يدا لحزب الله. وعاد وتصالح معه قبل اشهر.

ورغم مواقفه المعروفة ضد حزب الله وضد النظام السوري، الا ان خطابه بالإجمال يعدّ معتدلا وغير اسفزازي للطرف الآخر.

وقال حلو فى مؤتمر صحافي أمس: “انا من مدرسة الحوار والانفتاح”، مشيرا الى أنّ “البلد مر فى فترة انقسام واصطفافات وبمشاكل كثيرة، ونحن اليوم نريد الانفتاح على الجميع”، مكررا: “اريد اعادة الحوار والشراكة بين الجميع”.

واعترض حلو رادّا عنه تهمة “الضعف” قائلا: “الرئيس القوي هو من يجمع كل اللبنانيين وليس الرئيس القوى من عنده جماهير”.

السابق
من وحي جلسة انتخاب الرئيس: رسائل سياسية بعيدة المدى وعميقة المضمون
التالي
منع المرور غدا على الطريق المقابل لمدافن الكومنولث قصقص