تل أبيب تواصَلت مع الأسد!

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن محللين قولهم “إنّ الرئيس السوري بشار الأسد يعمل تحت تأثير ونفوذ إيران و”حزب الله” ويخضع لرحمتهما”، معتبرةً أنّ “رسائل الردع والهجمات الإسرائيلية ضد الجيش السوري لن تردع الأسد”.

وأكّدت أنّ الأسد يُقاتل من أجل حياته منذ أكثر من 3 سنوات وعدم قدرته على التغلب على المقاتلين المعارضين أدّى إلى إنشاء حلف دموي مع “حزب الله” وروسيا، معتبرةً أنّه بذلك “خسر إستقلاليته، وهو يعمل أولاً وقبل كل شيء من أجل البقاء”.

وذكّر القائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلية الأدميرال اليعازر ماروم بأنّ العبوات الناسفة التي زرعت بين إسرائيل وسوريا الأسبوع الماضي كانت ردًّا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شحنة أسلحة كانت تُنقل لـ”حزب الله”، مرجحًا أن يكون الحزب ردّ على إسرائيل عبر الحدود السورية هذه المرّة، إلا أنّ جواب إسرائيل كان سريعًا، إذ “عوقب الأسد عبر ضربةٍ رادعة”، بحسب ماروم.

واعتبر أنّه “إذا كان من الممكن ردع الأسد، فيجب أن يُمنع من نقل الأسلحة الى “حزب الله”، وبالتالي تجنب كل الصراعات حول تهريب الأسلحة مسبقًا”. وكشف عن أنّ “إسرائيل بعثت رسائل كثيرة للأسد في الماضي عبر وسطاء إلا أنه اختار تجاهلها”.

وأشار إلى أنّ “هذه الأحداث قد تقود إسرائيل إلى منحدر خطِر، يتمّ فيها جرّها إلى المعركة الدامية في سوريا، ومرتفعات الجولان الحدودية، التي كانت هادئة لمدة 40 عامًا مضوا ستُصبح عنيفة وصاخبة”.

ورأى أنّ على “إسرائيل الإستمرار بحربها ضدّ تهريب الأسلحة، وعليها أن تنظر إلى الأمر كاستثمار طويل الأمد كي تحمي الكثير من الأرواح. لكن وكما هو الحال في أي استثمار، فإن الخطر يعتريه”، وأضاف: “إسرائيل تملك سلة من الأدوات التي تعطي قادتها المرونة لتحديد طريقة العمل، ما يُعطي الطرف الآخر فرصةً ليكون في موقع “الإنكار”، أي لينفي أنّه تعرّض لهجوم ويتجنب التدهور”.

ومن الأمثلة على تهريب الأسلحة، ضبط السفينة المحمّلة بالأسلحة “Klos – C” واستهداف شحنة تابعة لـ”حزب الله” عند الحدود اللبنانية السورية، وأوضح أنّ “الحدثين كبيرين ومن الصعب إخفاؤهما، وبالرغم من أنّ إعتراض السفينة هو تعرّض لإيران وسوريا، إلا أنّهما يقعان ضمن “موقع إنكار”، لكنّ العملية ضد القافلة التابعة للحزب أمرٌ مختلف، لأن الأخير يعتمد على روح مقاومة اسرائيل ويردّ من أجل الحفاظ على روح وجوده، والأمثلة في الماضي تبرهن ذلك”.

وأكّد أنّ “نتائج الأفعال المنسوبة لإسرائيل تستدعي وفي كل مرة من القيادة العسكرية وقيادة الدولة تحديد الأداة المناسبة للرد مع الأخذ بعين الإعتبار قدرة الطرف الآخر على الإنكار وتقليص الخطر”.

وتابع: “إنّ الرد الإسرائيلي على أهداف سورية بعد تفجير العبوات الناسفة في الجولان واضح ومنطقي، فالعبوات زُرعت على الحدود، والأسد له يد بذلك ما يوجب على اسرائيل ردعه ومعاقبته”، مؤكّدًا أنّ “الخطوة خطيرة ويمكن أن تجر إسرائيل إلى الإنخراط في الحرب السورية، وهي لا تريد ذلك، كما أنه من الصعب الإفتراض أن ذلك من شأنه أن يردع الأسد”.

وختم قائلاً: “تملك إسرائيل قدرات عديدة، سرية ومتنوعة، وعليها أن تستخدمها بحكمة من أجل محاربة تهريب الأسلحة على الحدود ضمن إعطاء الفريق الآخر مساحة للإنكار، وحاليا الأمر الأنسب لإسرائيل هو إحتواء الأحداث منعًا للتصعيد”.

السابق
توافق على اطلاق المبادرة الفلسطينية من عين الحلوة الجمعة
التالي
اومليل: نتطلع الى استقرار لبنان واجراء الاستحقاق الرئاسي بموعده