الطَّيبة: البلدة الخصبة التي حوّلت حسينيتها إلى مكتبة عامة

تتّسم الطّيبة بجغرافيّة حيويّة، فهي تقع لقرب نهر الليطاني. أنشئت بلديتها في 13 آذار 1964. وقد حُوِّلت الحسينية القديمة إلى مكتبة عامّة بعد ترميمها وتجهيزها. تعلو بين 650 و720 متراً عن سطح البحر، وتبعد 95 كلم عن العاصمة بيروت. ربما من أهمّ مآثرها تحويل حسينيتها إلى مكتبة عامة.

الطيبة هي بلدة جنوبية، شهدت الكثير من الأحداث، وظلّت مثالاً للجهاد والنضال من أجل الحرية. من بوّابتها لاح فجر استقلالها، ومن تضحيات أبنائها سُطِّرت حكاياتٌ وعِبَر في الصمود والعنفوان والشهادة. الطيبة الـيوم تحيا حاضرهـا المفعم بأصالـة التاريخ، مستشرفةً المستقـبل.

في طريقك إليها يرتحل البصر بعيداً إلى ذرى الجبال الخضر الغارقة في الضباب شتاءً، تهجّ في أحضانها قرى صغيرة، بضعةُ بيوتٍ وساحةٌ ومسجدٌ وكنيسة، فالمآذن والأجراس ملمحٌ لا يغيب عن العين حيثما كانت هذه القرى.

تتفتح ساحات الجمال أمام أعيننا، وتفرُّ عيون الماء المتفجّرة من صخور الجبال على جانبي الطريق، والجبال الخضر المتعاقبة يتغيّر لونها كلما ابتعدت حتى تبدو سحاباً بنفسجياً عند خط الأفق.

في قضاء مرجعيون، وعلى محاور طرقاتٍ رئيسية تربط بين أقضية الجنوب، تقع بلدة الطيبة على علوٍّ يتراوح بين 650 و 720 متراً عن سطح البحر، وبعدٍ يقارب 95 كلم عن بيروت. يحيط بها شرقاً كل من العديسة وكفركلا، شمالاً وادي نهر الليطاني وبلدة ديرميماس، جنوباً العديسة، رب ثلاثين، بني حيّان، طلوسة وأرض وادي الحجير، وغرباً قبريخا، القنطرة، دير سريان، عدشيت والقصير.

يعود إسمها إلى “taybuta” بالسريانية والآرامية ويعني الجود والحسن والنعمة. والبعض يحرّفها  من “m tayybe” أي الأرض المهيئة للزراعة، (ويقال بالعامية: طيّب الأرض أي أعاد فلاحتها مراراً وهيأها للبذار). أما عدد سكانها فيبلغ حوالى 12250 نسمة، 4000 منهم مقيمون فيها، ويتوزّع الباقون بين بيروت وسائر المناطق اللبنانية وبلاد الاغتراب. وهم من العائلات التالية: نحلة، قازان، شرف الدين، صالح، حيدر، صولي، أبو طعام، رسلان، قشمر، منصور، يحيى، مستراح، نجم، الريحاني، مبارك، شومر، حمود، طالب، عباس، ذياب، عواضه، حزوري، مرمر، زنجي، كاظم، فياض، نصرالله، رمضان، عربيد، إرسلان، جواد، معاز، زيبارة، نعمة، قعيق، مرمل، قوصان، رمال، أمين، عطوي، سيد، حرب، فرحات، عيسى، أيوب، محبوبة، أسعد، نصار، تركية، حجازي، فتوني، محمود، سلمان، وهب، جهجاه، غزال، خزعل، قدوح، مقدم، قاسم، ترمس، ياسين، عمشة، غيث، حبيش، إبراهيم، أحمد، صفدي، حسن، عرابي، قصير، ناصر، أزان، علي، كريم، عبود، عقيل، حسون.

تعتمد في إنتاجها على المحاصيل الزراعية كالتبغ والزيتون وبعض الحبوب وتحيط بها مساحات زراعية واسعة غير مستثمرة، لعدم اهتمام أهلها بالزراعة.

تعدّ الطيبة، نموذجا فريداً لقرية جمعت بين التراث والحداثة، والأصالة والتطور العمراني والسياحي. الأمر الذي جعل منها مقصداً سياحياً لسكان المنطقة والجوار، بفضل جمال طبيعتها وخصوصيتها، وأهمية موقعها، إذ تتسم بجغرافية حيوية، حيث تقع بالقرب من نهر الليطاني.

فهي عمرانياً ما زالت محافظة على عمارات تراثية قديمة، ترتبط بتاريخها وأصالتها، كالجامع القديم في وسط البلدة والمرتبط إنشاؤه بنشأتها، الحسينية، دارة آل الأسعد الواقعة على التلة الجنوبية لها، المدرسة الابتدائية، وسوق الأربعاء الذي كان ومازال يقام في ساحتها. وفيها العديد من عيون الماء التي تعتبر من الآثار وأهمها: العين الفوقا والعين التحتا.

ورغبةً من أهلها في مواكبة الحداثة والتطور، فقد استشفّت البلدية في الطيَّبة ما يحتاج إليه الأهالي إنمائياً، من خلال لقاءات دورية بهم واستفتاءات متكررة ودراسات ميدانية، بنت عليها أساس برنامجها الإنمائي.

وهذا ما أطلعنا عليه بإيجاز رئيس البلدية عباس دياب في لقائنا به، مستهلّاً حديثه ببعض الأعمال السريعة كتأهيل الطرقات وتعبيدها وإنارتها، وبناء حيطان الدعم وحجارة بورديرة للأرصفة، عند مدخل البلدة لجهة العديسة والقنطرة وأمام بعض المنازل والطرقات الفرعي.

اللافت تحويل الحسينية القديمة إلى مكتبة عامة بعد ترميمها وتجهيزها، بناء ثانوية حديثة وزيادة غرف تدريس في المدرسة الرسمية بالتعاون مع مجلسي الجنوب والإنماء والإعمار، فتح سنترال ومركز للبريد، واستحداث مركز جديد للبلدية، إنشاء مستوصف صحي متنوع الخدمات، ومركز للدفاع المدني بالتعاون مع الكتيبة الإسبانية بكلفة 28.248.000 ل.ل. وملعب ميني فوتبول بمساحة 44×26م2 مغطى بالعشب الاصطناعي. بيئياً: تم بتمويل من جمعية GTZ الألمانية ومعاونة صندوق البيئة في لبنان EFL وإدارة مجلس الإنماء والإعمار، تشجير طريق  نهر الليطاني  بخمسة آلاف شجرة خروب، وإنشاء حديقة عامة وسوق شعبية في ساحة البلدة بكلفة 125 ألف يورو، وتم إقامة معمل لفرز وتخمير النفايات يبعد حوالى 1000 م عن أقرب منزل له، مدّ خطّيْ مياه الشفة والصرف الصحي، تنفيذ مشروع مياه الليطاني الذي يغذّي المنطقة بمياه الشفة، مع صيانة وتشغيل المحطة القديمة، فضلاً عن إنشاء محطة جديدة بتقنية عالية تعالج المياه بحرقها بمادة الآزون للقضاء على الشوائب والمواد العضوية الموجودة فيها، كما تم حفر شبكة ري زراعية بمساعدة جمعية آكتيد الفرنسية وقوات اليونيفيل، تمتد من مشروع المياه باتجاه القنطرة وعدشيت.

واهتماماً بالمُسنّ وتكريمه أنشأت البلدية مركزاً تحت عنوان “بيت المحبة”، يجمع المسنين لتمضية ساعات النهار ترفيهاً، حيث يتم الاهتمام بخدمتهم والاعتناء بهم صحياً.

وحالياً تعمل على تأهيل عيون المياه، وإنشاء جوانب آمنة للدرج المؤدي إلى العين الموجودة عند أسفله، لتأمين سلامة الزائرين.

الطرق المؤدية إلى بلدة الطيبة العاملية:

. النبطية _ كفرتبنيت _كفركلا _ عديسة _ الطيبة (50 كلم) .

. النبطية _ قعقعية الجسر _علمان الشومرية _ ديرسريان_ الطيبة (27 كلم) .

. النبطية _قعقعية الجسر _ الغندورية _ القنطرة _ الطيبة (37 كلم).

. صور _ بنت جبيل _ الطيبة (145 كلم) .

أنشئت بلدية الطيبة بتاريخ 13 آذار 1964 برئاسة السيد حسن محمود الأسعد، وتعاقب على رئاستها فيما بعد، محمد عبد الله صولي (2001)، عباس علي دياب (2004).

كما تعاقب على منصب المختار كل من حسين كاظم، حسين علي شومر، أحمد شرف الدين، عبد الله طالب.

السابق
جرافة اسرائيلية نظفت الطريق الاسرائيلي المحاذي للسياج بالعديسة
التالي
اصابة مواطن بطلق ناري من سلاح صيد ونقله لمستشفى مرجعيون