زهرا: لحظة إقليمية ودولية تم اقتناصها لتشكيل الحكومة لكنها لم تستمر

أنطوان زهرا

رأى عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا ان “اكبر ما شاب طريقة تشكيل الحكومة، في الشكل، انه تبين لجميع اللبنانيين ان الفرقاء السياسيين تفاوضوا على توزيع الحقائب وعلى المداورة غير الكاملة، ولا ارى ان هذه الحكومة هي حكومة المصلحة الوطنية”.

اضاف: “ان من شكلوا الحكومة عليهم مسؤولية تضييع 10 اشهر على اللبنانيين، فاذا كانت هذه حكومة المصلحة الوطنية فلماذا لم يشكلوها من 10 اشهر او تسعة او ثمانية؟

واكد زهرا في حديث الى اذاعة “لبنان الحر” ان “القوات” لا تعتبر نفسها أخطأت بعدم المشاركة في الحكومة، فتكتيكها تحكمه إستراتيجيات بناء وطن ومرجعيات دولة ورفاهية الشعب اللبناني وامانه الإقتصادي والأمني”. داعيا الى “عدم التوهم بإجراء إنتخابات نيابية في موعدها في ظل التوتر الأمني الذي تعيشه البلاد، فمن يضمن سلامة المرشحين والناس وحرية خياراتهم في ظل الظروف الأمنية الصعبة وما نعيشه في لبنان اليوم”.

واعرب عن تفهمه أن تكون لدى تيار “المستقبل” هواجس كبيرة جدا حول مشاركة “حزب الله” في الحرب في سوريا، مضيفا ان “من حق الحريري أن يفكر بالإحتقان المذهبي، ولكن كل الباقي حول المشاركة في الحكومة غير مقنع”.

وشدد زهرا على ان “القوات حزب مبدئي ونضالي، وهو امتداد لحركة تاريخية عمرها مئات السنين، والقوات لا تستطيع أن تنسى أنها قدمت الاف الشهداء، وممنوع أن تساوم على أقل من ان كل خطوة يجب أن تكون باتجاه بناء الدولة”، ورأى ان “تحييد لبنان وصولا إلى حياده أمر مبدئي وأساسي”، وذكر انه “لطالما بقيت فكرة الحياد اللبناني فكرة سلبية إلى أن تحول حيادا إيجابيا عندما إنتقل المكون السني إلى منطق لبنان أولا”.

ورفض اللعب بالكلام في مواضيع تتعلق بالبيان الوزاري ووثيقة بكركي والتذاكي لفظيا ببعض العبارات، مضيفا ان “القوات عبرت عن اعتراضها على طريقة التشكيل، إلا أنها ليس لديها موقف من الحكومة التي لم يتضح بيانها، ولذلك لم تصدر بعد موقفا رسميا منها منذ تشكيلها”.

واشار الى ان “اقتراح الوزير باسيل الغاء البيان الوزاري هو اكبر ضربة للدستور”، مشيرا الى ان “الحكومة لا تنال الثقة على اساس الاقتراح المذكور، لان ثقة المجلس النيابي تعطى للحكومة على اساس بيانها الوزاري”.

ولفت الى ان “الفرق بيننا وبين حلفائنا في 14 اذار أننا طلبنا التزاما أدبيا وعلنيا من حزب الله أنه يقبل إدراج إعلان بعبدا الذي تبنته طاولة الحوار، وإعلان بعبدا ليس مجرد قرار وممنوع المزح حوله، وهذا ما اكده فخامة الرئيس ميشال سليمان في كلمته”. وأضاف: “لا يخفى على أحد أنه كان هناك لحظة إقليمية ودولية تم اقتناصها لتشكيل الحكومة، لكنها لم تستمر لإصدار البيان الوزاري”. وسأل “ليرِنا أحد أين هي حياة حكومة التناقضات هذه والكل يعلم أن حزب الله لن يقبل بأي شكل من الاشكال ولو مهما حصل، بالتخلي عن تمسكه بشرعيته كمقاومة فما الذي يجمع إذا هذه الحكومة؟”.

وعن الوضع السوري، اعتبر زهرا ان بشار الأسد لن يترك “حجر على حجر” في المناطق السورية ليحاول الحصول على ما يريده.

واوضح ان “ما يجمع 14 آذار هو نهج بناء الدولة والمؤسسات، وهذا التحالف قرره الشعب وليس الطبقة السياسية، ولا يمكن انفصاله لو مهما حصل”، معلنا أنه “سيقف ويؤدي تحية للحلفاء في “14 آذار” إذا إستطاعوا إدراج إعلان بعبدا بوضوح وصراحة في البيان الوزاري”.

وردا على سؤال قال زهرا: “لو لم يكن بعض وزراء 14 اذار ينوون الاستقالة اذا لم يتم هذا الادراج فمن ارغمهم على هذا الاعلان؟ ورأى ان “المواقف تصلبت خلال ال 48 ساعة الاخيرة بعد محاولة 8 اذار استدراج وزراء 14 اذار الى تقديم التنازلات”.

ولفت الى “أننا لسنا هواة عدم تواجد في السلطة أو هواة معارضة في ما خص عدم مشاركتنا في الحكومة، ولكن المسألة أننا ننتهج مبادئ لا نتنازل عنها أو نساوم عليها”، ورأى ان مقولة ثلاثية “شعب جيش مقاومة” اعتمدها “حزب الله” ومن خلالها يدمر البلد ويشارك في الحرب في سوريا ويقاتل إسرائيل لذلك ليست أبدا (عنده) حبرا على ورق، ونحن قاطعنا طاولة الحوار وتبين اننا على حق، لان بيان بعبدا الذي وافق عليه الجميع على الطاولة يقول حزب الله الان انه حبر على ورق؟!”.

وسأل زهرا “اذا تشكلت حكومة من دون خروج حزب الله من سوريا، هل ستحل مشاكل البلاد أمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا؟ بالتأكيد كلا”، مضيفا ان “ما قاله السيد حسن نصرالله اننا سنكون حيث يجب أن نكون يؤكد أن حزب الله لم ولن يشارك قراراته مع احد ولا يهمه شركاءه في الوطن وإمرته تأتي من الخارج وأصبح جيشا محتلا للبنان”.

وأكد ان “القوات” يهمها كثيرا إنطباع الرأي العام فهو مؤشر على صحة المواقف السياسية أو عدمها، ولكن الأساس يبقى أن الرهان في “القوات” هو الحفاظ على مبدئية المواقف وعدم إجراء أي خطوة تعيد مشروع الدولة إلى الوراء، و”القوات” لا تعيش في برج عاجي بل تتفاعل مع جميع الناس والجماهير الذين أشادوا كثيرا بمواقفها الوطنية.

وردا على سؤال اشار زهرا الى ان البعض المشهور في ركوب الموجات ومحاولة تضليل الناس لم يعد قادرا على تسويق مواقفه.

وشدد على ان “حزب الله لا يستطيع أن يستمر في الإستئثار في السلطة، فسيأتي وقت تنتهي فيه التجربة المقيتة التي يخوضها في سوريا وسيعود إلى رشده ويسلم امنه وسلاحه واستقراره إلى الشرعية اللبنانية”.

وبالنسبة الى العلاقات بين مكونات “14 أذار” أكد انها ممتازة وان المشروع الوطني لا يفترق رغم إختلاف في الآراء ومواقف معينة، وأشار الى ان “قانون اللقاء الأرثوذكسي كان معروفا أنه لن يمر في المجلس النيابي، ولا علاقة لقانون الإنتخابات بموضوع المصلحة والخيارات الوطنية”، مضيفا انهم “صورونا وكأن لا هم لدينا إلا القانون الأرثوذكسي، والحقيقة أنه كان همنا تأمين تمثيل صحيح وإذا لم يوافق الجميع عليه فيكون ببساطة قانونا لا يحظى بالإجماع ولا يمر”. كما أكد ان “القوات” لم تخدع أحدا ولم تتطاول على احد وليس صحيحا أنها تدعي أنها قامت بالإنتخابات بمفردها بل هي حريصة كل الحرص على حلفائها الانتخابيين”.

وختم زهرا: “ان العتب يحصل بين المحبين، والقوات وجعجع كان لديهم عتب على المشاركة في الحكومة وهناك اتصالات دائمة بيننا وبين المستقبل الذي رد ان الدخول هو عملية ربط نزاع مع حزب الله و8 اذار، وكنا نفضل أن نعلم من الرئيس الحريري أن اللقاء حصل بينه وبين عون وليس أن نعرف من الاعلام”، سائلا “لو كان اللقاء بريئا بالنسبة إلى عون فلماذا يطلبه سريا؟”.

السابق
افتتاح مركز لحماية ضحايا الفساد
التالي
خارجية روسيا: مسلحون من كييف حاولوا الاستيلاء على مقر الداخلية بالقرم