البيان الوزاري من ممر التحفظات الى نضوج صيغ الوفاق

الحكومة اللبنانية

عكس الاجتماع السادس للجنة السباعية لصياغة البيان الوزاري برئاسة الرئيس تمام سلام خلاصات يصعب معها الجزم بامكان انجاز مشروع البيان واقراره في مجلس الوزراء لتنال الحكومة ثقة مجلس النواب على اساسه قبل انعقاد مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان في باريس الاربعاء المقبل، على رغم الحرص الواضح لدى اطراف الحكومة الجديدة على عدم تعكير المناخ الوفاقي الذي افضى الى تشكيل الحكومة بعد عشرة اشهر على التكليف والدفع في اتجاه نضوج الصيغة الكفيلة بتبديد التباينات في وجهات النظر حول بند “المقاومة” في جلسة الغد بعدما تبددت هواجس “اعلان بعبدا” ليتوجه لبنان الى مؤتمر باريس محصنا بالثقة النيابية للحكومة السلامية.

وقالت اوساط سياسية مطلعة ان الغارة الاسرائيلية على موقع “حزب الله” عند الحدود اللبنانية السورية شكلت عامل ضغط اضافي على اللجنة لانجاز البيان سريعا، وهو ما اثير بوضوح في جلسة امس، اذ اعتبر الوزراء اعضاء اللجنة ان من غير الجائز او المبرر هدر المزيد من الوقت في البحث عن جنس الملائكة للبيان الوزاري “ما دام الخلاف على الشكل وليس على المضمون” في حين يتعرض لبنان لهزات امنية متتالية تارة بالتفجيرات واخرى بالعدوان الاسرائيلي.

واوضحت ان اجواء الجلسات الست للجنة الوزارية هادفة وموضوعية حتى في ما يتصل بالنقاط الخلافية، وان اي فريق لم يعتمد سياسة “التمترس” خلف رأي أو فكرة محددة، بدليل ان السجال المستفيض حول ذكر “اعلان بعبدا” في البيان انتهى امس وفق صياغة مشتركة شارك في إعدادها حزبا الكتائب والاشتراكي وفريق المستقلين وقضت بذكر مقررات الحوار عموما والتزام متابعتها وتنفيذها كما التزام المقررات الصادرة عن مؤتمر الحوار في بعبدا تحديدا”، علما ان لا مقررات صادرة عن المؤتمر سوى “اعلان بعبدا”.

واكدت مصادر وزارية ان اتصالات بعيدة من الاضواء تمت خلال اليومين الماضيين بين الاطراف المشار اليها تخللها طرح العديد من الصيغ والمخارج، أفضت الى الصيغة المقبولة التي تبنتها اللجنة كمخرج لـ”اعلان بعبدا”. واشارت الى ان الوزراء ممثلي قوى 14 اذار رفضوا مجرد ذكر كلمة “المقاومة” في متن مسودة البيان، الا انهم، وامام اصرار وزراء 8 اذار على ادراجها سلموا بالامر، لكنهم اصروا على ربطها بـ”مرجعية الدولة” فلم يتم التوافق على صيغة محددة وارجئ البحث الى جلسة الغد بعدما سقطت اكثر من صيغة من بينها “حق لبنان بمقاومة الاحتلال”، “حق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال”، “حق لبنان واللبنانيين بمقاومة الاحتلال”، و”حق للبنان بمقاومة الاحتلال” مع ربط كل الصيغ بمرجعية الدولة، ما اثار حفيظة حزب الله الذي تبنى صيغة “حق اللبنانيين”.. الا انه تحفظ على ربطها بمرجعية الدولة ليتوقف النقاش عند هذا الحد، وتحدثت عن ان ساعات ما قبل ظهر اليوم شهدت سعيا دؤوبا واجتماعات واتصالات للتوافق على الصيغة النهائية في شأن بند المقاومة، من دون استبعاد ان يكون التوافق قد تم على دمج الصيغ في صيغة واحدة تجمع في ما بينها “لبنان واللبنانيين” ربطا بالمؤسسات الدستورية والاستراتيجية الدفاعية، والعمل جار على “روتشته” في شكله النهائي.

السابق
جعجع: ما سمعناه حتى الآن حول البيان الوزاري لا يبشر بالخير
التالي
هل يطل نصـر الله للرد السياسي على العدوان الاسرائيلي؟