قناديل البحر تنتحر

ظهرت عند الشاطئ الجنوبي لمدينة صور قناديل البحر في غير أوانها متزامنة مع التغير المناخي الذي يطاول الحياة البرية والبحرية على السواء.
وتفاجأ السباحون الذين يداومون في الصيف والشتاء على شاطئ صور بمئات القناديل البحرية من أحجام مختلفة التي لفظتها الأمواج إلى الشاطئ الرملي، فيما قام العديد منهم، بانتشال القناديل ورميها في المنطقة، لتشكل لوحة بيضاء على الشاطئ.
وشكّل ظهور هذه القناديل في شهر شباط وبهذه الكثرة، مفاجأة لدى العديد من المهتمين في الشأن البيئي، فيما اعتبر البعض أنها تحصل في مثل هذه الأيام تزامناً مع دفء الطبيعة.
ويقول أحد السباحين الذي يداوم طيلة أيام السنة على البحر إن «ظهور القناديل البحرية في هذا التوقيت لم يحصل من قبل» ، معيدا ذلك إلى التبدل المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
ويوضح مدير «محمية صور» المهندس حسن حمزة أن «ظاهرة تكاثر قنديل البحر في مثل هذه الأيام هي ظاهرة غير طبيعية، لأنها تظهر وتتكاثر في أشهر الصيف حيث تكون درجة حرارة المياه والجو مناسبة وملائمة».
ويلفت حمزة إلى أن «من أخطار تكاثر قنديل البحر في الوقت الحالي، الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة، تأقلم هذا النوع من الحيوانات البحرية، مع ظروف بيئية جديدة في حال لم تنخفض درجات الحرارة».
ويستغرب خبير علوم البحار الدكتور سامي اللقيس ظهور كميات كبيرة من قناديل البحر النافقة على شاطئ صور في مثل هذه الأيام، مرجحاً أن تكون «عملية انتحار جماعي يجب درس أسبابها». ويرى أن «الموضوع يحتاج أولاً إلى دراسة نوع هذه القناديل، إذ يوجد منها مئات الأنواع في العالم وستة أنواع على الأقل في لبنان». ويشرح أن «حرارة مياه البحر هذه الأيام هي بين 16 و17 درجة، وهي حرارة باردة نسبيا ولا يفترض أن تظهر فيها القناديل بهذا الشكل الكثيف في هذه الأيام. فمن المعتاد أن لا تظهر القناديل إلا في فصل الصيف حين تصل حرارة سطح مياه البحر إلى 29 و30 درجة حيث تتكاثر الكبيرة منها وتنتشر فجأة وبسرعة. وقد تصل كثافتها أحياناً إلى بضع مئات في كل 100 متر مربع من المياه وتطفو على سطح الماء أو في الأمتار القليلة تحت وجه الماء».
وأكد اللقيس أن «الموضوع مرتبط بالمياه وحرارتها كون جسم القناديل يتكون من 95 في المئة من الماء و5 في المئة من الأنسجة الرقيقة ما يجعلها تتحلل بسرعة بعد خروجها من الماء. ويمكن أن يرتبط الموضوع بدورة حياتها. وسرعة التكاثر والنمو عند قناديل البحر وغزارة الكميات تتأثر بعوامل فيزيوكيميائية المحيط المائي».
وأشار إلى أنها «تتكاثر بسرعة فائقة وجسمها مهيأ ومسلّح بأعضاء تسمح لها بالعيش في ظروف صعبة، لذلك قد يجد الباحث الكثير من الصعوبات لتحديد أسباب هذه الظاهرة، لا سيما إذا تقدمت فرضية الانتحار».

السابق
الجيش الاسرائيلي يكثف من تحركاته داخل مزارع شبعا بظل تحليق للطيران
التالي
النبطية تودع أبو العز