فيلم رعب أربك اسرائيل في المطلة

جنود بملابس اسرائيلية، مدرعات مصفحة، سيارات مجهزة بجنازير، تحركات مشبوهة، وأعلام اسرائيل ترفرف من الاراضي اللبنانية. كل هذه المشاهد ومعها انفجارات ونيران ودخان كانت كفيلة لاثارة الرعب في نفوس الاسرائيليين وإعلان جيشه حالة الاستنفار القصوى، مجهزا نفسه للحرب مع "طواحين الهواء" وأعلام زرقاء وبيضاء يعلمها ذاك الجيش جيدا.

فيلم على الحدود الجنوبية للبنان كان كفيل لتعلن اسرائيل حالة الطوارىء، وتحول منطقة المطلة الى ثكنة عسكرية. فبدأت المدرعات والدبابات تتحضر للتأكد مما يتم رؤيته في الجهة المقابلة عند بوابة فاطمة، إذ تم تشييد مجسمات شبيهة بمواقع الاحتلال الاسرائيلي قبل التحرير عام 2000، ومعها “جيبات” وسيارات وجنود بملابسهم وعدتهم وعتادهم، وحتى أعلامه التي كانت ترفرف من بعيد في ذاك الموقع المستحدث أمام أنظار الجيشين اللبناني والاسرائيلي وقوات اليونيفيل العاملة في تلك المنطقة.
رفعت الاعلام الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية على المجسمات، فرفع جيش الاحتلال من تأهبه، واستنفرت قواته على طول حدوده الشمالية مع لبنان في أعقاب سماع انفجارات ورصاص من ذاك المكان، الامر الذي أثار هلع سكان المطلة الاسرائيليون فحضرت قوة من الجيش الاسرائيلي وقامت بتحقيقاتها وبالتواصل مع قوات اليونيفيل لتضح لهم الصورة فيما بعد ان ما يجري ما هو إلاّ فيلم لبناني جديد يتم تصويره ومن المفترض انه يعالج مسألة الاحتلال في تلك المرحلة.
لم يقتنع الاسرائيلي بما قيل له، وراح قادة الوحدات العسكرية يدرسون كل السيناريوهات المحتملة لهذا المشهد، معتبرين ان ما يحصل أبعد من ذلك بكثير، ولا يتعلق بتصوير فيلم سينمائي او مسلسل تلفزيوني، مشيرين الى ان الامر ربما يكون تشويها للواقع وتمويها للحقيقة، بأن “حزب الله” يقوم بحفر انفاق من لبنان للوصول الى اراضي فلسطين المحتلة. إذ أعلن مسؤول في الجيش ان المشهد، والمجسمات الموجودة في الجهة المقابلة، تبدو “شبيهة بمعسكر الجيش الاسرائيلي عام 1985 قبل الانسحاب الاول، إلا ان ذلك لا يمنع من ان تكون النيّة مختلفة وهناك ما يحضر”.
أما بالنسبة لسكان المطلة فقد سيطر الهلع والخوف عليهم، معتبرين ان هذا الامر يهدد استقرار المنطقة وأمنها، طالبين من القوى الامنية أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع ما يحصل. وقد حضر الى المكان عدد من المخرجين الاسرائيليين للتأكد من الخبرية.
تجدر الاشارة الى ان اسرائيل تتمرن بشكل مستمر، على كيفية حماية وتأهيل الجبهة الداخلية، لتكون جاهزة فى أي حرب تخوضها من جهة الشمال مع “حزب الله”. فتواصل إسرائيل مناوراتها وتدريباتها التي تحاكي اختبار مدى جاهزية الإسرائيليين في حال تعرضت المناطق السكنية في إسرائيل لاعتداءات صاروخية من قبل لبنان.
في المحصلة، الاستنفار الاسرائيلي يأتي من فراغ ومن تلك البيئة العسكرية التي يعيشها العدو الاسرائيلي، فالمشهد ما هو إلا فيلم أم مسلسل من المسلسلات التي جرت العادة في السنوات الاخيرة على تنفيذها، وتكون تحاكي جمهور المقاومة الذي يعلم ما كان يجري، والجمهور الآخر الذي يرغب في معرفة ما كان يحصل مع أبناء الجنوب خلال الاحتلال الاسرائيلي لمناطقهم

السابق
عبود: الجيش يحقق عن الجهاز المشبوه لمعرفة خلفيات الحادث
التالي
توقيف شاب في حارة حريك اشتبه به