ظريف في لبنان رغم تهديدات الحرس الثوري

لا تبدو الهجومات والانتقادات المتكررة للمعارضة الايرانية الداخلية المتشددة لسياسة الرئيس حسن روحاني المعتدلة والمنفتحة اكثر من “قنابل صوتية ” ينتهي مفعولها مع خمود صوتها . الرئيس روحاني طالب هذه المعارضة المتعددة الانتماء والحضور الى “وقف قرع طبول الشقاق” ثم أردف هذه المطالبة بدعوة “الإيرانيين الى احترام قواعد اللعبة”، خصوصا وان “هدف الحكومة هو الحد من التوتر والعنف والتطرف في البلاد بشكل كامل”. اما ابرز ” قواعد اللعبة” فهي :

* ان في ايران ” مرشد واحد وحكومة واحدة ” والمرشد ” يدعم نهج الحكومة ” .

* على الإيرانيين ” رؤية الحقائق وان تكون التحليلات مبنية عليها ” .

* ان ” يكون الإيرانيين موحدين والا ندع بعضهم يسبب الانقسامات والخلافات في المجتمع”

* يجب الا نخاف خطاب الانتقاد وان تتيح لآخرين توجيه انتقادات سليمة وبناءة ”

لا يعني ان قوى المعارضة من المحافظين المتشددين ستعمل بهذه القواعد ، بالعكس فإنها شنت وتشن حربا نفسية واسعة وشاملة لعلها تنجح في احداث خرق واسع في نهج حكومة روحاني يؤدي الى تراجعه وتقديم تنازلات لها . لكن الوقائع اليومية تؤكد ان الرئيس حسن روحاني ونهجه يحققان النقاط في مواجهة يبدو فيها الفوز بالضربة القاضية غير وارد في المستقبل المنظور . من ذلك :

* ان” لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية” في مجلس الشورى قدمت اقتراحا مدعوما من الأغلبية المطلقة من النواب طالبت فيها الإشراف على المفاوضات التي تقودها وزارة الخارجية في الملف النووي، فما كان من وزير الخارجية جواد ظريف الا ان رفض الطلب وتعليله بان المحادثات تستندالى مواقف “مجلس الأمن القومي” الذي يرأسه الأدميرال علي شامخاني والتي نالت موافقة القيادة اي المرشد اي الله علي خامنئي . بدورها أجهزت مرضية أفخم الناطقة باسم الوزارة على طلب اللجنة بالتأكيد ” ان تركيبة الوفد المفاوض لن تتغير ” .

* مناسبة ٣٠ كانون الاول ٢٠٠٩ أثارت شجون المحافظين المتشددين وتكرار اتهاماتهم للمعارضة الإصلاحية. وكانت مظاهرة ضخمة ومنظمة قد خرجت في ذلك اليوم اعتبر المحافظون وخصوصا النجاديين انها “اجتاحت تيار الفتنة وأطلقت حمم بركان متفجر”. روحاني ردّ على ذلك بقوله” لم يخرج المتظاهرون دعما لجناح معين .. وان البصيرة لا تنسجم مع الإساءة والتطرف ” .

* ارتفاع الأصوات بوجوب اجراء محاكمة عادلة للزعيمين الإصلاحيين : مير حسين موسوي والشيخ مهدي كوربي ، لانه ” لا مبرر قانوني ولا شرعي لفرض هذه الإقامة الجبرية الطويلة عليهما” كما قال النائب المحافظ علي مطهري . اما وزير الاستخبارات فقد دعا الى” محاكمة قادة المعارضة محاكمة عادلة” . وهذا يعني ان مسألة اطلاق سراح الموسوي وكروبي قد وضعت على” النار”، خصوصا وان مطهري حذر لاول مرة من ان ” السلطات ستدفع الثمن غاليا اذا توفي موسوي وكروبي في الإقامة الجبرية.

* بعد الاعلان عن زيارة وزير الخارجية جواد ظريف الى لبنان في ١٣ من الشهر الجاري ، وقوله عن رغبته بزيارة السعودية ، خرجت وكالة “فارس” المرتبطة ب”الحرس الثوري” بخبر وتحليل مفاده ان ” لبنان سيعيش الأسبوعين القادمين في وضع امني خطير مليئ بالتفجيرات الدموية والأمنية ، كما لم تترك اتهاما الا ووجهته ضد السعودية ابتداء من التخطيط لتفجير السفارة السعودية وصولا الى تهديدها بان المقاومة سترد عليها” . لكن يبدو ان كل عذه التهديدات لم تغير موقف ظريف ، بالعكس شدد في حسابه على تويتر ان “المفاوضات حول الملف النووي مستمرة وستنتج اتفاقا نهائيا”. ويبدو مؤكدا ان الوزير ظريف سيزور لبنان سواء رضي الحرس الثوري ام رفض واحتج .

كلما تقدمت “الجمهورية الروحانية ” خطوة ، كلما اشتد هجوم المحافظين المتشددين درجات . ولا شك ان الموعد الحقيقي للجميع في ايران هو في نهاية ناجحة في المفاوضات حول الملف النووي ، لان في ذلك التأكيد الكبير لتقدم الدولة على الثورة في ايران.

السابق
“الأنباء” عن أوساط مراقبة: أجواء التوتر عادت بين بري وعون
التالي
مصدر لـ الراي: المستقبل اتخذ موقفا بحرية المناورة بشأن الحكومة الجديدة