البناء: سليمان فاتَح سلام وآخرين بتشكيل حكومة أمر واقع مطلع العام

كتبت “البناء ” تقول: مع بدء العاصفة “ألكسا” التي أطلّت على لبنان اعتباراً من الليل الماضي يبقى السؤال: هل يمكن لبعض التدابير والخطط التي اتخذتها الإدارات والمؤسسات المعنية تفادي ما قد يتعرّض له اللبنانيون وأرزاقهم من كوارث وتداعيات العاصفة والتي ستستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي على أن تبلغ ذروتها ما بين اليوم وغد مع تدني درجات الحرارة في كل المناطق وتساقط الثلوج التي ستلامس المناطق الساحلية.

وإذا كانت العاصفة المناخية ستُجبر معظم اللبنانيين على ملازمة منازلهم لا يبدو أن عاصفة تعويم الحكومة سيكون مصيرها أفضل خصوصاً مع الاعتراضات التي برزت حيال رغبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السعي لعقد جلسة استثنائية أو أكثر لمجلس الوزراء لمعالجة القضايا والملفات الملحّة والداهمة والتي لم يعد ممكناً إبقاؤها في دائرة الانتظار إلى حين تشكيل حكومة جديدة في وقت تؤكد المعطيات أن كل الأبواب وحتى المنافذ سُدّت أمام عملية التأليف وهو ما يظهر جلياً في مواقف “14 آذار” وبالأخص “تيار المستقبل”.

وتقول مصادر نيابية في قوى 8 آذار إن أطراف “14 آذار” تريد بمعارضتها عقد جلسة لمجلس الوزراء وعرقلة تأليف حكومة جديدة دفْع البلاد إلى أقصى أنواع الفراغ على مستوى كل المؤسسات بما يؤدي إلى تعطيلها وشلّها بالكامل خصوصاً على مستوى المؤسسات الأمنية بدءاً من الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في حفظ الأمن وخصوصاً في طرابلس.

وأبدت المصادر خشيتها من عودة المسلّحين لتوتير الأوضاع في عاصمة الشمال في ظل غياب القرار السياسي الذي يغطّي الخطة الأمنية للمدينة وتالياً محاولة إسقاط تسليم المؤسسة العسكرية القرار الأمني في طرابلس وتقول إنه رغم بعض الهدوء فإن المجموعات المسلحة لا تزال جاهزة لتوتير الوضع فور تبلّغها القرار الخارجي بذلك وتحديداً من بندر بن سلطان الذي يحرك هذه المجموعات.

موقف سليمان يعطّل تعويم الحكومة
لكن المصادر توقّفت أمام اعتراض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء. ورأت في هذا الموقف اقتراباً إلى أبعد الحدود من مواقف “14 آذار” حيث يرفض هؤلاء أي تفعيل لعمل الحكومة لغايات وأهداف باتت معروفة.
وتساءلت المصادر أنه وفي ظل عدم التوافق على عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار تلزيمات النفط والغاز فكيف يمكنها التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية وتحديداً التوافق على شخصية لرئاسة الجمهورية؟

وذهبت المصادر إلى حدود الجزم بأنه إذا استمرت مواقف “14 آذار” على ما هي عليه اليوم فإن التوافق على اسم رئيس الجمهورية يبدو من المستحيلات ولذلك فإن الأمور ذاهبة نحو الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وعلمت “البناء” أن ميقاتي كان فاتح الرئيس سليمان بخصوص عقد جلسات لمجلس الوزراء على أن يستكمل البحث في هذا الموضوع.
وحسب المعلومات أيضاً فإن ميقاتي كان يريد في اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أرجئ أخيراً أن يبحث في هذا الشأن أيضاً.

.. ويضغط على 8 آذار للتحاور معه؟
ولم تستبعد المصادر محاولة الرئيس سليمان دفع فريق 8 آذار للتحاور معه من أجل الحؤول دون قيام حكومة “أمر واقع” قبل دخول مجلس النواب في مرحلة الشهرين لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية وفي الوقت نفسه أن يصار إلى إعادة انتخابه لفترة انتقالية تحاشياً لحصول الفراغ.
وتقول معلومات المصادر أن رئيس الجمهورية الذي يتحدث عن معارضة التمديد قد لا يمانع في إعادة انتخابه لفترة انتقالية في ظل مؤشرات توحي بأن المور قد تذهب نحو الفراغ في رئاسة الجمهورية في حال تعذّر ذلك. وتعيد المصادر التأكيد أن الرئيس سليمان يحبّذ السير بحكومة أمر واقع في حال عدم التوافق معه على الفترة الانتقالية.

مفاتحة سلام بـ”الأمر الواقع”
وفي هذا السياق توافرت معلومات لـ”البناء” أن الرئيس سليمان فاتح الرئيس المكلّف بخصوص تشكيل حكومة أمر واقع على أن تكون المفصل الأخير قبل ولوج المدة الزمنية للاستحقاق الرئاسي.
وتقول المعلومات إن الرئيس سلام لم يحسم موافقته على هذه الحكومة بعد إلا أنه من غير المستبعد وفق مصادر موثوق فيها أن يوافق في اللحظات الأخيرة.
وممّا يذكر أن الرئيس سليمان كان طرح هذا الأمر مع وزير الصحة علي حسن خليل وشخصيات أخرى نصحته بعدم السير بهذا الموضوع لما له من تداعيات سلبية على الوضع الداخلي.

حملة مبرمجة لـ”المستقبل”
ولوحظ في هذا الإطار قيام حملة منسقة من فريق “14 آذار” ضد تفعيل عمل الحكومة وانعقاد جلسات استثنائية لمجلس الوزراء فرئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة اعتبر أن الدعوة لعقد مجلس الوزراء غير دستورية بينما ذهبت كتلته النيابية إلى أقسى انواع التهجّم ضد حكومة ميقاتي ورأت “أن ضرر الحكومة الحالية كبير جداً وأنها غير قابلة للتعويم دستورياً كما أنها لا تستطيع أن تسيّر الأمور إلا ضمن الحدود الضيقة”.

حزب الله: على الحكومة عدم التخلّي عن مسؤولياتها
وفي المقابل قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس “أن الحكومة المستقيلة ينبغي أن تقوم بمهامها ولا تتخلى عن مسؤولياتها” ولاحظ أن جماعة “14 آذار” تنحو نحو تعطيل جلسات المجلس النيابي وتجهض اجتماعات الوزراء وتعطّل تشكيل الحكومة وتتعمد تعطيل الاستحقاق الرئاسي ودفع البلاد إلى الفراغ حتى تتمكن الأيادي الإقليمية من التصرّف بمستقبل لبنان وهذا لن يكون”.
وعن كلام سليمان حول السعودية قال رعد “أغلب الظن ان الرئيس قد تسرّع وقد خانه التعبير لأن ما لدى السيد نصرالله من معطيات هي أشبه بمضبطة اتهام”

نصرالله يتحدّث الأحد
وسط هذه الأجواء من المتوقّع أن يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الأوضاع الداخلية والإقليمية خلال حفل تأبين للشهيد المقاوم حسان اللقيس وذلك عند الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الأحد المقبل. وتوقّعت مصادر متابعة أن يتطرّق السيد نصرالله إلى بعض الملفات الداخلية بالتفصيل.

معلومات عن عمليات إرهابية
على صعيد آخر لفت أمس ما أوردته محطة الـ N.B.N في نشرتها المسائية عن توافر معلومات لديها تفيد أن هناك تحضيرات للقيام بعمليات إرهابية وتفجيرات خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة وتستهدف بشكل خاص المناطق المسيحية ولا سيما الأمكنة الدينية حسب ما ذكرت المحطة.
ولفتت إلى أن الأجهزة الأمنية استنفرت بعدما رصدت إشارات في هذا الخصوص.

السابق
الجمهورية: معلومات كاذبة عن إنتحاريين واستدعاء المروّجين للتحقيق
التالي
البلد: ألكسا في ديارنا وتأهّب رسمي غير مسبوق