الديار: الجيش أمام أصعب مهمة ومساجد القبة والتبانة والمنكوبين تعلن الجهاد ضده

كتبت “الديار ” تقول: يقف الجيش اللبناني امام اصعب مهمة يواجهها منذ انتهاء الحرب في لبنان وذلك اثر تكليفه ضبط الوضع الامني في طرابلس، وهو يواجه مشكلة مذهبية بامتياز بين العلويين في جبل محسن والسنة على محاور طرابلس.
وتم ارسال لواء اضافي من قبل قيادة الجيش اللبناني الى طرابلس، بدأ بإزالة الدشم والتحصينات فأزال دشما من امام جبل محسن وكذلك من امام باب التبانة واعتقل 4 مسلحين في باب التبانة واحالهم الى القضاء.
وبعد ذلك بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين في باب التبانة، كذلك جرت اشتباكات اخرى لانقاذ الفريق الاعلامي لتلفزيون “الجديد” واثناء هذه الاشتباكات قام مسلحون في البداوي بقطع الطريق، فأرسل الجيش قوة لفتحها ثم حصل اشتباك بين الجيش ومسلحين في منطقة القبة ما لبث ان تطور الى تجمهر للمسلحين عند الباب الشرقي لثكنة القبة واقترابهم من باب الثكنة بشكل هدد امن الجيش، عندها اطلق الجيش النار ارهابا في الجو، واطلق قنابل صوتية.
كما سقطت قذيفة صاروخية في شارع سوريا بين جبل محسن وباب التبانة، لكن الامر تطور على الباب الشرقي لثكنة القبة واستشهد جندي من الجيش وقبله اصيب الضابط الملازم علي. أ. مع اربعة عسكريين، عندها قام الجيش بإبعاد المسلحين والمتجمهرين من امام باب الثكنة وعزز تدابيره الامنية وقام بقطع الطرقات المؤدية الى ثكنة القبة في طرابلس. لكن الاحتجاجات على اجراءاته تصاعدت في المدينة وعند الساعة الـ9.10 من ليل امس بدأت مساجد القبة والمنكوبين وباب التبانة والبداوي تدعو الى الجهاد ضد الجيش اللبناني، فيما عقد اجتماع بين الاجهزة الامنية والشيخ خالد السيد لمحاولة تخفيف التوتر في المدينة، لكن شروط اهل المدينة في طرابلس جاءت على لسان مفتي طرابلس مالك الشعار، وبعدها على لسان الشيخ داعي الاسلام الشهال.
المفتي الشعار قال: “ان الامن في طرابلس يبدأ اولا باعتقال الذين قاموا بتفجير المسجدين في طرابلس والذي ادى الى مقتل اكثر من 50 شخصا وحوالى 300 جريح، اما داعي الاسلام الشهال فقد طالب المسلحين في طرابلس بالجهاد مؤكدا ان حل الازمة يبدأ بتوقيف المجرمين في جبل محسن ودعا الى اعتصام كبير اليوم الجمعة بعد صلاة الظهر في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس ضد اجراءات الجيش.
وليلا، جابت مسيرات في شوارع باب التبانة في طرابلس ترفض اجراءات الجيش وتطالب بسحب وحداته، وعند الساعة العاشرة الا خمس دقائق اصبح الوضع متوترا جدا والجيش امام احتمالين اما الكارثة اذا تراجع واما الاشتباكات الواسعة مع المسلحين على كل المحاور. وعند العاشرة ليلا اعلن احد قادة المحاور المدعو الشيخ خالد السيد انه يعطي الجيش مهلة قصيرة للخروج من باب التبانة والا فإن اشتباكات ستمتد ضد الجيش على كل المحاور.
على صعيد آخر وعند الحادية عشرة من ليل امس وقع اشتباك مسلح في الملولة بين الجيش وبعض المسلحين، ادى الى مقتل المسلح رائد الزغبي.
ومنتصف ليل امس، اعلن الشيخ نبيل رحيّم انه عقد اجتماعا في منزل الشيخ سالم الرافعي وتم البحث في عدم تنفيذ يوم غضب اليوم في طرابلس.
كذلك نفى الشيخ خالد السيد انه اعطى مهلة للجيش للانسحاب من طرابلس، مؤكدا ان طرفا ثالثا يحاول الايقاع بيننا وبين الجيش.

بيان قيادة الجيش
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:
أقدم عدد من الأشخاص مساء اليوم (امس) على التجمع والاحتجاج على الإجراءات التي يتخذها الجيش في طرابلس والتي أدت إلى توقيف عدد من المتسببين بالإخلال بالأمن. يهم قيادة الجيش أن توضح ما يأتي:
إن الإجراءات التي يتخذها الجيش في طرابلس وضواحيها تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، وبناءً على التكليف الرسمي للجيش بضبط الأمن، واستجابةً لمطلب المواطنين الطرابلسيين الذين عانوا كثيراً من حال الفوضى وعدم الاستقرار المفروض على المدينة منذ عدّة أشهر والذي انعكس سلباً على حياتهم وأرزاقهم وتحركاتهم.
إن هذه الإجراءات لا تصب في مصلحة المخلين بالأمن والذين يستفيدون من حال الفوضى، ولذلك هم يسعون إلى التعبير دوماً عن رفضها خلافاً لإرادة الأغلبية العظمة من أهالي طرابلس.
إن قيادة الجيش إذ تؤكد الاستمرار في حرصها على الاستجابة لما تريده عموم أهالي المدينة في الأمن، وانطلاقاً من واجبها الوطني، تدعوا الجميع إلى التجاوب مع إجراءات الجيش ومع رغبة الأهالي لما فيه مصلحة هذه المدينة والاستقرار العام.
كما نعت قيادة الجيش المجند الشهيد عبد الكريم فرحات الذي استشهد خلال قيامه بمهمة حفظ الامن والاستقرار في مدينة طرابلس.

وكتبت الزميلة دموع الاسمر التقرير الآتي عن طرابلس:
منذ اعلان انتهاء الجولة الثامنة عشرة والقذائف والرصاص تسمع بين الحين والاخر في شوارع التبانة، وما حصل امس وادى الى اعادة توتير الاجواء ومواجهات عسكرية مع الجيش، هو مغامرة دخول فريق قناة الجديد الى التبانة، المنطقة التي لم تخف موقفها من محطة الجديد، فجرى تطويق الفريق من مجموعة مسلحة الى حين وصول وحدة من الجيش اللبناني عملت على انقاذ الفريق الاعلامي وبعدها دارت اشتباكات بين الجيش والمسلحين وانفجر الوضع مجددا على محور شارع سوريا – جبل محسن ومع الجيش الذي سقط له نقيب جريحا وثلاثة جرحى من العسكريين وثلاثة جرحى من المجموعات المسلحة.

وعمد بعض المسلحين الى تطويق مركز للجيش في شارع سوريا فرد عليهم بالقنابل المسيلة للدموع ادت الى اصابة ثلاثة اشخاص بالاختناق، ترافق ذلك مع استمرار اطلاق الرصاص والقذائف، الامر الذي ثبت مقولة الطرابلسيين ان اي خطة امنية لا تتضمن طرابلس منزوعة السلاح، لن تفلح في إعادة الوضع الى طبيعته.

وحسب مصادر طرابلسية فان بعض المجموعات المسلحة تبدي رفضها لاجراءات الجيش في توقيف المطلوبين وفي تنفيذه للمداهمات، واخرها توقيف الجيش للمدعو عبودي عوض الذي اعتدى صباح امس على مواطن من جبل محسن وسبق له الاعتداء على جندي في الجيش اللبناني. وسارعت هذه المجموعات الى استغلال عملية توقيف المذكور والاعتراض على اجراءات الجيش ورفضها للمداهمات مما اعاد التوتر الى محاور الاقتتال في وقت يكمل فيه الجيش تدابيره الامنية في تنفيذ خطته الامنية بدءا من ازالة 17 دشمة وملاحقة المطلوبين وتوقيف العديد منهم واحالتهم الى القضاء المختص.

اندلاع الاشتباكات اربك من جديد طلاب المدارس كما اربك سائقي السيارات والباصات وخلت فجأة شوارع طرابلس الشمالية لا سيما الاوتوستراد من مستديرة نهر ابو علي الى مستديرة الملولة الذي عاد وشهد عمليات قنص مكثفة ادى الى اقفال الاوتوستراد من جهة مستديرة ابو علي ومن جهة البداوي وتحويل السير الى عكار من ابي سمراء ـ القبة العيرونية.
خلال ذلك واصل الجيش عملياته في ملاحقة المسلحين، حيث وصلت تعزيزات له ولا يمكن العودة الى الوراء بعد القرار الامني.

وليل امس الخميس حصلت تطورات اثر تداول اخبار عن اختناق نساء واطفال بالقنابل المسيلة للدموع التي القاها الجيش في التبانة لتفريق المسلحين، عدا قلق المجموعات المسلحة من خطة الحسم العسكري التي جرى تداولها ايضا فعمدت القوى السلفية في القبة الى التكبير في المساجد والدعوة الى الجهاد، كما انطلقت مجموعات في الاسواق الداخليه وباب الحديد والمنكوبين وساحة النور وايضا خرجت تظاهرات متضامنة في عمار والمنية، ونظموا تظاهرات مستنكرة ورافضة لعمليات الدهم التي ينفذها الجيش اللبناني. ثم شن المتظاهرون هجوما على ثكنة القبة حيث حصل اشتباك بين الجيش والمجموعات السلفية المسلحة ادى الى سقوط قتيل للجيش اللبناني وستة جرحى والى احتراق منزل ناصر قدور القريب من الثكنة وجريحين من المتظاهرين.

وكذلك جرى قطع طريق البداوي والملولة وخروج تظاهرات مسلحة من الاسواق الداخليه ودعوات الجهاد ضد الجيش في القبة وظهور مسلح شمل شوارع طرابلس ومنطقة المنيه وصولا الى العبدة في عكار .

السابق
السفير: اغتيال اللقيس: حرب ظلال بين إسرائيل والمقاومة
التالي
المستقبل: الوضع يتدهور مجدّداً وسقوط شهيد و6جرحى للجيش