الأخبار: اهتمامات نووية للأمانة العامة ل 14 آذار

كتبت “الأخبار ” تقول: عاد الرئيس نبيه برّي من إيران بجوّ إيجابي، من المفترض أن ينعكس على العلاقات العربية ـــ الإيرانية والملفين السوري واللبناني، وكذلك عاد الرئيس نجيب ميقاتي من قطر، مع وعود بدعم لبنان وجهود للإفراج عن المطرانين المخطوفين في سوريا
مرّ يوم أمس، من دون أي جديد يذكر على الساحة السياسية. لكن الأمانة العامة لقوى 14 آذار تكره الفراغ، فقررت أن تملأه ببيان. لكن بيانها هذه المرة لم يقتصر على اللغو اللبناني اليومي. فريق 14 آذار الإقليمي، وعلى رأسه المملكة السعودية، يشتم صبح مساء الاتفاق النووي بين إيران والغرب. ووصل الأمر ببعض إعلام المملكة إلى حد القول إن الاتفاق “أسوأ من 11 أيلول”. لكن الأمانة العامة أبت إلا أن تتمرّد على اكتئاب فريقها العربي، وأعلنت ترحيبها بالاتفاق. يمكن الجزم بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما والقيادة الإيرانية، صارا ابتداءً من أمس أكثر اقتناعاً بالخطوة التاريخية التي أقدما عليها، وسيتمسكان بها أكثر من ذي قبل.
فالأمانة العامة، من مكتبها المطل على موقف السيارات المقابل لفندق “لو غابريال” على الطريق بين السوديكو وساحة ساسين ـــ وبحضور كل من النائب عمار حوري، والنائبين السابقين مصطفى علوش وفارس سعيد، وإدي أبي اللمع، ونادي غصن، وراشد فايد، ووليد فخر الدين، وعلي حمادة، ويوسف الدويهي، ونجيب أبو مرعي، وجوزف كرم، ونوفل ضو، وهرار هوفيفيان، وواجيه نورباتليان، وصالح فروخ وآرديم نانيجيان ـــ أعلنت أمس أن “التفاهم الأولي بين إيران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الإيراني (24 تشرين الثاني 2013) شكّل الموضوع الرئيسي في مناقشات الأمانة العامة لقوى 14 آذار”. هكذا، بكل ثقة، رحبت الأمانة العامة بالتفاهم؛ “إذ أتى وفق شروط المجتمع الدولي ومعايير الوكالة الدولية للطاقة النووية”. فللأمانة، “الأمانة العامة” معروفة بحرصها على “معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وتؤمن على ما يبدو بأن “المجتمع الدولي” يتصرف بناءً على معايير. ولو لم يكن الاتفاق موافقاً لتلك المعايير، لكانت الأمانة العامة سترفضه. فات مُصدري البيان أن يعلنوا تأليف لجنة تدقق في أي اتفاق مستقبلي بين إيران والغرب، للتثبت من مدى مطابقته لـ”المعايير”. المعايير النووية لـ”ثوار الأرز”.
وبعيداً عن الاهتمامات “التخصيبية” للأمانة العامة (وغير “التخصيبية”؛ إذ إن في بيانها أشياء أخرى)، لم يخرق حالة المراوحة السياسية أمس سوى عودة الرئيس نبيه برّي من طهران، ووصول الرئيس نجيب ميقاتي من العاصمة القطرية، التي وصل إليها صباحاً. وقالت مصادر نيابية واكبت زيارة بري لطهران، لـ”الأخبار”، إن “الزيارة فائقة الأهمية، وواعدة على مستوى الوضع الإقليمي”. وأشارت المصادر إلى أنّ “من المتوقع أن تقوم الخارجية الإيرانية في فترة قريبة بحراك مهم تجاه الملفين اللبناني والسوري مع عدد من الدول العربية”. وكذلك أكدت المصادر أن “العلاقات السعودية ـــ الإيرانية ستكون محل متابعة واهتمام في المرحلة المقبلة”.
من جهته، أكد ميقاتي أن زيارته لقطر “أعادت إطلاق الزخم في العلاقات الثنائية بين البلدين”، إذ “تخللها بحث معمق في مجمل ملفات التعاون الثنائي والأوضاع الراهنة في المنطقة”. وكان ميقاتي قد عقد خلوة مع الأمير تميم بن حمد، وكذلك التقاه برفقة الوزراء عدنان منصور، وائل أبو فاعور، مروان شربل ونقولا نحاس والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وانضم إلى الوفد سفير لبنان في قطر حسن نجم. وقال ميقاتي إنه “شكر قيادة قطر على دورها في ما يتعلق بتحرير المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والنقاش في مراحل الوساطة القطرية لتحرير المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي والمصور الصحافي اللبناني سمير كساب”. وأضاف: “بحثنا في أوضاع اللبنانيين في قطر، وفي كيفية تفعيل الاتفاقات المشتركة بين البلدين ودعم لبنان في معالجة ملف النزوح السوري إلى لبنان وتداعيات الأزمة السورية على لبنان”.
وأشارت مصادر ميقاتي لـ”الأخبار” إلى أنه “تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين”، وكذلك “بُحث موضوع طلب لبنان دعم إنشاء الصندوق الائتماني لمواجهة تداعيات وانعكاسات الأزمة السورية، وليس مسألة النازحين السوريين فقط، بل حتى بالنتائج الاقتصادية والاجتماعية غير المباشرة على الواقع اللبناني”.
وعلمت “الأخبار” أن اللواء إبراهيم لم يعد على متن الطائرة التي أقلت الوفد الحكومي، وبقي في الدوحة لاستكمال البحث في قضايا أخرى. وأكد شربل أنه لمس “إيجابيات جدية وقريبة في قضية المطرانين المخطوفين من المسؤولين في قطر”.

زاسبيكين زار سليمان
من جانبه، نوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالبيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي أول من أمس، وتبنى سلسلة الخطوات التي توافقت على تنفيذها المجموعة الدولية لدعم لبنان في 25 أيلول الفائت، وأبرزها عقد اجتماع في إيطاليا لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. واطلع سليمان من السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين على أجواء الاتفاق بين الدول الخمس الكبرى وإيران في جنيف، ورأى سليمان أن “الاتفاق والتفاهم على موضوعي الكيميائي والنووي يُسهمان في تنقية الأجواء الدولية والإقليمية تمهيداً لإنجاح جنيف 2”.

حزب الله
من جهته، دعا النائب حسن فضل الله فريق 14 آذار إلى “أن يخرج من عقلية الرهان على متغيرات في المنطقة، وإلى أن يستدركوا الأمور؛ لأن ما يمكن أن نتفق عليه اليوم أفضل بكثير مما يمكن أن يحصلوا عليه من أي اتفاق في المستقبل. ونحن نعرف أن قرارهم ليس بيدهم وقرار التعطيل في البلد هو من خارجه”. وأشار فضل الله إلى أنهم “لن يستطيعوا أن يشكلوا حكومة من دون المعايير الوطنية السليمة، في حين أن إبقاء البلد في الفراغ لن يفيدهم في شيء، بل إن ضرره سيكون على كل مصالح الناس سواء من فريق 8 أو من فريق 14 آذار”.

السابق
الشرق: لبنان ينتظر لقاء ال س. إ وخوف من الانزلاق الى الفتنة الداخلية
التالي
الجمهورية: التحضيرات لـ”جنيف 2″ تتواصل ودعوة تركية إيرانية لوقف النار