اللواء: قطوع اليسوعية جرس إنذار لخطورة الخطاب المتشنّج

كتبت اللواء: طلاب خارج حرم كلية العلوم الإجتماعية في جامعة القديس يوسف، والقوى الأمنية التي وصلت لمنع الإشتباك (تصوير: محمود يوسف) فيما انهمك الرئيس ميشال سليمان بتكثيف اتصالاته لاحتواء الإشكال الطلابي في حرم كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اليسوعية «هوفلين، كان الرئيس نبيه بري في طهران يلتقي مسؤولين كباراً مستطلعاً ليس فقط آفاق الاتفاق الإيراني – الدولي حول الملف النووي الإيراني، بل طبيعة المعادلات الممكنة على الساحة الداخلية، في ضوء التغيّرات الجارية، والمتمثلة بعودة طهران الى «بيت الطاعة الدولي، في حين كان الرئيس نجيب ميقاتي ينتقل الى قطر كمحطة ثانية في جولة بدأها في أنقرة من أجل دعم اقتراحه بإقامة مخيّمات لاستيعاب النازحين السوريين في نقاط آمنة عند الحدود اللبنانية – السورية، ولكن داخل الأراضي السورية وسط هذا الانهماك الرئاسي المتباعد بالاهتمامات والمشاغل، تركزت الأنظار على المجريات التنفيذية للاتفاق الإيراني – الدولي، لحل الموضوع النووي، من زاوية مدى انعكاسه انفراجاً أو تأزيماً للوضع الداخلي اللبناني، وذلك رهن بمسار تطبيق هذا الاتفاق وعملية استعادة الثقة بين طهران وعواصم القرار الدولي.
وقالت أوساط سياسية مطلعة أن نجاح تطبيق الاتفاق من شأنه أن ينعكس انفراجاً على الوضع اللبناني ستظهر أثاره تباعاً عشية الاستحقاقات الداهمة، سواء بالنسبة لتشكيل الحكومة أو انتخابات رئاسة الجمهورية. اما في حال حصول العكس، وتعثر التنفيذ لسبب ما، فالوضع اللبناني سيبقى في دائرة التأزم الذي سينسحب أيضاً على باقي ملفات المنطقة، وخاصة الأزمة السورية.
ولاحظت هذه الأوساط أن قوى 14 آذار لم تبد موقفاً رافضاً أو معارضاً، واكتفت بنوع من الترحيب الحذر، بانتظار تبلور موقف عربي واضح من التطور الحاصل في الملف النووي الإيراني، فيما استعجلت قوى 8 آذار بتوصيف الاتفاق وكأنه «انتصار جديد
لمصلحتها.
وبالتزامن مع هذه المتابعة، أوضحت مصادر مقربة من بعبدا، أن الرئيس سليمان بدأ اتصالات مع السياسيين من مختلف الأطراف لوضع خارطة الطريق التي رسمها في خطاب الاستقلال السادس.
وقالت المصادر أن اتصالات الرئيس سليمان، على هامش حض الأطراف على تهدئة الموقف في شارع هوفلان ومنع تفاقم الاحتكاك بين الطلاب، على قاعدة احترام الديمقراطية الطلابية، والحفاظ على المناخ الصحي داخل الجسم الطلابي بصرف النظر عن الولاءات السياسية أو الاستقطابات الطائفية، تناولت ضرورة تهدئة الخطاب الداخلي بانتظار تكثيف الجهود لإعادة تحريك الاستحقاقات الوطنية، ولا سيما تأليف حكومة جديدة.

إشكال هوفلان
وعلى صعيد الإشكال بين طلاب «حزب الله مدعومين من حركة «أمل وطلاب «القوات اللبنانية مدعومة من طلاب حزب الكتائب، فقد أكدت أوساط جامعية لـ?«اللواء
أن الجامعة اليسوعية، ومعها الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي اجتازت قطوعاً بكل معنى الكلمة.
وقالت إن عوامل ثلاثة ساهمت في احتواء الموقف المتشنج، ابرزها:
1 – الإجراءات الفورية التي اتخذتها إدارة الجامعة بإقفال الأبواب وتعطيل الدراسة من بعد ظهر يوم أمس وطوال اليوم الثلاثاء، من أجل تبريد الخواطر واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع الذي اعقب فوز القوات اللبنانية وحلفائها في انتخابات الهيئة الطلابية في كلية العلوم الاجتماعية.
2 – دور الفصل الذي لعبته وحدات الجيش والقوى الأمنية الأخرى لحصر ذيول الاحتكاك ومنع الاشتباك بالأيدي ومنع اي شكل من اشكال الصدام الجسدي، ونفت قيادة الجيش في بيان لها حدوث اي خلل امني يستدعي تدخل الجيش، وقالت ان «دخول الجيش الى اي حرم جامعي مشروط بطلب مسبق من ادارة الجامعة المعنية، موضحة ان قوة من الجيش حضرت لمنع تفاقم الامور.
3- حرص القيادات المسيحية، لا سيما الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل، فضلاً عن قيادة «حزب الله على عدم تفاقم الامور، وان تأخذ التحقيقات مجراها، لمعرفة من كتب الشعارات المسيئة بحق الرئيس الراحل بشير الجميل، ومن بدأ بالشتائم والسباب، وكيف تطورت الامور.
وعقدت ادارة الجامعة سلسلة اجتماعات طوال بعد الظهر، مع الفرقاء المتخاصمين، وكذلك مع القيادات الامنية، انتهت باصدار بيان قضى بتعليق الدروس في حرم العلوم الاجتماعية طوال اليوم الثلاثاء، وجدد البيان التزام ادارة الجامعة بثوابتها التاريخية والتزامها تطبيق المبادئ التي تستوجبها في القيام برسالتها، لتكون جامعة لكل لبنان ولجميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية

تفجير السفارة الايرانية
وبعيداً عن هذا التوتر السياسي – الطلابي، ظل الوضع الداخلي مشدوداً الى الهاجس الامني، وزاده توتراً ما تم تداوله ليلاً على مواقع التواصل الاجتماعي في شأن تحذير اصدره حزب الله من دخول سبع سيارات مفخخة مجهزة للتفجير في الضاحية الجنوبية، وخصوصاً في حي السلم والشويفات واوتوستراد السيد هادي نصر الله، لم تتبدد الا عندما نفى الحزب صدور مثل هذا البيان عنه، واصفاً اياه «بالسخيف
وفي سياق متصل، لفت الانتباه مجموعة تطورات متصلة بخلفية التحقيقات الجارية بملف تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، أبرزها زيارة وزير الداخلية مروان شربل لمقر السفارة، معزياً السفير غضنفر ركن أبادي بالضحايا الذين سقطوا في الانفجارين، مؤكداً أن التحقيقات تتقدم، وأن لا بيئة حاضنة للانتحاريين، في ما يشبه الرد على وزير الدفاع فايز غصن، فيما كشف السفير عن وجود فريق إيراني في بيروت للتنسيق والتعاون بين الجانبين اللبناني والإيراني للوصول إلى «رأس الخيط
في هذه العملية.
ولفت الانتباه في هذا السياق، بيان المكتب الاداري لهيئة العلماء المسلمين والذي دانت فيه الهيئة التفجيرات التي تستهدف الأبرياء، في إشارة إلى تفجير السفارة الإيرانية، وقبله تفجيرات الرويس ومسجدي «السلام و«التقوى في طرابلس، لكن الهيئة حمّلت المسؤولية لبعض مؤسسات الدولة التي تقاعست عن محاكمة ميشال سماحة وعن توقيف المتهمين في تفجيري طرابلس، وللفريق اللبناني الذي لم يلتزم سياسة النأي بالنفس وتورط بدعم النظام السوري.
أما في خصوص التحقيقات، فقد أفادت المعلومات، أن الانتحاريين معين أبو ظهر والفلسطيني عدنان المحمد مدعى عليهما في ملف حوادث عبرا، إلا أنه لم يتبين أنهما مقرّبان من جماعة أحمد الأسير أو أنهما تسلّما مسؤولية قيادية عنده.
واستغربت المعلومات كيف أن الإنتحاريين اشتريا خطين هاتفيين ولم يقوما بتشغيلهما بحسب ما أظهرت داتا الإتصالات المتعلقة بهذين الخطين. وأوضحت ان ليس لدى الأجهزة الأمنية حتى الآن أي صورة واضحة عمن يقف وراءهما، إذ ان هناك العديد من الألغاز الذي تحيط بهما ومن قدم المساعدة اللوجستية لهما، كاشفة ان الشبهات تحوم حول إحدى الشخصيات المرتبطة بالإسلاميين المتطرفين ورافضة الإفصاح عن اسمه في انتظار استكمال المعطيات.
وأشارت المعلومات الى خيوط أخرى تصل الى مخيم عين الحلوة ويجري التحقق منها.
وأكدت المعلومات ان سيارة «ترايل بلايزر التي استخدمت في الهجوم كانت محطتها الأخيرة في بلدة يبرود السورية، موضحة انه منذ أشهر كان هناك إتصال من قبل أحد الأشخاص من سجن رومية يتعلق بهذه السيارة.
وتخوفت مصادر أمنية من عملية إرهابية تحضّر لسجن رومية ولها علاقة بالموقوفين الإسلاميين، مؤكدة ان كل الإجراءات الأمنية أتخذت لتفادي مثل هذه العملية.

السابق
الجمهورية: الإتفاق النووي مهّد لمؤتمر جنيف 2
التالي
المستقبل: حزب الله يغزو اليسوعية ردّاً على خسارته فيها