الديار: تقدم الدبابات النظامية نحو قاره ومحاولة قطع طريق الامدادات

كتبت “الديار ” تقول : تتواصل المعارك العنيفة بين عناصر الجيش العربي السوري ومسلحي المعارضة السورية في قرى ريف دمشق الجنوبي وتتركز في منطقة القلمون وبالتحديد في بلدة قاره، حيث تستخدم في المعارك مختلف انواع الاسلحة المدفعية والصاروخية، ويعترف الطرفان بشراسة المعارك الدائرة وذكرت وكالة سانا السورية عن تقدم لدبابات الجيش السوري نحو قاره وتطويقها وتمكن الجيش من السيطرة على التلال الشمالية ودير مار يعقوب للبلدة وان الجيش السوري يطوق البلدة من مختلف المحاور، فيما اعلنت سانا عن مقتل قائد مسلحي الجيش السوري الحر العقيد المنشق سليم بركات، فيما اكدت مصادر المعارضة السورية “ان المسلحين ما زالوا داخل قاره يصدون هجمات الجيش السوري”.
فالجيش السوري وكما اعلنت قيادته انه مستمر في المعركة وانه من خلال السيطرة على بلدة قاره فانه يقطع طريق الامدادات على المسلحين في جميع قرى القلمون ويصبح التقدم سهلا اذا ما تمت السيطرة على بلدة قاره الاستراتيجية التي تتحكم بمفصل اساسي يشكل نقطة تواصل لبلدات القلمون.
وقد ادى تواصل المعارك في منطقة القلمون وبالتحديد في قاره الى استمرار عملية النزوح الكبيرة للاجئين السوريين باتجاه قرى منطقة بعلبك وبالتحديد الى عرسال حيث فاق عدد النازحين السوريين خلال اليومين الماضيين الى 60 الف نازح افترشوا ساحات وطرقات بلدة عرسال، واصبح عدد اللاجئين يفوق سكان بلدة عرسال باضعاف ويعيشون ظروفا صعبة وسط مناخ قاس وتساقط للامطار، وقد ناشد رئيس بلدية عرسال وفاعليات البلدة كل المسؤولين الاهتمام بعرسال وتقديم المساعدات الانسانية للاجئين الذين قطعوا طرقات وعرة والجبال هربا من القتال للوصول الى مناطق آمنة وبالتالي يعانون ظروفا انسانية صعبة للغاية.
من جهة اخرى، فان تداعيات معركة القلمون انعكست ايضا على حدود عرسال، وافيد عن سقوط قتيلين من سكانها هما الشقيقان يوسف وخالد الحجيري، وتضاربت الروايات حول مقتلهما، فهناك من اشار الى انهما قتلا في غارة لمروحية سورية واخرون ذكروا انهما قتلا في معارك ريف دمشق فيما روايات اخرى ذكرت انهما قتلا على حدود عرسال اثناء توجههما الى ريف دمشق للقتال الى جانب المعارضة السورية.
وكتب مندوب “الديار” في القلمون التقرير الآتي عن توزيع القوى في المنطقة:
اندلاع المعركة في منطقة القلمون التي تسيطر المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة منها منذ اكثر من سنة ونصف، وذلك بدءا من قرى سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية، من رنكوس نزولا باتجاه الزبداني جنوبا ودوما في ضواحي دمشق والنبك وقاره وصولا الى منطقة صدد على مشارف حمص في الشمال. وتنبع اهمية هذه المنطقة الاستراتيجية من انها تؤمن الطريق من والى الساحل.
وتتوزع قوات المعارضة في المنطقة بين الجيش السوري الحر والدولة الاسلامية في العراق والشام مرورا بجيش الاسلام الذي خلف لواء الاسلام بقيادة زهران علوش. والى هذه القوى هناك لواء الحق الذي يضم اكثر من الف مقاتل يتمركز في يبرود، ويملك خطوط امداد ودعم مع الجماعات السلفية في طرابلس. علما ان هذه المنطقة شهدت خلافات بين الالوية التابعة للجيش الحر وجيش الاسلام، سببت الهزائم التي منيت بها المعارضة في خلال الايام الماضية. وتعود الخلافات الى ازدياد نفوذ الجماعات الاسلامية في الغوطة، واتجاه بعض وحدات الجيش الحر الى اجراء مفاوضات مع النظام السوري عشية مؤتمر جنيف 2 المنتظر.
وتقول المعلومات الميدانية ان ألوية ابو موسى الاشعري، تحرير الشام، البراء، فتح الشام والتوحيد التابعة للجيش الحر تتجه للانسحاب من الغوطة باتجاه القلمون لمنع سيطرة علوش وحلفائه عليها، وتتابع المعلومات ان النقيب المنشق فراس بيطار قائد لواء ابو موسى الاشعري ارسل كتائب مقاتلة تابعة له الى رنكوس لمنع جيش الاسلام ولواء القادسية من الانفراد بالسيطرة عليها. كما ان علوش سحب جزءا كبيرا من قواته من الغوطة التي تعتبر مسقط رأسه.
اما من جهة الجيش السوري النظامي، فان ابرز الفرق الموجودة تخدم تحت لواء الفرقة المدرعة الثالثة التي تعتبر افضل الفرق تجهيزا وتدريبا، اذ تتألف من عدة ألوية من دبابات ت72 وعربات النقل المدرعة ب2، ب1 و2 وفوج مدفعية وعدة كتائب مقاتلة تتمركز حول عقدة مدينة القطينة مهمتها الاساسية تأمين طريق حمص – دمشق، كذلك يتمركز في هذه المنطقة اللواء 155 المجهز بصواريخ سكود.
وعليه، يجيب الخبراء العسكريان بان مهمة “تطهير” هذه المنطقة لن تكون سهلة بسبب نوعية المسلحين، خاصة انها مترامية الاطراف تبدأ من القصير، النبك نزولا الى رأس المعرة، سرغايا، حتى الحدود مع لبنان عند راشيا وتنتهي بسلسلة الجبال الشرقية، الا انه في المقابل يعترف المعنيون بأن الوضع القائم في جرود القلمون وعرسال والزبداني وسرغايا وصل الى درجة عالية من الخطورة لم يعد بالامكان معها عدم التحرك. وتوضح المعلومات ان المنطقة اللبنانية – السورية التي تشرف على عرسال من جهة وعلى دمشق من الجهة الثانية اصبحت تشكل تجمعا لحوالى 20 الف مقاتل من اشرس المقاتلين.
ويتحدث الخبراء عن الخطة العسكرية التكتيكية، فأشاروا الى ان مثلث القلمون – عرسال – الزبداني هو “كالقنفذ” الواقع بين سوريا ولبنان على اعلى المرتفعات الصعبة والخطرة، ما يجعلها اكثر حساسية من القصير وريفها، فسر هذا المنفذ يفصل جنوب سوريا عن شمالها، وعليه فان التكتيك الذي سيتم اتباعه سيكون مغايرا عما جرى في القصير عبر استخدام قوات متخصصة في القتال الجبلي، فالتقدم سيكون في اتجاه الهضاب الجبلية حيث تنفع المدرعات والدبابات.
في الجانب الديبلوماسي ينظر الديبلوماسيون بريبة الى الحديث الجاري عن معركة القلمون بسبب تأثيرها المحتمل على حظوظ انعقاد مؤتمر جنيف 2، اذ تؤكد مصادر ديبلوماسية ان حصول هذه المعركة معناه عدم انعقاد المؤتمر، وهو ما يسعى الاميركيون والروس لمنعه، فضلا عن مخاطرها الشديدة على الواقع اللبناني لجهة ارتدادات هذه الحرب على الواقع الداخلي اللبناني، وعلم في هذا الاطار ان السفارات الغربية في بيروت تتابع بدقة التطورات الحاصلة على جبهة القلمون خصوصا مشاركة حزب الله الذي يعتقد الكثيرون انه يسعى اليها قبل جنيف 2 وهو يدفع باتجاهها من خلال التركيز على دور الجماعات الجهادية وتهيئة ارضية شعبية لها.
لكن خوض هذه المعركة سيعقد الامور في لبنان، حيث يتوقع ان تشهد الحدود موجهات نزوح كبيرة، اضافة الى انتقال المقاتلين وانسحابهم باتجاه لبنان، ما قد ينجم عنه مخاطر انفجار امني مع المناطق المعروفة بانتمائها لحزب الله.

خطوط تماس بين السويداء ودرعا
أما على صعيد منطقة جبل الشيخ واوضاع القريتين الدرزيتين الحضر وعرنه، المحاصرتين من قبل جماعة جبهة النصرة، حيث تمكن اهالي القريتين من صد كل هجمات النصره وخاضوا معارك منذ اسبوع بالسلاح الابيض مع مسلحي النصرة الذين هاجموا البلدتين وسقط 11 شهيدا من اهالي عرنه بينهم 4 مقاتلين لتيار التوحيد لعربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، واقيم لهم مأتم صلاة الغائب في الجاهلية بحضور حشد من مشايخ الطائفة الدرزية ومن كل الاتجاهات، وما زالت عمليات القنص والاعتداءات اليومية على القريتين، وهذا ما دفع العديد من الشبان الدروز اللبنانيين والمشايخ الى التوجه الى عرنه والحضر والدفاع عن القريتين، وحملوا ما يستطيعون من مؤن وذخيرة واسعافات اولية، وذكر ان الشبان الدروز اللبنانيين الذين هبوا للدفاع عن عرنه ينتمون الى مختلف الاتجاهات السياسية في الطائفة الدرزية، كما ان اجتماعات عقدت لقيادات درزية في لبنان تمنت على القيادة السورية ترتيب اوضاع الضباط الدروز المنشقين الراغبين بالعودة الى الجيش والقتال الى جانب ابناء عشيرتهم في جبل العرب، وعلم ان ارسلان التقى الرئيس الاسد لهذه الغاية، كما يقوم وهاب باتصالات في هذا المجال، وتحظى جهود ارسلان ووهاب بدعم من جنبلاط.

اشكالات في شبعا مع الدروز
فدروز لبنان اعلنوا وابلغوا الجميع انهم لن يستطيعوا البقاء على الحياد ازاء ما يتعرض له اخوانهم في الحضر وعرنة، وان الجميع يعلم ان مسألة دفاع الدروز عن الارض والعرض امر مقدس ولا تراجع عنه وهم موجودون في الحضر وعرنه وقرى جبل الشيخ منذ مئات السنين، وبالتالي فان دروز لبنان يتخوفون من تحول شبعا الى عرسال اخرى لمد المسلحين المحاصرين لبلدتي الحضر وعرنة بالسلاح وايواء شبعا لمسلحي النصرة الذين يقاتلون الدروز في جبل الشيخ، كما ان مقاتلي النصرة يمررون جرحاهم عبر شبعا لمستشفيات البقاع، وان الفاعليات الدرزية في راشيا ابلغت القوى الامنية بالامر وانها لن تقف مكتوفة الايدي امام ما يحصل، وبالتالي فان شباب دروز في راشيا وحاصبيا اعلنوا الاستنفار وقرروا التصدي للمسلحين وقطع كل المسارب بالقوة التي ينطلق منها المسلحون من والى جبل الشيخ لمحاربة دروز الحضر وعرنه، وبالتالي فان ما يجري في المنطقة رسالة للدولة قبل ان تنفجر الامور.

اما في السويداء، فان لجان الدفاع الوطني تقوم بحماية المدينة عبر خطوط دفاع محصنة مع الجيش العربي السوري حيث الاشتباكات تكاد تكون يومية. وفي حال تمادى المسلحين فانه سيكون للجان الدفاع الوطني دورا في حماية السويداء عبر استئصال بؤر المسلحون في درعا في حين تشهد قرى جبل العرب وحدة حقيقية والتفافا شاملا حول الجيش العربي السوري حيث تتحول مآتم الشهداء الى اعراس حقيقية يشارك فيها كل اهالي الجبل، مع الحداء والزغاريد ورفع صور سلطان باشا الاطرش وعادل ارسلان فيما صور العميد عدنان زهر الدين الذي يقود معارك حلب ترتفع في ساحات السويداء ورغم الدفاع عن حجم عدد الشهداء، فان الاهالي يقولون بأن هذا الامر هو ضريبة العروبة والاسلام الحقيقي في وجه التكفيريين.

السابق
السفير : واشنطن مهتمة بالغاز اللبناني
التالي
المستقبل: جعجع نصر الله ليس مفوّضاً إدارة لبنان وحزبه غير شرعي