خمسة وتسعون ملياراً… فقط؟

صدّق أو لا تصدّق، فأنت حرّ. وإذا دُهشت أو أُصبت بدوخة، فعلى مسؤوليتك. فالمسألة التي نتحدّث عنها الآن هي مسألة امبراطورية مالية حجم ثروتها ومبالغها خمسة وتسعون مليار دولار عدا السهو والخطأ.

والامبراطورية الضخمة هذه، تابعة بكل استثماراتها، وانتشاراتها، وفروعها، للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي.

أجل، خمسة وتسعون ملياراً، وقد تكون هناك مبالغ وممتلكات ومصانع أخرى، لم يتمكّن التحقيق الدقيق الذي أمضت وكالة “رويترز” ستة أشهر في ملاحقته وتقصّي الوقائع والمعلومات… حتى تكوّنت لديها صورة شبه شاملة وكاملة لهذه الامبراطورية “الرديفة”، والتي أُنشئت في عهد المرشد الأعلى الراحل آية الله روح الله الخميني. وعلى أساس أن تستمرّ سنتين. لكنها واصلت نشاطها وتطوّرها واتساع نفوذها تحت سيطرة خامنئي لتصبح قوة عملاقة.

خمسة وتسعون مليار دولار رهن إشارة من المرشد الأعلى، وفي تصرّفه، وإلى مزيد من المليارات وما يستتبعها… فيما الشعب الإيراني يعاني الأمريّن للحصول على ما يلبّي حاجاته المعيشيّة، بكل طبقاته، وبالنسبة إلى مختلف المستويات والأوساط.

وباسم “ستاد” تكوّنت هيئة لإدارة “كل شيء”، وكل ما يعود إلى هذه الامبراطورية التي باتت تتمتّع بنفوذ كبير، وبدور رئيسي حتى على صعيد المرشحين لمناصب عليا في الحكومة والجيش والمواقع الاقتصادية أيضاً.

ليس خبراً عادياً، يمكن المرور به مرور الكرام، أو اعتباره يخصّ الإيرانيين وحدهم. والدليل على أهميته تلقّف الأوساط السياسية والصحافية في مختلف أرجاء المعمورة، ودائماً مع تعليقات لا تخلو من التساؤلات والدهشة، وكيف أنّ ثروة بهذا الحجم يعود أمر التصرّف بها إلى المرشد الروحي، فيما لا يحقّ لأي مرجعيّة رسميّة في الدولة حتى التدخّل ولو من باب الفضول.

لقد وفّى التحقيق الصحافي واجبه نحو هذا الموضوع بكل دقة وأمانة. وفي بعض الوقائع والمعلومات ان “ستاد” حققت لنفسها كل هذه الثروة وكل هذا النفوذ “من طريق الاستيلاء الممنهج على آلاف العقارات التي تعود ملكيتها إلى أبناء أقليات دينية، ورجال أعمال معارضين و…”.

وردتني تعليقات شتّى حول هذا التحقيق المثير وما تضمّنه من تفاصيل لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها: فمن قائل إن هذا المبلغ الخيالي مكّن خامنئي من الإمساك بيد من حديد بمفاصل البلاد والعباد والاقتصاد، إلى مَنْ أعادنا إلى امبراطورية الشاه السابق محمد رضا بهلوي، مقارناً بين تلك الحفنات من الملايين وهذه المليارات… والتي لا يحقّ إلا لمرجع واحد الأخذ والعطاء في موضوعها، هو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وفي التحقيق الكثير والمزيد.

السابق
هذا هو قانون الإنتخابات النيابية
التالي
درجة أعلى من جنون السعودية