المستقبل: بوتين يتصل بخادم الحرمين بشأن سوريا وإيران

كتبت “المستقبل ” تقول: تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء في بيان للكرملين أن “الاهتمام تركز فيه على ملف الأزمة في سوريا إضافة إلى الأوضاع حول البرنامج النووي الإيراني”، مع تأكيد وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنه “جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومجمل الأوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية”.
وفي اسطنبول، وافق الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في مؤتمر جنيف2 وفقاً للائحة شروط حددتها الهيئة العامة في اجتماع ماراتوني دام حتى منتصف ليل أمس، انتهى بالتصويت على الموافقة على المشاركة وفقاً لهذه الشروط التي ستعلن رسمياً اليوم.
وعلمت “المستقبل” أن هذه الشروط هي الموافقة على المشاركة على أساس تنحية بشار الأسد ونقل السلطة كاملة إلى هيئة حكم انتقالية وإعلان الالتزام ببيان جنيف1 وقرار مجلس الامن 2118، ولا سيما الفقرتان 16 و17 منه، ورفض أن يكون لبشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية او بعدها، واستبعاد جميع المتورطين مع النظام من أي عملية سياسية وإحالتهم إلى القضاء، ورفض مشاركة إيران إذا لم تسحب قواتها الغازية من سوريا وميليشيا “حزب الله” و”أبو الفضل العباس”.
كما تتضمن ورقة الشروط ضرورة ان يتحول أي اتفاق في جنيف2 إلى قرار ملزم من مجلس الأمن وتحديد وقت محدد لتنفيذ الاتفاق مع التمسك بأن يكون الائتلاف مسؤولاً عن تشكيل وفد المعارضة إلى هذا المؤتمر.
كذلك قام رئيس الحكومة المكلف أحمد طعمة، أمس بعرض تشكيلته الحكومية أمام الائتلاف لمناقشتها ونيل الموافقة عليها وتضم: أياد قدسي نائبا للرئيس، اللواء عبدالعزيز الشلال وزيرا للدفاع، عمار قربي وزيرا للداخلية، ابراهيم ميرو للاقتصاد والمال، عثمان بديوي للإدارة المحلية، محمد مقبل جران للصحة، عبدالرحمن الحاج للتربية، الياس وردة للطاقة، وليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة والموارد المائية، وياسين نجار للاتصالات. وافادت مصادر المجتمعين أن هذه التشكيلة واجهت انتقادات بسبب غياب المرأة وحقيبة العدل عنها.
فعلى صعيد المعارضة التي تعقد اجتماعات متوالية منذ السبت في اسطنبول لتحديد موقفها من مؤتمر جنيف2 المزمع عقده قبل آخر السنة برعاية أميركية روسية دولية، أعلن الائتلاف الوطني السوري أنه بدأ محادثات مع المجموعات المقاتلة على الارض في الداخل من اجل التوصل الى موقف مشترك من هذا المؤتمر الدولي، كما برز في اجتماعات الائتلاف عرض رئيس الحكومة المكلف أحمد طعمة تشكيلته الحكومية لمناقشتها ونيل الموافقة عليها.
وقبل إعلان موقفه من المشاركة في جنيف2، شدد الائتلاف المعارض أمس على سلسلة من المواقف منها تنحي بشار الأسد ومحاكمته على جرائم الحرب،وحضور ممثلين عن الجيش الحر ضمن وفد الائتلاف المعارض.
واشترط رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، احترام الغرب وعوده بفتح ممرات انسانية للمناطق المحاصرة في سوريا مقابل حضور الائتلاف مؤتمر جنيف2 للسلام حول سوريا.
وقال الجربا في مقابلة مع صحيفة “صندي تليغراف”أمس، إنه سيحضر محادثات جنيف للسلام إذا ضمن الغرب وصول الدعم إلى المعارضة وقام أولاً بتحقيق وعوده بتمكينها من ايصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأضاف أن الدول الأساسية الاحدى عشرة في مجموعة اصدقاء سوريا لم تف حتى الآن بوعود ضمان فتح ممرات إنسانية في سوريا لإيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار والمحاصرة حالياً من قبل قوات النظام.
وأكد متحدث باسم الائتلاف السوري عدم مشاركة الائتلاف المعارض في جنيف2 من دون دعم المجموعات التي تقاتل النظام ميدانياً.
وقال خالد الصالح في تصريحات صحافية في اليوم الثاني من مباحثات فصائل المعارضة السياسية السورية في اسطنبول، “لدينا الآن حوار وشراكة وسنعمل مع كتائب الجيش السوري الحر”.
وأضاف “في نهاية المطاف نحن معا ونحن في الجانب نفسه ونحارب العدو نفسه”. وشدد انه “اذا كان علينا ان نذهب الى جنيف فإنهم (ممثلو الجيش الحر) سيكونون ضمن الوفد. وهم حريصون مثلنا تماما على نجاح قيام سوريا ديموقراطية”.
واوضح الصالح ان ائتلاف المعارضة شكل وفدين سيزوران سوريا لبحث امكانية الذهاب الى جنيف مع قادة من كتائب الجيش الحر.
وفي سياق آخر، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس إن القوات الجوية السورية استخدمت قنابل حارقة في عشرات الهجمات خلال العام الماضي من بينها قنبلة تزن نصف طن قتلت 37 شخصا في مدرسة بمحافظة حلب في شمال البلاد.
ودعت المنظمة العالم إلى إدانة استخدام نظام دمشق لهذه الأسلحة التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال وقالت إنه يجب أيضا تشديد القوانين الدولية التي تقيد انتشارها.
وقال بوني دوكرتي الباحث المتخصص في الأسلحة بالمنظمة التي ستقدم تقريرا بهذا الشأن في اجتماع دولي في جنيف هذا الأسبوع “استخدمت سوريا أسلحة حارقة لإلحاق اضرار مروعة بالمدنيين وبينهم الكثير من الأطفال.”
وعلاوة على الأسلحة الحارقة استخدمت قوات الأسد قنابل عنقودية وفراغية كما يتهمها الغرب باستخدام أسلحة كيميائية في قصف مناطق على مشارف دمشق في آب مما أوى بحياة المئات.
وقال دوكرتي “يتعين على الدول الأخرى إدانة استخدام سوريا للأسلحة الحارقة مثلما أدانت استخدامها للأسلحة الكيميائية والقنابل العنقودية.”
وذكرت المنظمة الحقوقية أن الطائرات المقاتلة والهليكوبتر السورية ألقت قنابل حارقة 56 مرة على الأقل منذ تشرين الثاني من العام الماضي حين وثقت المنظمة واحدة من الحالات الأولى لاستخدام القنابل الحارقة في ضاحية داريا بدمشق. وأضافت أن جميع هذه الأسلحة سوفيتية الصنع.
ونقلت “هيومن رايتس ووتش” عن طبيبة الطوارئ البريطانية صالحة إحسان التي عالجت مصابين في الهجوم الذي تعرضت له المدرسة في حلب يوم 26 آب قولها إن معظمهم مصابون بحروق.ووصفت إصابات أحد الضحايا بأنها حروق من الدرجة الثالثة تغطي 90 بالمئة من جسده.
وقالت إحسان “احرقت النار ملابسه. كانت أبشع إصابة أراها على شخص حي في حياتي. لم يكن يتحرك من جسده سوى عينيه.”وذكرت المنظمة أن الرجل توفي قبل نقله إلى تركيا.
ويمكن أن تحتوي الأسلحة الحارقة على عدد من المواد القابلة للاشتعال مثل النابالم أو الثرميت أو الفوسفور الأبيض.
وقال دوكيرتي “القانون الدولي الحالي الذي يحد من استخدام الأسلحة الحارقة يمكن تشديده بعدة طرق.. لكن الهجمات البشعة باستخدام القنابل الحارقة التي تنفذها سوريا تظهر أن الحل الأمثل هو الحظر العالمي” لهذه الأسلحة.
ميدانياً، استمرت المعارك بين قوات النظام والثوار على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي (شمال) والتي استولى مقاتلون معارضون على اجزاء منها أول من امس.
ويفرض المقاتلون حصارا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزالان تحت سيطرة النظام.
وكان مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان النظام يحاول اعادة فتح مطار حلب الدولي المتوقف عن الخدمة منذ الاول من كانون الثاني 2013 بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، وان استعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل الى هذه الغاية.
وقتل النائب مجحم السهو هذا الاسبوع على يد متطرفين كانوا قد اختطفوه، حسبما افاد الاحد المرصد السوري.
وذكر رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “السهو (50 عاما) اختطفه جهاديون عند احد الحواجز فيما كان متوجها الى دمشق” قبل ان يقوموا بقتله.
واكد مصدر برلماني سوري لوكالة “فرانس برس” مقتل السهو مشيرا الى انه نائب عن محافظة دير الزور (شرق)، دون ان يوضح الجهة المنفذة.

السابق
الديار: المفاوضات الإيرانيّة ــ الغربية الى 20 الحالي
التالي
اللواء: طرابلس تغلي العدالة لشهداء المسجدين أو أخذ الحق بالقوة