يا خوف عكّا من هدير البحر

بما أن لكل مقام مقال فإني أستعير من صاحب المقام أسلوبه بالهزل والسخرية لأُردِّد له القول اللبناني العامي “إيدك وما تعطيك” وأقول:
– إن كنت حقاً مُمسكاً بالأكثرية النيابية بعد الأكثرية الشعبية فعليك أن تُسرع اليوم وقبل الغدّ وتفرض تشكيلة حكومية تضاهي في نجاحاتها الحكومة الميقاتية المستقيلة وتحلّ مشاكل اللبنانيين كافّةً!
– وبالإنتقال إلى مخطوفي أعزاز فباعتقادي أنهم لم يطلقوا إلّا بعد عملية الخطف المضاضّة التي نُفّذت بمباركة منك وبإشراف ورعاية رفاقك وبتغطية بعض الدولة، لذلك أسأل لِمَ لم تلجأ إلى أسلوب الخطف عينه من أجل تحرير الإمام الصدر خاصّةً وأن أذرعك منتشرة في كل أنحاء العالم؟؟ أم هل أن معرفة حقيقة إخفاء الإمام الصدر ليست مُلحّة؟؟
– وبالنسبة لدعوتك رئيس أكبر كتلة نيابية للعودة إلى بلاده عن طريق مطار الرئيس رفيق الحريري، هذا المطار الذي استحال ككثير من أهم مؤسّسات الدولة مربّعاً لنفوذك حيث تأمر، حينما تشاء، بقطع طريقه وبتهديد أمن الواصلين إليه والمغادرين منه فإنها دعوة مشبوهة لأن المطار غير آمن وبحاجة لأن يستعاد إلى كنف الشرعيّة فعلاً وليس قولاً. حتّى أنني أتساءل هل أنك تعدنا باستقبال الرئيس سعد الحريري على طريقة استقبال الشهيد جبران تويني؟ وهل أن بنيّة القدّيسين الخمسة الذين تأويهم تفجير الإبن، لا سمح اللّه، كما فعلوا مع الأب؟!
– أمّا مطار دمشق الدولي فأعدُك أنه سيعود، كما عاصمة الأمويين، إلى كنف العروبة بعد تحريرهما من المُمانعين الزائفين ومن الغُزاة الفرس قتلة النساء والأطفال. عندها سيُفتَحُ هذا المطار أمام كل العرب الشرفاء ومن أُوَّلِهِمْ دولة الرئيس سعد الحريري المُرحّب به دائماً في كل الدول العربية ومطاراتها. أمّا المتعالي الساخر فقد نُزِعَت صُوَره إلى غير رجعة من كل قلوب وبيوت العرب والمسلمين، فهل سيحتاج إلى تدخّل الشيطان الأكبر الذي تصالح معه مُؤخّراً ليتمكّن من زيارة الشام؟؟
آمل أن يَظهر قريباً من يدافع عن القيم الحقّة التي استشهد من أجلها الإمام الحُسين فيفرح أيتام وأرامل سوريا وأحرار الشيعة في لبنان! وإلى هذا اليوم الذي لم يَعُد ببعيد أقول لمن يدّعي نصراً في سوريا ولبنان: “يا خوف عكّا من هدير البحر”.

السابق
حبّة لولو: ما بعد الحرب في سينما لبنان
التالي
قارىء عاشوراء: جريمة بحقّ الحسين