المتهمون الخمسة بإغتيال الرئيس الحريري يظهرون علناً في بيروت

باتت محاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري على الأبواب، بعدما عقد قضاة غرفة الدرجة الأولى الدولية في لاهاي، اول من امس، أولى جلساتهم العلنية لمناقشة مسائل الاعداد للمحاكمة المفترض ان تعقد أولى جلساتها بعد نحو شهرين ونصف، أي في 13 كانون الثاني من العام المقبل، بعد التصديق في حزيران 2011 على قرار الاتهام بحق المتهمين الأربعة الذين ينتمون إلى “حزب الله” وهم سليم جميل عياش، ومصطفى امين بدر الدين، حسين حسن عنيسي واسد حسن صبرا، ثم ظهور اسم متهم خامس قبل نحو شهرين هو حسن حبيب مرعي وينتمي إلى الحزب أيضاً.

ورغم تذكير المحكمة الدولية السلطات اللبنانية بضرورة مواصلة البحث عن المتهمين الخمسة الفارين من وجه العدالة، إلا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية مازالت مستمرة في إعلان “جهلها” بشأن مكان هؤلاء المجرمين، فيما تؤكد أجهزة امنية حزبية وحكومية أخرى خارجة على هيمنة “حزب الله” في بيروت أن “المتهمين الخمسة غير مختبئين تحت الأرض ولا في قرى نائية في الجنوب والبقاع، بل يمارسون أعمالهم الأمنية الاستخبارية بأوامر من المسؤول الأمني في الحزب “وفيق صفا” وأحد كبار القادة العسكريين في هرم القيادة من آل بدر الدين قريب من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ويقال انه صهره، بشكل طبيعي ولكن حذر، وبصحبتهم عدد من المرافقين على غرار مرافقي محمد رعد ومحمد فنيش وحسين الحاج حسن وسواهم.”

وكشفت مصادر في هذه الأجهزة لـ”السياسة” عن أن اثنين من المتهمين الأربعة الأوائل “شوهدا في منطقة الأشرفية يوم اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن (قبل نحو عام)، وفي ضاحية بيروت الجنوبية مع الاثنين الآخرين اللذين ظهرا مرات عدة في الطريق الجديدة وبعلبك وبعض قراها، كما شوهد بعضهم أيضاً في بعض القرى الشيعية الخمس عشرة المتداخلة بالأراضي السورية، ورصدت هؤلاء استخبارات الجيش والأمن العام.

وأكدت أن المتهمين مصطفى بدر الدين وأسد صبرا “شاركا في التحقيقات التي جرت ومازالت جارية في تفجيري ضاحية بيروت الجنوبية اللذين أديا الى مقتل وجرح العشرات في الأشهر القليلة الماضية، وأن مسؤولي الأمن اللبناني الذين اشرفوا على تلك التحقيقات اجتمعوا بهذين المتهمين اللذين رافقاهم في أثناء وجودهم داخل المربعات الأمنية للحزب، وحضرا اجتماعاتهم مع متهمين بالتفجيرات، من دون أن يتم إلقاء القبض عليهم.”

وبحسب المصادر، فإن الشهود الذين سيحضرون المرحلة الاولى من بدء المحاكمات في مطلع العام المقبل، “قد تؤدي شهاداتهم الى كشف ما بين 10 و13 عنصراً آخر من “حزب الله” على علاقة باغتيال الحريري، مازال التكتم على أسمائهم جارياً للحفاظ على سرية المحاكمات، كما ان هناك اسماء أخرى لنواب ووزراء سابقين مؤيدين بقوة لنظام الاسد ومتعاونين مع استخباراته في سورية ولبنان، سيتم استدعاؤهم كشهود قبل ان يتحولوا الى متهمين من قبل عشرات الشهود السريين, من أصل نحو 70 شاهداً تحتفظ بهم المحكمة.”

ونقلت الأجهزة عن مصادر المعارضة السورية في لبنان قولها، ان “أكثر من 12 مسؤولا سورياً بينهم رأس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر وصهره المتوفى آصف شوكت ومدير الاستخبارات السورية السابق في لبنان اللواء رستم غزالي ومساعده الأكبر الذي قتل أخيراً في دير الزور اللواء جامع جامع، سيواجهون شهادات شهود سريين سوريين ولبنانيين موجودين راهناً بحماية الحكومة، من شأنها كشف ضلوعهم في إعطاء الأوامر بالمشاركة والتخطيط والاشراف على اغتيال الحريري واغتيال ومحاولة اغتيال 9 آخرين من قياديين لبنانيين سياسيين وأمنيين واعلاميين.”

وقالت المصادر ان “3 ضباط سوريين برتب عقيد ولواء من الأمن والجيش منشقين عن النظام البعثي باتوا من بين الشهود السريين، بعدما قدموا لقيادات المعارضة في الداخل والخارج تقارير واعترافات مكتوبة ومصورة عن أدوار هذه القيادات السورية.”

السابق
مصادر مواكبة لـ “الراي”: التعويم الحكومي سيرتب اثماناً باهظة على المستفيدين
التالي
علي حسين ناصر «شهيد» حزب الله في سوريا