الجمهورية: الإبراهيمي في بيروت اليوم وكيري في الرياض الاحد

كتبت “الجمهورية ” تقول:  في غمرة الانشغال بإزالة المطبّات المتعدّدة من أمام انعقاد مؤتمر جنيف ـ 2، وقبل أيّام على اللقاء الأميركي ـ الروسي ـ الأممي المرتقب الثلثاء المقبل في جنيف للإعداد لهذا المؤتمر، يترقّب الجميع نتائج الاجتماع السعودي ـ الأميركي الأحد المقبل في الرياض بين خادم الحرَمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، والذي يندرج في إطار إصلاح ذات البَين بين البلدين، بعد الخلاف حول الملفّين السوري والإيراني ورفضِ المملكة مقعدَها غيرَ الدائم في مجلس الأمن الدولي. في الموازاة يترقّب لبنان نتائج محادثات الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي في بيروت اليوم، ومسار استدعاء رئيس “الحزب العربي الديموقرطي” علي عيد بعد الاشتباه بتورّط عدد من عناصر الحزب في تفجيرَي طرابلس، والشكوكِ بدورٍ له فيهما، خصوصاً أنّه رفض المثول أمام فرع المعلومات، مُعلناً أنّه “جنديّ صغير” عند الرئيس السوري بشّار الأسد.
في موازاة تسارع الأحداث في المنطقة، يبقى لبنان في دائرة الجمود السياسي، بلا حكومة وبلا اتفاق على معالجة أيّ ملفّ، في انتظار إيجاد حلّ للأزمة السورية، وسيستقبل اليوم المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الآتي من سوريا للبحث في انعقاد مؤتمر”جنيف ـ 2″ .

الراعي في بعبدا
وفي هذه الأجواء، لفتت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيسَ الجمهورية العماد ميشال سليمان، حيث تشاورا في عدد من الملفّات الإجتماعية والسياسية، على ما ذكر بيان المكتب الإعلامي الرئاسي.
وقالت مصادر مُطّلعة لـ”الجمهورية” إنّ زيارة الراعي لسليمان جاءت في ظلّ انسداد الأفق الكلّي أمام تأليف الحكومة، والجمود في تقديم العون للبنان لمعالجة أزمة النازحين السوريّين، وازدياد انحياز الأطراف اللبنانيين في الأحداث السورية وتعاطيهم بعضهم مع بعض انطلاقاً من معادلات سوريّة لا لبنانية. كذلك جاءت في ظلّ المخاوف من تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية، إضافةً إلى المساعي المتعدّدة لجَمع الصفّ المسيحي.
وفي المعلومات أنّ سليمان أكّد للراعي أنّه سيتّخذ قريباً مبادرات عملية لرعاية حصول إنتخابات رئاسة الجمهورية، وطلب منه تشجيع الأطراف المسيحيّين على الدخول في حكومة ترتكز إلى “إعلان بعبدا” ولو كانت حكومة بصيغة 9+9+6 لأنّ هذا الأمر ضروريّ لتأمين انتخاب رئيس جمهورية.
كذلك أبدى سليمان رأيه في المبادرات المسيحية الحاصلة، وتمنّى أن يتقلّص عددها ويزداد مفعولها، إذ إنّ كلّ فريق يتّخذ مبادرات وكأنّه يمثّل جميع المسيحيّين. كذلك تمنّى على البطريرك التفاهمَ مع الأطراف والمرجعيات الروحية الأخرى لتنظيم هذه المبادرات لتكون شاملة وليس متعدّدة.
وشدّد البطريرك من جهته على ضرورة تأليف الحكومة، ورأى أن “لا بدّ من قلب الطاولة ووضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم في حال ظلّ الوضع على انسداده”.

الأحزاب المسيحية
إلى ذلك، علمت “الجمهورية” أنّ الأحزاب المسيحية عقدت أمس، بعيداً من الإعلام، اجتماعاً هو الثاني لها في أقلّ من شهر، في مركز مؤسّسة الأبحاث والدراسات المسيحيّة في زوق مصبح برعاية بكركي، حيث ترأّسه النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، وحضره عن حزب الكتائب نائب الرئيس سجعان قزّي، وعن “القوات اللبنانية” النائب إيلي كيروز، وعن”التيار الوطني الحرّ” الوزير سليم جريصاتي، وعن تيار “المرَدة” الوزير السابق سليم سعادة، إضافةً إلى الوزير السابق روجيه ديب والسفير السابق عبدالله بو حبيب والأباتي أنطوان خليفة وعميد كلّية العلوم السياسية في جامعة القدّيس يوسف الدكتورة فاديا كيوان. وقد سادت الاجتماع الأجواء الإيجابية، وتركّز البحث خلاله على الهواجس المسيحية والاستحقاقات والقضايا الوطنية المطروحة.

موقف برّي
إلى ذلك، نصح رئيس مجلس النواب نبيه برّي “المعنيّين وأنفسَنا بصنع السياسات في لبنان بالالتفات إلى مصلحة الوطن انطلاقاً من حلول تُصنع فيه”. وأعلن أنّه كان ولا يزال يراهن على الحوار، وشدّد مجدّداً على المبادئ المتضمّنة خريطة الطريق التي طرحها في كلمته في 31 آب.
كذلك شدّد على ضرورة تحرّك لبنان الرسمي لحماية الثروة اللبنانية البحرية بلا تجزئة أو تنازلات أو تفريط، وإلزام الأمم المتحدة بالتزامها القرار 1701 الذي نصّ في أحد مواده على تولّي الأمم المتحدة رسمَ كلّ الحدود البرّية والبحرية. وإذ كشف برّي أنّ “مصادر لاهاي في كواليس منظّمة حظر الأسلحة الكيماوية تؤكّد أنّ ثمّة كلاماً غير رسميّ يدور حول دور للبنان للانتهاء والخلاص من هذه المواد الكيماوية”، حذّر من أنّ “ما من قوّة على الإطلاق يمكنها إقناعنا بهذا الأمر أو فرضه علينا”.

ترقّب وحذر في طرابلس
في غضون ذلك، تسود مدينة الشمال أجواء ترقّب وحذر، وسط مخاوف من تجدّد الإشتباكات بين المسلحين على جبهة جبل محسن ـ باب التبانة، على خلفية رفض رئيس “الحزب العربي الديموقرطي” علي عيد المثول أمام فرع المعلومات، بعد استدعائه للتحقيق معه في تفجيري مسجدَي السلام والتقوى في طرابلس.
وإذ رفض عيد هذا الاستدعاء، أعلن رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي أنّ هذا الأمر “غير مقبول وغير مسموح به”، مؤكّداً أنّه لن يمرّ مهما كلّف الأمر.
وكان الوضع الأمني انفجر في طرابلس بعد ظهر أمس على نحو محدود، وتمكّن الجيش اللبناني من لجمه تزامُناً مع وصول جثامين ضحايا العبّارة الأندونيسية الى المدينة لمواراتهم ثراها وفي بلدات عكّارية وعددُها 34 جثة من أصل 35، بعد استقبال رسميّ وشعبي أقيم في المطار.

بلامبلي في طرابلس

وجدّدت الأمم المتحدة قلقها من تجدّد الاشتباكات في طرابلس التي زارها أمس منسّقها الخاص في لبنان ديريك بلامبلي والتقى مفتيها الشيخ مالك الشعّار مرحّباً بالإجراءات الأمنية، إلى جانب الجهود السياسية المبذولة لوضع حدّ للعنف، وعودة الهدوء النسبي إلى المدينة، مشجّعاً الجميع على “احترام مؤسّسات الدولة والتعاون معها، خصوصاً السلطات الأمنية التي تحمل عبئاً كبيرا”.

الإضرابات مجدّداً
وفي هذه الأجواء، ظهرت لغة الإضرابات مجدّداً من خلال توصية أقرّتها هيئة التنسيق النقابية أمس، ودعت فيها إلى إضراب عامّ في كلّ الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة ومعاهد التعليم المهني والتقني، وفي الوزارات والإدارات العامّة والسرايات يوم الثلثاء 26 من الشهر الجاري، بغية إقرار سلسلة الرتب والرواتب وإعادة العمل في مؤسّسات الدولة المشلولة.
واعتبرت الهيئة أنّ رئيس وأعضاء اللجنة النيابية المكلّفة درس “السلسلة” لم يقدّموا تطمينات إلى القطاعات حول مطالبها وحقوقها، ما يترك لدى الهيئة تساؤلات عن أسباب عدم إطلاعها على أمر يعنيها مباشرةً، وله تأثيرات مستقبلية على المعلّمين والموظّفين والمتعاقدين والمتقاعدين والأُجراء والمياومين وسائر الأسلاك الأخرى”. ودعت كلّ هيئات المجتمع المدني إلى “المبادرة والتحرّك، كلّ من موقعها رفضاً لسياسة التسيّب والفراغ والشلل في كلّ المؤسّسات الدستورية”.

الكونغرس الأميركي
وفي ملف الأزمة السوريّة، حضّ الكونغرس الاميركي في جلسة استماع عقدها أمس مخصّصةٍ للمسألة السورية، وحضرها السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، إدارةَ الرئيس باراك اوباما على السعي لفتح ممرّات آمنة للإغاثة في سوريا، معتبراً “أنّ الموقف الاميركي في المنطقة أصبح ضعيفاً بسبب طريقة التعامل مع الأزمة في هذا البلد”.
وأكّد فورد رغبة واشنطن في أن ينتهي مؤتمر جنيف -2 إلى إنشاء هيئة انتقالية في سوريا. وقال إنّ بلاده “تقدّم دعماً لقوّات المعارضة السورية المسلّحة المتمثلة بالجيش الحر بقيادة سليم إدريس”، مشيراً إلى “ضرورة استمرار دعم المعارضة المعتدلة”. وقال: “اليوم مثلاً قدّمنا شاحنات لجماعة سليم إدريس في داخل سوريا، وهي المرّة الأولى التي نسلّمهم فيها مثل هذه الشاحنات”.

روسيا: لقاء غير رسمي
في المقابل، أعلنت روسيا، بلسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، نيَّتها رعاية لقاء غير رسميّ وغير ملزم بين السلطات السورية وممثّلي المعارضة، في حضور ممثّلين عن فريق الإبراهيمي والجانب الأميركي عشيّة جنيف ـ 2.
وفي الميدانيات، بثّت محطة “سي ان ان” الاميركية مساء أمس أنّ طائرات إسرائيلية قصفت قاعدة عسكرية سوريّة في اللاذقية. فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إنّ إنفجارات دوّت أمس الأوّل في قاعدة للدفاع الجوّي في ريف محافظة اللاذقية ولم تعرف أسبابها.
وفي حين أوضح مصدر أمنيّ سوريّ أنّ “صاروخاً سقط قرب هذه القاعدة وأشعل حريقاً ولم يُعرف مصدره”. نسبت قناة “الميادين” إلى القناة الإسرائيلية الثانية أنّ الطيران الإسرائيلي استهدف ليل الخميس قاعدة تحوي منظومة صواريخ من طراز “إس 125″، تقع في محافظة اللاذقية. ووصفت القناة الإسرائيلية هذه المنظومة المضادّة للطائرات بأنّها “متطوّرة جداً”.
ونقلت قناة “العربية” عن مصادر أنّ غارتين إسرائيليتين على دمشق واللاذقية استهدفتا شحنات صواريخ من طراز “سام ـ 8 ” في طريقها إلى “حزب الله”، وقد دمّرتها بكاملها.
واتّهمت إسرائيل الأسد بالاستمرار في نقل الأسلحة إلى “حزب الله” في لبنان، بهدف تقوية الحزب إلى جانبه والتكاتف لمواجهة المعارضة السورية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيليّة “إنّ تحذيرات وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس الأركان بيني غانتس من نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان ما زالت سارية المفعول، وإنّ نقل هذه الاسلحة سيُخلّ بالتوازن العسكري، وتعتبره اسرائيل خرقاً للخط الأحمر، الذي حدّدته في التعامل مع سوريا والاسلحة الكيماوية والمتطوّرة”.
ونسبت إلى مسؤول أمنيّ إسرائيلي لم تسمِّه تشديدَه على “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها واتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لمنع تجاوز الخط الأحمر ووصول الأسلحة إلى حزب الله”.

السابق
الأخبار: رسالة أمنية لاستخبارات الجيش في البقاع
التالي
سلام لن يُكرّر تجربة ميقاتي