سلام: الحكومة اللبنانية ولبنان الرسمي ملتزمان بسياسة النأي بالنفس

لفت المندوب اللبناني الدائم لدى المنظمة الدولية نواف سلام في حديث لصحيفة “النهار” إن الإجتماع الرفيع المستوى الذي يعقد في 25 أيلول الجاري في نيويورك “ينطلق ويبني على البيان الرئيسي الذي أصدره مجلس الأمن في أيلول: تأكيد استقرار لبنان وأمنه من خلال المحافظة على القرار 1701 وسياسة النأي بالنفس واعلان بعبدا”، مضيفاً إن “هناك ثلاث قضايا مهمة، الأولى تتعلق باللاجئين السوريين، اذ أن لبنان يحتاج الى دعم مباشر للبيئة الحاضنة المتمثلة بالجماعات المجتمعية اللبنانية، الثاني موضوع الدعم الاقتصادي والمالي المباشر للبنان عبر برنامج الأمم المتحدة الانمائي والبنك الدولي، والثالث دعم القدرات الأمنية والعسكرية اللبنانية”.

واذ توقع سلام أن ينتهي المؤتمر بـ”خلاصات” من الأمين العام، لفت الى أن “هذا ليس حدثاً لمرة واحدة، بل اطلاق لعملية نأمل في أن تكون لها متابعات أو لقاءات اخرى حول كل واحد من هذه الأوجه، كأن يجري تنظيم مؤتمر خاص لدعم القدرات العسكرية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية أو لقاء خاص لتوفير الدعم اللازم للبنان أمام تحديات الانسانية التي يواجهها من جراء الأزمة السورية واللاجئين السوريين، وهكذا دواليك”. ولفت الى أن “هذا ليس مؤتمراً لجمع أموال على طريقة مؤتمر باريس، علماً أنه قد ينجم عن بعض جوانبه أمر كهذا”، غير أن اللافت أن “الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن متفقة تماماً على تحييد لبنان عن أزمات المنطقة”.

وشدد سلام على أن “الحكومة اللبنانية ولبنان الرسمي ملتزمان بصورة كامل سياسة النأي بالنفس ولا بديل منها من أجل حماية لبنان ومن أجل الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره”، معتبراً أن “الالتزام السياسي وحده ليس كافياً لأن هناك مشكلة كبيرة نواجهها في لبنان من جراء العدد المتزايد من اللاجئين السوريين الى لبنان والذين بلغ عددهم اليوم 1٫2 مليون أو 1٫3 مليون نسمة”.

وأوضح سلام أن “هذا الرقم قد يبدو غريباً لأن الرقم الرسمي لدى الأمم المتحدة يشير فقط الى نحو 740 ألف لاجئ، لكن العدد الفعلي أكبر بكثير من ذلك لأكثر من سبب، أولاً: هناك عشرات الآلاف من النازحين في الأشهر الأولى للأزمة وهم لم يسجلوا أنفسهم ومن الميسورين الذين لم يسعوا الى بطانية أو الى علبة حليب أو أي نوع من المساعدة الانسانية. وثانياً: هناك عديدون ممن كانوا خائفين من التسجيل لأن الوضع السياسي لم يكن مستقراً ولديهم هواجس من اعادة الترحيل. وثالثاً، هناك أيضاً الاحتضان من المجتمع، العائلات والمدارس والرهبانيات لأن هناك وحدة شعب وعلاقات قربى بين لبنان وسوريا. وفوق ذلك كان هناك ما بين 200 ألف و300 ألف عامل سوري في لبنان التحقت بهم عائلاتهم بعد بدء الأزمة الأليمة في سوريا”.

السابق
الصين تطالب بتطبيق سريع للإتفاق الأميركي – الروسي
التالي
شربل: الامن الذاتي مرفوض