بناء الثقة او القبول بضمانة الوسطية والا فلا حكومـة!

مع ان رئيس الوزراء المكلف تمام سلام اكد عدم التخلي عن مهمة تشكيل الحكومة وتحمل اعبائها واوزارها الثقيلة، منطلقا من الثقة الشعبية والسياسية، بدا الاستحقاق الحكومي محاصرا بموجات التصعيد السياسي بين طرفي 8 و14 اذار وغابة الشروط والشروط المضادة التي يقف في وسطها سلام عاجزا عن استجابة المطالب الكبيرة لبعض الاطراف، ما اوحى بعودة العملية الى دائرة المراوحة القاتلة وسط تفاقم عوامل التصعيد الداخلي والخارجي ولا سيما تطورات ملف الازمة السورية.

الخيارات: وذهبت مصادر سياسية مواكبة لعملية التشكيل الى توصيف الواقع المحيط بالوضع الحكومي بالضبابي المائل الى السوداوية، وقالت لـ”المركزية” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بذل اقصى جهوده لاقناع طرفي النزاع في الداخل بدخول الحكومة الجامعة من دون شروط لكونها تتسم بالطابع التوافقي بما يجعل كل قراراتها توافقية، وقدم نفسه وسلام والفريق الوسطي، ضمانة غير ان نتائج محاولاته اظهرت مدى انعدام الثقة بين الفريقين ووجود هواجس كبيرة ومتبادلة، ووجوب اعادة بناء جدار الثقة.

واضافت: امام هذا الواقع يبدو الوضع امام واحد من ثلاثة احتمالات اما القبول بضمانة الكتلة الوسطية طالما ان الحكومة ستشكل لادارة شؤون البلاد الداخلية وتتسم بالتوافق واما باعادة تركيب عناصر الثقة المفقودة لتشكيل حكومة الثقة، والا فلا حكومة ولتتحمل القوى السياسية مجتمعة مسؤولية الفراغ والشلل لا رئيس الجمهورية ولا الرئيس المكلف اللذين بذلا الغالي لدفع الجميع الى التشكيل.

وتحدثت المصادر عن مدى الضرر اللاحق بالبلاد نتيجة عدم وجود حكومة مذكرة بالتبعات السلبية التي احدثها اضراب الهيئات الاقتصادية التحذيري امس والذي لا يمكن تجاهل اثاره السلبية على البلاد خصوصا اذا ما استمرت من دون حكومة في ظل التدهور والانهيار الاقتصادي.

حكومة المواجهة: وتوقفت اوساط متابعة عند كلام الرئيس سلام من قصر بعبدا اليوم لجهة السعي لطرح تصورات ورؤى واشكال معينة لحكومة يمكنها المواجهة والتصدي والاعتناء بالوضع الحساس والدقيق الذي تمر فيه البلاد. واشارت الى ان تخلي قوى 14 اذار عن الشروط التي كانت موضوعة امام التأليف وفي مقدمها التراجع عن عدم اشراك حزب الله في الحكومة حرك نسبيا المياه الراكدة في بركة التشكيل الى جانب معطيات اخرى اقليمية دفعت في الاتجاه نفسه منها امكان تنفيذ الولايات المتحدة تهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا بما يوجب مواجهة تداعياتها على الداخل اللبناني بحكومة قادرة وفاعلة.

ودعت في السياق الى عدم الاستخفاف اطلاقا بالعمل العسكري الاميركي المرتقب في المنطقة، معربة عن تخوفها من ابعاده ونتائجه ليس على سوريا فحسب وانما على لبنان ايضا. ودعت الى صد تداعياته والتحوط قدر الامكان على ركيزة ليس كل ما يقال صحيحا وليس كل ما يعرف يقال.

الصيغة الميتة: في المقابل، اكدت اوساط بارزة في 8 آذار لـ”المركزية” ان صيغة الثلاث ثمانات باتت في حكم الميتة وانها ابلغت كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف عبر مستشاريهما واصدقاء مشتركين الرفض الكامل لها وتقديم الصيغة الجديدة 9-9-6 وهي الصيغة التي نراها عادلة ويمكن ان تشكل مدخلاً للحل، فالثلث المعطل ليس حكراً على احد وهو في يد فريقي 8 و14 آذار ويجعل مجلس الوزراء متعادلاً ومتوازناً، وفي حال التعثر تغدو الاصوات الوسطية الستة مرجحة”.

عودة ابو فاعور: الى ذلك، تردد ان وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور سيعود بعد ظهر اليوم الى بيروت بعد زيارة لفرنسا وجنيف حيث اجتمع مرتين بالرئيس سعد الحريري وناقش معه الملف الحكومي وشارك في مؤتمر عن النازحين في سويسرا. واكدت مصادر متابعة ان لا جديد يذكر على محور المحادثات وملف التشكيل وان الامور عالقة على حبال انتظار التطورات الاقليمية.

السابق
ارتفاع عدد ضحايا الغوطة بسبب خطأ في عيار الغاز
التالي
حسابات جنبلاط: الواقع الراهن افضـل من المغامرة