8 و14 أذار : الامن وحده لا يكفي … ولكن

الجيش اللبناني
ان التوافق السياسي ضروري كمدخل اساسي لمعالجة الوضع اﻻمني .ولمعالجة اي ردات فعل سلبية يمكن ان تحدث ، مثل توزيع الحلوى شماتة ، وهذا ما حصل في السابق بعد اغتياﻻت معينة . وهو يحدث اليوم .

أكد عضو كتلة تنمية التحرير النائب الدكتور قاسم هاشم أن اﻻجراءات اﻻمنية وحدها ﻻتكفي لمنع حدوث اي تفجيرات جديدة .

وقال في حديث لـ”جنوبية “: ان اﻻجراءات اﻻمنية مهمة للغاية ﻻنها تخفف بشكل كبير من مخاطر تسرب اﻻرهابيين الى المناطق اﻵمنة لممارسة ارهابهم . ولكن ذلك ﻻ يكفي، ﻻن اﻻمن ليس مسألة ادوات أمنية فقط ، وانما هو سياسي،يحتاج الى مناخ مؤات بعيد عن التشنج وخطابات التحريض .

واعتبر ان اشتراط قوى 14 أذار لوقف تدخل حزب الله في سوريا ،كي تهدأ اﻻمور في لبنان ، هو مقاربة مغلوطة للمسألة. فالحرب العربية والدولية التي تشن على سوريا هي نفسها حرب على المقاومة . وليس المقصود سوريا الدولة لمحاولة اصلاحها ، وانما المقصود هو سوريا الموقع والدور اﻻقليمي في دعم نهج المقاومة والممانعة . لذا فان الحرب واحدة على سوريا وعلى حزب الله .

ورأى قاسم أن المطلوب داخليا في هذه المرحلة المزيد من الحوار والتفاهم والتلاقي، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وشراكة حقيقية بين القوى السياسية، من دون اقصاء أحد . كما أن التئام هيئة الحوار الوطني يمكن ان يكون مفيدا بشرط ان ﻻ يكون جدول اﻻعمال مفصلا على قياس طرف من اﻻطراف . فالتلاقي من دون شروط مسبقة يفيد البلد ويريحه .

بدوره أكد النائب السابق الدكتور مصطفى علوش أن اﻻمن ﻻ يتحقق اﻻ بالسياسة والتوافق باﻻضافة الى الحذر والمراقبة والاجراءات.

وقال : لدينا الكثير من اﻻمثلة عن اي بلد في العالم ، ومهما كانت بنيته اﻻمنية والسياسية محصنة ، فانه معرض للاختراقات. فكيف سيكون الحال في بلد مثل لبنان ، الغارق في فوضى السلاح وفلتان الحدود ، عدا عن التأزم السياسي ، وسط بحر اقليمي هائج .في هذه الحال فان التوافق السياسي ضروري كمدخل اساسي لمعالجة الوضع اﻻمني .ولمعالجة اي ردات فعل سلبية يمكن ان تحدث ، مثل توزيع الحلوى شماتة ، وهذا ما حصل في السابق بعد اغتياﻻت معينة . وهو يحدث اليوم .

وعن مدى مساهمة تشكيل حكومة جديدة في معالجة الوضع اﻻمني قال : لنذكر انه في عهد حكومات الوحدة الوطنية في السنوات السابقة لم تتوقف التفجيرات اﻻرهابية واﻻغتياﻻت. فالمشكلة ليست في وجود حكومة وحدة ، وانما في توحيد فعلي لموقفها السياسي ، وخصوصا ما يتعلق بموضوع السلاح ، والتدخل في سوريا ، من قبل كل الاطراف …

أما طاولة الحوار فيمكن ان تفيد شرط ان تتوفر امكانيةتنفيذ مقرراتها ، فالحوار بدأ في العام 2006 ، ومنذ ذلك الحين وقعت حرب تموز ووقعت اغتياﻻت وتفجيرات .

السابق
حزب الله: المواقف السياسية الحادة تصعّب من مهمة تأليف الحكومة
التالي
بهية الحريري:التطرف لم يكن يوما حلا وخلاص العالم العربي بالدولةالمدنية