إسرائيل تهلّل: جهودنا أثمرت

لم تُخفِ إسرائيل فرحتها بنجاح مساعيها، طوال السنوات الماضية، لدفع دول الاتحاد الاوروبي الى تصنيف حزب الله بـ«الإرهابي». ورغم أن القرار لم يلبّ كامل المطالب الاسرائيلية، بعدما ميّز الأوروبيون بين جناحين سياسي وعسكري، حظي القرار بثناء اسرائيلي، وصل الى حد التهليل وإعلان النصر، والمطالبة بخطوات مستقبلية اكثر حزماً.

ولم يكد يبق في إسرائيل مسؤول الا أدلى بدلوه، مقدّراً الخطوة الاوروبية، من دون ان يخفي احد من المسؤولين الاسرائيليين حجم الدور الذي أدته تل ابيب في الدفع نحو اتخاذ القرار.

رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو أكّد ان «الخطوة جاءت نتيجة للجهود الاسرائيلية المكثفة (…) اسرائيل بذلت جهوداً كبيرة جداً في السنوات الأخيرة، كي تظهر لدول الاتحاد الاوروبي أن حزب الله هو الذراع الإرهابية التابعة للنظام في ايران»، مشيراً إلى أن الحزب، منذ سنوات طويلة، «ينفّذ اعتداءات ضد مدنيين حول العالم، وحاول في الآونة الأخيرة تنفيذ العشرات من هذه الاعتداءات، بعض منها نُفّذ بالفعل في آسيا وأفريقيا وأميركا وأوروبا». وشدّد على ان «اسرائيل تنظر الى حزب الله ككيان واحد، ولا تميز بين اجنحة تابعة له»، مشيراً الى ان الحزب «يفرض الارهاب على اجزاء واسعة من لبنان، ويخزّن عشرات الآلاف من الصواريخ في مناطق مدنية، موجهاً إياها نحو المدن والمراكز السكانية في اسرائيل».

بدوره، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون ان القرار الاوروبي «ينطوي على اهمية كبيرة جداً»، و«من الجيد انه اتخذ بإجماع الدول الاوروبية»، إذ إنه يشدد الخناق على حزب الله، ويمكن الاجهزة الاستخبارية في دول مختلفة من العالم من التعاون ضد هذا التنظيم. ودعا دول العالم الى «خوض معركة لا هوادة فيها ضد هذا الحزب الذي لم يتردد في الماضي، ولن يتردد في المستقبل، في تنفيذ تفجيرات انتحارية في انحاء اوروبا».

الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريز، ابرق الى قادة دول الاتحاد الاوروبي شاكراً، ومؤكداً أن «القرار كان حيوياً وضرورياً وحكيماً، ويهدف الى منع انتشار الإرهاب وامتداده الى مناطق مختلفة، لانه لا يقتصر فقط على منطقة الشرق الاوسط، بل هو ارهاب يطاول كل منطقة في العالم، ولا سيما الاراضي الاوروبية».

وشذّ رئيس لجنة الخارجية والأمن أفيغدور ليبرمان عن معزوفة الاشادة، إذ رأى أن الأوروبيين، بإدراجهم الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب، «كما هي عادتهم اكتفوا بالسير فقط حتى نصف الطريق، واتخاذ قرار جزئي غير كاف». واضاف ان «الذراع العسكرية والسياسية لحزب الله وجهان لعملة واحدة، وعلى رأس هذين الذراعين شخص واحد، حسن نصر الله»، ودعا الى ضرورة اعتبار «منظمة حزب الله كلها» منظمة ارهابية.

نائب وزير الخارجية، وأحد قياديي الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود، زئيف الكين، وصف القرار بـ«الخطوة الهامة والاستراتيجية»، آملاً أن تليها خطوات عملية ضد حزب الله كله وعدم الاقتصار على الجناح العسكري، معبراً عن تقديره الشديد لمسؤولي وموظفي وزارة الخارجية الاسرائيلية، «الذين عملوا على هذا المسار طويلاً».

من جهته، رأى وزير شؤون الاستخبارات والعلاقات الدولية، يوفال شطاينتس، أن القرار «يدل على انه ما زال في اوروبا اصدقاء كثر لدولة اسرائيل»، مؤكداً ان «من شأن القرار ان يقيد حرية حركة عناصر حزب الله في اوروبا والاثقال على وضعه الاقتصادي».

بدورها، قدّرت وزيرة القضاء تسيبي ليفني القرار الاوروبي، وقالت إنه «آن الاوان لاتخاذ قرار كهذا بعد سنوات من الكفاح والنقاشات والتخبط»، مشيرة الى ان «الاتحاد الاوروبي اتخذ القرار العادل والصحيح، واعلن عن حزب الله منظمة ارهابية مغلفاً بغلاف حزب سياسي، يقوم بتبييض اعماله ونشاطاته الارهابية».

يشار الى ان صحيفة معاريف، كانت قد اشارت امس الى ان نتنياهو تدخل مباشرة مع عدد من زعماء الدول الاوروبية المعارضة، وأن جهوداً أميركية بذلت أيضاً في هذا الاتجاه، ما عزز المساعي الإسرائيلية، ومكّن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من اتخاذ القرار بالإجماع.

السابق
مراسم تنصيب روحاني في 4 آب
التالي
نقولا: قرارالاتحاد الاوروبي لن يؤثر على التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله