مناورتا بري ونصر الله لم تمرا …ولا أحد يلدغ من جحر مرتين

يبدو ان "مبادرة" السيد حسن نصر الله الانفتاحية على الخصوم ستلقى المصير عينه الذي لاقته "مبادرة" الرئيس نبيه بشأن تشكيل الحكومة .

فقد أكدت أوساط قوى الرابع عشر من أذار أنها ليست من النوع الذي يلدغ من جحر مرتين. فبعد تجربة تموز 2006 ، الذي لم يتورع نصرالله عن ذكرها يوم الجمعة الماضي ، حين كان يجلس الى شخصيا الى طاولة الحوار يدعو للتفاهم ، وحزبه يستعد لساعة صفر الحرب التي اندلعت بعد أيام . وهو اليوم يواصل القتال في سوريا ، وقد بدأت طلائع موجة جديدة من قتلاه تصل من ريف دمشق الى لبنان ، حيث يهاجم مواقع المعارضة السورية على أرضها ، ويطالب بالحوار حول الاستراتجية الدفاعية عن لبنان في مواجهة اسرائيل. وثمة مثل أخر على عدم احترام الحزب بما تقرره هيئة الحوار ففي العام 2006 تقرر تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ونزعه خارجها ، فلما أندلعت المعركة ضد "فتح شاكر العبسي " حاول نصرالله وقفها باعتبار "مخيم نهر البارد خطا احمر".

وتعتبر قوى 14 أذار ان الشرط الاساسي للجلوس ثانية الى جانب حزب الله ، هو نفسه الشرط للمشاركة معه في الحكومة ، اي الانسحاب من سوريا فورا ، والالتزام الفعلي باعلان بعبدا ، وهو ابرز ثمار هيئة الحوار الوطني في آخر جلسة لها . ودون ذلك لا معنى لاي حوار.

ومن ناحية رئيس الجمهورية نقلت وكالة الانباء المركزية ارتياح بعبدا لتجاوب نصر الله لنقاش الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من الورقة التي قدمها العماد ميشال سليمان . وهذا غير مفهوم في الواقع لان نصرالله في خطابه الاخير ذكر بالورقة التي قدمها هو شخصيا في العام 2006 ، وليس باي ورقة أخرى . والمعروف ان الاستراتيجية التي قدمها حزب الله في حينه ليست سوى محاولة لتشريع ما هو قائم حاليا على الارض ، اي امساك قوات حزب الله بكل الجبهة ، ومنح الجيش دور المراقب لا أكثر ولا أقل . أما السلطة السياسية فلا دور لها على الاطلاق في قرار الحرب والسلم .

وعلى الصعيد الحكومي انتهت مفاعيل ما سمي بمبادرة الرئيس بري باعلان الانفصال عن العماد ميشال عون بحيث يمكن تسهيل الرئيس المكلف تمتام سلام . فقد أكدت اوساط 14 اذار انها مجرد مناورة للحصول على الثلث المعطل بطريقة غير مباشرة .

بري ونصرالله يناوران . الاول لاستيعاب النقمة الداخلية والخارجية على تعطيل الحياة السياسية . والثاني لامتصاص غضب اللبنانيين ، كل اللبنانيين ، بالاضافة الى سخط المجتمعين العربي والدولي ، من التورط السافر في الحرب السورية .
المناورتان محكومتان بالفشل " لانو اللي جرب المجرب كان عقلو مخرب" .

السابق
كاميرون: الوضع في سورية وصل إلى طريق مسدود
التالي
انكشاف حزب الله وثمن الحوار