قياديون في “حزب الله” لـ ”الراي”: سننقضّ على “بنك أهداف” ثمين إذا تمادوا باستفزازنا

 يشيّع «حزب الله» أول ضحايا «الهجوم المضاد» الذي يتعرّض له ربطاً بانخراطه في الحرب في سورية. فاذا كان تفجير بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت مرّ بلا أثمان بشرية عندما دوى في التاسع من الشهر الجاري، فإن استهداف احد المواكب اللوجستية للحزب على مقربة من معبر المصنع على الحدود مع سورية الثلاثاء الماضي، ادى الى مصرع عنصر بعبوة على حافة الطريق.

تفجير المصنع هو الرابع منذ اسابيع ما يؤشر الى مسار جديد في المواجهة المفتوحة على الصراع في سورية، كان توقّعه «حزب الله» الذي ضاعف من اجراءات التحوط في مناطق بيئته الحاضنة، وسط شائعات شبه يومية عن وقائع ذات طابع أمني كتفكيك عبوات واكتشاف متفجرات، الامر الذي يعكس مناخاً مهجوساً بالمخاوف من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.

مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» ابلغت الى «الراي» ان «احد جرحى عبوة مجدل عنجر توفي في المكمن، الذي لم يكن الاول ولا الأخير على الخط اللوجستي بين لبنان وسورية، والذي يشهد حركة انتقال على مدار الساعة بسبب وجود حزب الله في سورية ونتيجة للمصالح الاستراتيجية بين البلدين».

وقالت هذه المصادر ان «الحزب اتخذ من حيث المبدأ قراراً بعدم الردّ ما دامت التضحيات لم تخرج عن المألوف والأمور لم تخرج عن السيطرة»، لافتة الى ان «القيادة السياسية والعسكرية في حزب الله ملك بنك أهداف يحوي العشرات بل المئات من الأهداف الثمينة التي يمكن ان توصل الرسالة وعلى نحو موجع للطرف الآخر، للجمه عن استفزاز الحزب وبيئته الحاضنة».

وتوعّدت المصادر بان «حزب الله لن يتردد في الانقضاض على تلك الاهداف جميعها في حال التمادي بالاستفزاز او سقوط ضحايا من الابرياء، اضافة الى ان يده ستكون اكثر قسوة في الردّ داخل سورية»، كاشفة عن ان «في حوزة الحزب معطيات عن مكامن الخطر سيتعامل معها عندما تقتضي الحاجة، وفي ضوء اي مسّ ببيئته الحاضنة».

ولم تتردّد تلك المصادر في القول ان «المشكلة التي يجاهد حزب الله للسيطرة عليها، تتمثل في جهده لردع بيئته الحاضنة التي تطالبه وبقوة بان لا يعطي ولو للحظة الخد الايسر لمن يريد ضربه على الخد الايمن»، مشيرة الى ان «قيادة حزب الله تعاند بصعوبة بيئته الحاضنة التي يمكن ان تلجأ الى ردات فعل، قد تجدها الانسب في مواجهة التكفيريين، الذين هم الآن على قائمة الاتهام».

وكشفت المصادر لـ «الراي» عن ان «حزب الله يتابع عن كثب حركة رعايا عرب من جنسيات عدة تقيم في الضاحية الجنوبية، كالمصريين والسوريين الموجودين بكثرة، كما انها تتابع وعلى نحو حثيث كل مَن يتنقل في المناطق الاخرى ممن يشتبه في تورطهم بالتحضير لعمليات أمنية في لبنان».

ونفت هذه المصادر «ما اشيع عن اكتشاف متفجرات في الشياح والغبيري او قرب مسجد القائم»، مؤكدة ان «محاولات التفجير لن تتوقف، فهذا امر بديهي لانه لا توجد اي قوة في العالم يمكنها التباهي بالردع الكلي لحاملي الاحزمة الناسفة او السيارات المفخخة، فتجارب الأقربين والأبعدين تؤكد هذه الحقيقة».

وتحدثت تلك المصادر عن ان «التدابير الاحترازية التي يتخذها حزب الله كان بدأها في العام 2005 مع الاجراءات الصارمة التي اتبعها في حينه وشملت الاحتفالات وحركة المسؤولين الامنيين والسياسيين، وذلك على خلفية المعارك ذات الطابع المذهبي في العراق»، موضحة ان «قيادة حزب الله كانت تعتبر يومها ان حدوث عمليات امنية كبيرة مسألة وقت».

واشارت المصادر الى ان «هذا التقويم يومها دفع حزب الله الى اتخاذ اجراءات تحوّط مشددة، بينها وضع مكعبات اسمنتية وعوائق اخرى في مناطق الاحتفالات وتحصين تدابير الحماية في امكنة وجوده»، معتبرة ان «الحرب الاسرائيلية في الـ 2006 أجّلت هذا العامل وأبعدت إمكان حدوثه حتى الامس القريب عندما قرر الحزب المشاركة في القتال دعماً للنظام في سورية».

وفي معلومات المصادر القريبة من قيادة «حزب الله» انه «منذ العام 2005 يجري التحضير على قدم وساق من المجموعات التكفيرية لترتيب المخازن والاسلحة اللازمة لملاقاة اليوم الذي يتحوّل لبنان من ساحة نصرة الى ساحة جهاد»، مؤكدة ان هذه «المجموعات نجحت في ظل الواقع السياسي الحالي في تأمين بيئة حاضنة لا يستهان بها في مناطق لبنانية عدة تتولى حماية تلك الجماعات وتسهّل حركتها اللوجستية من دون ان تكون تلك البيئة مشارِكة عن قصد»، جازمة بأن «هذا لا يعني ان تلك المجموعات قادرة حتى على التخيل بانها ستنتصر في نهاية المطاف على منظومة حزب الله».

 

السابق
شربل: لهذه الاسباب سحبنا الحماية
التالي
“المصارف” تناقش مع بري نقل الأموال عبر الحدود