جنبلاط: الحاجة الى تأليف حكومة تتطلب الإقلاع عن نظريات الأحجام

أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية، وقال: "أما وأن القتال على سوريا وفيها يتفاقم بشكل غير مسبوق، منذرا بمزيد من شلالات الدماء والانهيار الكامل للبنية السورية برمتها، والاشتعال الكبير في اتجاه دول الجوار، فإن ذلك يفتح المجال أمام إتجاهات في غاية الخطورة على مختلف المستويات. ودليل الصراع على سوريا هو غياب الاتفاق الدولي والاقليمي على عقد مؤتمر جنيف الذي أقر منذ أشهر، وهو غير قابل للنجاح دون الاتفاق على حل سياسي يكون عنوانه الرئيسي حكومة انتقالية تفضي الى خروج بشار الأسد ومحاسبة المسؤولين من نظامه عن المجازر والحفاظ على المؤسسات وفي مقدمها الجيش".

أضاف: "أما وأن هذه الرؤية الموحدة لا تزال غائبة وغير متوافرة، ستبقى الدول الكبرى تتحارب بالواسطة على حساب الشعب السوري والتراث التاريخي والأثري الذي دمر القسم الأكبر منه، وسيبقي حالة الاقتتال مفتوحة إلى ما لا نهاية، ويزيد مخاطر توسع مخاطره نحو المنطقة بأكملها، والعراق خير مثال على ذلك.
أما القتال في سوريا، فعدا عن الوحشية التي يمارسها النظام ضد أبناء شعبه والتي باشر تنفيذها منذ إندلاع الثورة من نحو عامين ونصف عام، فهناك القتال المستجد، وغير المفهوم، بين تنظيمات المعارضة وفصائلها المختلفة تحت عنوان التطرف والاعتدال، وذلك ولد حروبا إضافية بالتوازي مع الحرب التي يشنها النظام. وكأن سوريا لم يكن ينقصها إلا انضمام حركة طالبان إلى القتال لتزيد المشاكل ولتثبت النظريات أن النظام يقاتل الارهاب الدولي على أراضيه!"

وتابع: "أما وأن النظام يواصل سياساته المشبوهة في أكثر من منطقة سورية، والتي من شأن استمرارها المس بوحدة سوريا ومستقبلها، فيبدو أن هناك تحضيرات لإقامة إستفتاء حول مستقبل منطقة الأكراد، مما قد يرمي إلى فصلها عن سوريا نفسها. والنظام يتابع كذلك مساعيه لإنشاء واقع جديد في حمص من خلال تهجير الآلاف من أهالي المدينة الاصليين، وإستبدالهم بمجموعات مستوردة في سياق جهوده لوصل دمشق بالساحل السوري من خلال حمص، كما أن هناك معلومات عن سعيه لتجنيس عشرات الآلاف من الغرباء في جبل العرب، بأسماء درزية، ناهيك بتسليح الشبيحة المحلية والغريبة في الجبل بالتوازي مع تسليح مماثل في جبل الشيخ".

واردف: "أما وأنه لم يعد سرا مشاركة الأفرقاء اللبنانيين بالواسطة أو مباشرة في النزاع السوري، وإزاء كل التعقيدات التي تتولد عن الأزمة السورية الملتهبة، يحق لنا التساؤل: ألا نستطيع كلبنانيين أن نتنازل بعض الشيء لتأليف حكومة مصلحة وطنية تراعي الشؤون البديهية والمعيشية للمواطنين بعيدا عن المزايدات ونظرية العزل المعطل والثلث المعطل؟ لقد أثبتت كل التجارب السابقة أن مفهوم عزل أي طرف في الداخل غير مجد وغير قابل للتحقق، كما أن نظرية الثلث المعطل التي إبتدعت في حقبة النقاش المحتدم حول المحكمة الدولية لم يعد لها أي معنى كذلك.
وأما وأن ذكرى حرب تموز قد مرت منذ أيام قليلة، فلا يسع المرء إلا أن ينظر بحزن كبير على تبدد الصمود الاستثنائي للمقاومة وأهل الجنوب في القصير وأزقة حمص وغير حمص بأمر عمليات إقليمي حور وجهة بندقية المقاومة إلى غير مكانها الطبيعي في مواجهة إسرائيل".

ورأى أن "الحاجة الى تأليف حكومة جديدة تتطلب الإقلاع عن نظريات الأحجام وسياسات العزل، فليس من أحجام أهم من حجم المواطن، وهو الذي يعاني المشاكل الاجتماعية والمعيشية، البطالة والركود الاقتصادي، وغياب السياسات الاصلاحية للادارة العامة والمؤسسات العامة. ألا تلحظ القوى السياسية، بعيدا عن خلافاتها ومناكفاتها التي لا تنتهي، أن الدين العام ينمو دون أن يكون هناك أي خطط جدية للجمه وكسر حلقة نموه الدراماتيكي؟ هل يعقل أن تعيش البلاد لسنوات طويلة دون إقرار موازنة عامة بما يخالف كل الأصول المالية والعلمية؟"

وختم: "أما وقد نجت حديقة الصنائع من مشروع تحويلها الى مرأب للسيارات، ولو أن ما يخطط لها لا يحقق الجمالية المطلوبة، فلماذا لا تستجيب بلدية بيروت لمطلب الحفاظ على حديقة اليسوعية والاقلاع عن مشروع تحويلها مرأبا ولتفتش عن مواقع أخرى في العاصمة للقيام بتلك المشاريع؟
وفي المناسبة، فإننا لن نقبل بعد اليوم أن تبقى منطقة عاليه والجبل مكبا لنفايات سائر المناطق. فلتعالج كل منطقة نفاياتها بنفسها وتتحمل مسؤوليتها. ثم ماذا عن الأسعار المرتفعة لشركة "سوكلين"؟ إننا ندعو الى إعداد مناقصة جديدة بأسعار أفضل بدل الأكلاف المرتفعة التي تتكبدها البلديات. وأين أصبحت بالمناسبة "فاطمة غول"؟ وماذا عن السفينة التي كان يفترض أن تصل إلى مرفأ الجية؟ أليست هذه من الأمور التي تهم المواطن البسيط أكثر من الاستراتيجيات الكبرى والنظريات التي تتولد كل يوم على شاشات التلفزة؟"   

السابق
غاريوس: حتى الآن لم نفهم لماذا استقال ميقاتي
التالي
مصادر فلسطينية: الاسير ليس في مخيم عين الحلوة