الجيش سطّر ملحمة جديدة في صيدا ولكن!

 

بعد معارك صيدا ، وبعد أن وقف الجميع مع الجيش ، عماد الوطن وكرامته وعزّته وعنفوانه ، شعر الجميع بأنّ الجيش وعبر هذه المعركة فرض هيبته ووهرته وجعل الأمور تترك أثراً طيباً في النفوس وعندما تكون الأوطان في خطر فكل الناس جنود لهذا الوطن … رأينا بندقية الدولة تفرض القانون ويسقط الشهداء فداء لإنسان وطني… وكانت مسألة طريقة هروب الشيخ أحمد الأسير مثار مناقشة مريرة لغموضها ما دفع السيدة الكريمة بهية الحريري تطرح سؤالا واضحاً: أريد توضيح طريقة خلاص الشيخ أحمد الأسير وتسلطت الأضواء على عبرا وبانت الأبنية المهدمة والمحروقة وظهر حجم الظلم بحق هذه المنطقة!

الى الآن كلّ شيء ايجابي وصولاً الى مرحلة ثانية ظهرت بخطورة لا حدود لها ، فبدأت تتكشّف أمور كانت غامضة ، الجيش لم يكن وحده ، أقلّه ما رآه الناس في الصور، وجاءت مقابلة اللواء أشرف ريفي لتضع النقاط على الحروف وبطريقة علمية وبصغاء ذهن مذهل عندما تمنّى على الجيش مراجعة التفاصيل بشفافية كاملة ومضيفاً بالحرف الواحد : الاصابات التي وقعت في صفوف الجيش لا يستطيع الشيخ أحمد الأسير أن يقوم بها لتقنيتها العالية بالبعدين العلمي والعسكري…


وعندما ضوّى وسلّط الانتباه على حقيقة مؤلمة جداً : هناك صور جامعة لا يستطيع أحد نكرانها ولا يستطيعون فبركتها ، وحواجز حزبية أوقفت طرابلسيين آتين من صور وذاهبين الى طرابلس، أثناء المعركة طلب منهم الاثباتات وأوراقا رسميّة ، هي حواجز كانت تقام في عز دين المعركة… ويقف الجميع مذهولين…!


شتاء وصيف فوق سطح واحد ! بالأمس القريب سقط قتيل أمام السفارة الايرانية وظهرت القمصان السود والعصي الغليظة تسقط بغزارة وبوحشية على جسد الضحية ووجوههم مكشوفة رآها الناس. السؤال الذي يطرح نفسه بكل وضوح : أين أصبح التحقيق في هذه الحادثة ؟ نحن مع كسر يد كل من يتعدى على الجيش ولكننا لا نستطيع مشاهدة المعاملة بمكيالين وبطريقتين وباستنسابية كاملة.


منظر ذلك المواطن اللبناني ومئات الركلات نزلت عليه والضحك ماش وكأنّهم يلعبون بآخر ما اخترعه العقل من ألعاب الكترونية ، مجموعة لم يتم التأكد من هويتها تحطم عظام مواطن ، ومنهم من رقص على جسده ، ومنهم من مارس مهنة التصوير بنهم شديد وبعراقة وحضارة يندى لهما الجبين ، هي ثقافة مستوردة بامتياز ، لقد دمّرت معاني كبيرة وجعلتنا نطالب بتحقيق واضح وصريح يكشف كل الحقائق ويضع النقاط على الحروف وانزال العقوبات بالفاعلين الظاهرين على صورة الركل والخبط وتكسير الضلوع.


قلبنا على كلّ شهيد سقط للجيش الابي وقلبنا يقطر دماً على رحيلهم واستشهادهم ولكن ألا يحق لكل لبناني أن يصرخ بأعلى صوته … بربكم مارسوا مناقبيتكم والشعب كله خلفكم … ليكن معلوماً أنّ الخطأ الصارخ يقضي على كل ّ الهالة التي صنعها جيشنا البطل ، كلّ فرد في هذا الجيش هو قبل كلّ شيء ظل الأرزة على الأرض اللبنانية … كلّ جندي هو أخي وأخوك ، هو أبي وأبوك ، هو عمي وعمك ، تبقى صورته ناصعة كثلج صنين ، موقرة كأبطال أسطوريين وبالأخص وازنة وعادلة حتّى لا يسقط آخر عمود من الهيكل على رأس جميع الناس …


الجيش، بوحدته، بانتصاراته منذ معارك نهر البارد حتى معارك صيدا سيبقى خطاً أحمر…


الجيش هو الأساس الاسمنتي لبناء الوطن وكل تجريح أو تحطيم للهالة الرائعة التي صنعها تشارك في تهديم بناء الوطن وتهيئ لعام 1975 جديد ، نعم كانت هناك بعض التجاوزات من بعض الأفراد والقانون يجب أن يطبق عليهم من خلال صور بعض الذين تعذبوا على أياديهم والتي هزت ضمير العالم وبخاصة ثقافة الركل المستوردة ، نعم انّها لوحة جميلة حاول البعض تلطيخها بهذه التصرفات الهمجية ، وتبقى في ذاكرة الناس حتى يأخذ القانون مجراه.


اننا نشّد على أيادي كلّ الذين وقفوا وبحكمة الى جانب الجيش في معركة صيدا ولا مناص من القول انّ الرد الحقيقي على كل التجاوزات هو روح الاعتدال التي بثّها الشهيد الرئيس رفيق الحريري والتي يجب أن نحافظ عليها بالمهج والأرواح … وصورة الشيخ سعد الحريري التي أبدلوها في طرابلس بصورة للأسير تشكل مؤشراً خطيراً.


جيشنا معركتك في صيدا معركة عز وكرامة ويجب أن تكملها بمحاسبة كلّ الذين أساؤوا الى صورتك الناصعة المشّرفة … وللحفاظ على هذا الوطن أقولها كمواطن يعشق وطنه حتى الثمالة هناك خطّان أحمران : الجيش اللبناني وفخامة الرئيس.

 

السابق
سلبية سياسية تامة… وتلزيم الامن للقوى الحزبية
التالي
الحمض النووي يكشف جريمة قتل من 1964