دفع دولي لانتظام الحياة السياسية ولو على بركان امني

في الوقت الذي بدأ النظام السوري ترسيم الحدود مع لبنان بشكل أحادي ، حيث اقام الجيش السوري سواتر ترابية داخل الاراضي اللبنانية من جهة مشاريع القاع في "اراضٍ متداخلة حدودياً ". وفي وقت يستمر مسلسل الامن الفالت المتنقل بين المناطق وآخر محطاته استهداف دورية للجيش الى كمين بعبوة ناسفة عند مدخل مدينة الهرمل . تستعد القوى السياسية مطلع هذا الاسبوع الى جولة جديدة من "الكولسة" لاعادة الامور الى انتظامها بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، المعطلتين اصلا ، وذلك باعتماد مخرج ما لعقد الجلسة العامة النيابية من اجل التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

ولفت مصدر مطلع الى ان الحركة السياسية المتجددة هذا الاسبوع تأتي بعد حركة لافتة لسفراء عرب واجانب الى المقرات الرسمية وغير الرسمية ، ونصحت المعنيين بضرورة العمل على اعادة انتظام الحياة السياسية ولو بالحد الادنى في هذه المرحلة الحساسة ، وتفادي انفجار البركان الامني الخامد حاليا .

على الصعيد الحكومي نقل زوار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام عنه قوله ان "المساعي مستمرة مع كل الاطراف من اجل تشكيل الحكومة"، وشدد على انه "لن ينظر الى ما لا نهاية مشيرا الى ان ما يهم في تشكيل الحكومة هو ان تكون منتجة وفاعلة وان تحيد البلد عن المشكلات الخطيرة الحاصلة في المنطقة".

على خط القوى السياسية اتهم حزب الله الخصوم بعرقلة تشكيل الحكومة وخصوصا باشتراطهم عدم مشاركة الحزب فيها، هذا في الوقت الذي "تحضر اسرائيل لعدوان جديد على لبنان" . وفي المقابل واصلت قوى ١٤ اذار العزف على وتر احداث عبرا التي وجدت فيها ضالتها لتشغيل امانتها العامة العاطلة عن العمل ، وذلك من خلال اضافة صيدا الى مسلسل زياراتها المجوقلة الى المناطق . فحطت هذه المرة في حشد كبير في مجدليون حيث تبنى الرئيس فواد السنيورة كل شعارات ومطالب التي رفعها الشيخ أحمد الأسير لانها "شعارات ومطالب تتحدث بها فئات واسعة من الشعب اللبناني ومنهم سكان وأهالي مدينة صيدا وهي المدينة التي لطالما كانت تقول لا للسلاح وأيضا لا لسيطرة سلاح حزب الله " .

وجدد السنيورة في خطاب عنيف امام اجتماع ١٤ أذار اتهام حزب الله بالمشاركة في معركة عبرا ، مشيرا الى ان " أكثر الشباب الذين أوقفوا تعرضوا للتعذيب والتنكيل لدى مخابرات الجيش أو من جانب عناصر من حزب الله، كانوا يهينونهم طائفيا، ثم تعرضوا للتعذيب والتنكيل".

وعلى صعيد المواقف من السلاح غير الشرعي جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ارفضه " الممارسات السياسية التي تفتعل وتذكي الخلافات والانقسامات وتعرقل المؤسسات الدستورية وتنتهك القوانين، وتغطي التعديات بالسلاح على الاستقرار الداخلي". الا ان النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم كشف عن "جلسة للجنة الحوار بين بكركي و"حزب الله" هذا الأسبوع المقبل"، مؤكداً أنها ستتطرق إلى بيان مجلس المطارنة الموارنة.

في طرابلس أطلقت النائب بهية الحريري حملة المجتمع المدني "بيكفي خوف"، في غداء اقامته في فندق "كواليتي ان" هيمن عليه الحضور الحزبي وخصوصا لتيار المستقبل ، وغياب المجتمع المدني . وهو السلوك الذي اعتادته القوى السياسية ، ومنها المستقبل ، في هكذا مناسبات . واللافت ان الحريري اعترفت ، في اليوم التالي، وفي مكان آخر ، بان "قوى ١٤ اذار استدرجت الى اوهام اعاد تكوين السلطة فقصرت في مسؤوليتها لجهة تطوير الآليات المدنية لابعاد الشباب عن الاستقطاب الحزبي أو الطائفي" .

السابق
أسامه سعد: 14 آذار جاءت إلى صيدا للتحريض على الجيش
التالي
ترشيح زياد بهاء الدين رئيسا للحكومة المصريه المؤقته