يكتسب اللقاء الثلاثي الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي اهمية كبيرة بعد فترة من التشنج والفتور في العلاقة بين سليمان وبري من جهة وبين بري وميقاتي من جهة ثانية. في العلاقة مع سليمان حاول بري في الايام الماضية اذابة كل الجليد فيها عبر اتصاله بالاخير اكثر من مرة في الجانب البروتوكولي والمجاملة بين الرؤساء كما كان للرئيس سليمان "لمسته" في تصويب العلاقة حين اتصل بالرئيس بري مستفسراً عن صحة الجلسة التشريعية منذ 10 ايام والحاجة الى مرسوم لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
وفي العلاقة بين بري وميقاتي تبدو الامور متوترة وهذا ما تعكسه اوساط مقربة من بري لـ"المركزية" اذ اسفت لرهانات ميقاتي الخاطئة واستغربت قبوله توظيف دوره الحكومي والتنفيذي في تعطيل الاعمال لا تصريفها وتسهيلها واستهداف موقع ومقام الرئاسة الثانية في محاولة اللحاق بمركب تيار المستقبل الذي لم يوفر الرئيس بري من حملاته المتصاعدة ضده وضد حزب الله واتهامه بتغطية دوره وسلاحه وقضم الدولة والهيمنة على مؤسساتها.
الجلسة على حالها: وحول اللقاء الثلاثي في بعبدا امس نفت الاوساط اي تبدل في كلام الرئيس بري او طروحاته فالمجلس منعقد حكماً ودستوراً وقانوناً في ظل وجود الحكومة المستقيلة، ويحق له التشريع ومزاولة اعماله كلها باستثناء الرقابة على عمل الحكومة التي تعتبر منقوصة صلاحياتها بسبب الاستقالة. وفي ما خص الجلسة التشريعية التي حدد بري موعدها في 16 الجاري، اكدت شرعيتها ودستوريتها بعد تطبيق نص المادة 69 من الدستور والاتفاق على جدول اعمالها في هيئة مكتب المجلس. كما شددت على ان المطالبة بفتح دورة استثنائية للمجلس غير واقعية وتهدف الى اضاعة الوقت ولزوم ما لا يلزم واقترحت على مقاطعي الجلسة واشتراطهم حصرها ببند التمديد لقائد الجيش حضورها وتأمين نصابها والتصويت على الاقتراح الذي يريدونه وتجاهل التصويت على البنود الاخرى وهنا طبعاً اذا صفت النيات وصارت المواقف السياسية اكثر واقعية وعقلانية".
صيغة وسطية: وكان تردد في الاوساط النيابية اليوم ان "الرئيس سليمان عرض حلاً يقوم على صيغة وسطية مفادها ان يوقع الرئيس ميقاتي مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس فيوقعه الرئيس سليمان ويحيله الى الرئيس بري الذي يوقعه ويدعو الى جلسة عامة تكون محصورة ببند التمديد للقادة الامنيين على ان يدعو الى جلسة مماثلة بعد اسبوع لانجاز كل الاقتراحات والمشاريع المتاخرة".
