الجميل: لاستبدال الانظمة الاستبدادية في المنطقة بثقافة الديموقراطية

حاضر الرئيس أمين الجميل في باريس بدعوة من مؤسسة "أبفيز – AbbVie" الدولية عن "الشرق الاوسط الناشىء: فرص وامكانات"، في اطار تحفيز المؤسسات الدولية على توظيف امكاناتها واستثماراتها في لبنان والمنطقة.
وقال الجميل: "ان اليقظة العربية تبقى أحد أهم وأعظم الاحداث الواعدة في هذا الزمن رغم السلبيات التي لا يمكن انكارها ولا يصح تجاهلها. وأهمية هذا التحول انه جاء من العرب والى العرب وبالادوات العربية".
وحث المجتمع الدولي على "انعاش اقتصاد منطقة الشرق الاوسط الذي يرتدي أهمية بالغة الحيوية وحافزا لنمو الاقتصاد في العالم، وهذا ما يجعل الحاجة قائمة للتوظيفات الخارجية في المنطقة سواء في البنى التحتية أو القطاع الخاص، ولعل القطاعات الاكثر حاجة هي البيئة والطاقة والصحة".
وقال: "ان المراهنة على الاستثمار في منطقة الشرق الاوسط اجراء آمن لانها خزان من الرأسمال البشري المليء، وهذا ما لم تتمكن الازمات والحروب من النيل منه. ولا شك في أن لبنان يشكل احدى هذه الحالات الاساسية حيث استمر النمو رغم الازمة المالية العالمية وازمات المنطقة، وحاز القطاع الخاص وبخاصة القطاع المصرفي على ثقة اقليمية ودولية مكنته من تثبيت الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد".
وعن الوضع في سوريا، قال: "ان الاحداث في سوريا تحولت للاسف الى مناسبة تداخلت فيها القوى الاقليمية والدولية اما مباشرة أو بواسطة قوى وسيطة. والمشهد في سوريا يكشف عن مواجهة بين متناقضات: الديمقراطية تواجه الدكتاتورية، والسنة ضد الشيعة، والفرس ضد العرب، والاميركيون في مواجهة الروس، والارهابيون المتلحفون بالدين يواجهون الجميع. وفي حال انتصر هؤلاء، فإنهم لا محال سيتواجهون في حرب تصفوية".
ودعا "المجتمع الدولي وبخاصة واشنطن وموسكو، الى وضع آلية حل لسوريا تلحظ مراحل ثلاث: وقف العنف، اعادة بناء الثقة بين الجماعات الاتنية والدينية واعادة بناء قدرات سورية السياسية والاقتصادية".
وحذر من أن "سوريا غير مستقرة تجعل منطقة الشرق الاوسط أقل استقرارا، ولهذا يجب انبثاق الديمقراطية في سوريا التي تشكل عاملا مساعدا في انعاش الديمقراطية في المنطقة"، داعيا الى "تبني استراتيجية دولية تقوم على التعاون في طرح مشاريع شراكة مع العالم العربي".
وختم: "ان منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى تزخيم الحراك القائم من خلال استبدال الانظمة الاستبدادية بثقافة الديموقراطية القادرة على ضمان الاستقرار الاهلي والحريات الشخصية واحترام المواطنة، بصرف النظر عن الانتماء القومي أو الديني أو الجندري. الا أن قوى التغيير المصممة على الفوز بهذا الرهان بحاجة ماسة الى تعاون الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومجتمع الاعمال لتحقيق اهدافها بإرساء الديمقراطية والتعددية والنمو المجتمعي والازدهار الاقتصادي، كما وارساء ثقافة التسامح والشراكة".
يشار الى الرئيس البولندي الاسبق ليش فاليسا ألقى أيضا محاضرة في منتدى "أبفيز" تحدث فيها عن فرص الاستثمار في اوروبا الشرقية.  

السابق
صفا: الطائفية اكثر عنفا وبشاعة من التعذيب وندعو لاعتبارها جريمة
التالي
قهوجي تفقد العسكريين الجرحى الذين أصيبوا في منطقة صيدا