السيد: سليمان تعجل بالمراهنة على الربح هنا والخسارة هناك

إستغرب اللواء الركن جميل السيد في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "قول فخامة الرئيس ميشال سليمان خلال رعايته لإحدى المناسبات في جبيل منذ يومين بأن هنالك من يريد عزله، في حين لا يخفى على أحد في لبنان بأن رئيس الجمهورية معزول أصلا في دستور الطائف الذي جعله أضعف السلطات صلاحية في النظام اللبناني، هذا عدا عن أن الرئيس سليمان قد عزل نفسه حين إرتضى لنفسه صفة الرئيس التوافقي الذي لا حول له ولا قوة، وبحيث إكتفى بمسايرة هذا الفريق حينا والانحياز الى ذاك الفريق حينا آخر بعدما فوت الفرصة الذهبية التي سنحت له كأول رئيس للجمهورية بعد الخروج السوري من لبنان كي يطالب بإجراء تعديلات دستورية لإعادة بعض الصلاحيات الأساسية التي تعطي للرئيس دور الحكم الفعلي لا دور شاهد الزور في السلطة".

اضاف:"أما عن قول فخامة الرئيس أن هنالك من يضغط عليه لتغيير "مواقفه السيادية"، فإن فخامته هو أكثر العارفين بأن السيادة اللبنانية التي يتكلم عنها مفقودة اليوم في لبنان في أكثر من أي وقت مضى : فالسيادة الأمنية هي للشارع ولزعران الأحياء والمحاور والطوائف ولعصابات الخطف أكثر مما هي للدولة، والسيادة القضائية هي للمحكمة الدولية ولبعض القضاة والضباط الفاسدين الذين تمنع فخامة الرئيس عن إقصائهم بحجة التوافق السياسي والطائفي رغم تمرد بعضهم عليه علنا، ومن دون ان ننسى في هذا المجال تغاضي فخامته عن إدانة التعدي الأخير للسفيرة كونيللي على السيادة القضائية بتوجيهاتها العلنية الى المجلس الدستوري اللبناني. أما عن السيادة الادارية في الدولة فيعرف فخامته أنها للموظفين الفاسدين وحماتهم في السياسة والطوائف والمذاهب، وأن السيادة المالية للدولة مرهونة بعشرات مليارات الدولارات للدين الخارجي والداخلي ، في حين ان أحدا في لبنان لا يجهل بأن السيادة السياسية مفقودة أصلا وأن فقدانها قد تكرس أكثر بعد الخروج السوري من لبنان بدءا من ظروف إنتخاب فخامته رئيسا للجمهورية بفضل قرار خارجي في اتفاق الدوحة وانتهاء بالظروف الاقليمية التي أدت مؤخرا إلى تكليف الرئيس تمام سلام بتشكيل الحكومة وشروطها، وهي كلها وقائع تثبت بأن السيادة اللبنانية التي يتحدث عنها فخامته تقتصر فقط على الشكل والإخراج، في حين ان السيادة اللبنانية الفعلية هي خارجية بإمتياز ويتحكم بها في كل مرة التوافق الدولي أو الطرف الإقليمي الأقوى في لعبة المنطقة" .

"وأما عن إعتزار فخامة الرئيس "بمواقفه السيادية" التي يريد ان "يورثها" الى الرئيس المقبل، فقد ختم اللواء السيد "بأن سيادة الدولة تكون بالأفعال والإنجازات وليس بالكلام والتصريحات الموجهة للشارع، وبأن الجميع قد فهموا ان الرئيس سليمان يقصد "بمواقفه السيادية" بعض التصريحات التي أطلقها مؤخرا والتي تضمنت بعض العنتريات المفاجئة التي تطال سوريا وفريقا سياسيا لبنانيا بمناسبات مختلفة، وأن فخامته، الذي كان لفترة طويلة وكقائد للجيش من أهم أركان الفريق الموالي لسوريا والمقاومة في لبنان، ربما يكون قد تعجل في المراهنة على الربح هنا والخسارة هناك وأخطأ بالتالي في اطلاق تلك المواقف التي لا تشبهه بقدر ما تضعه في موقع حرِج أخلاقيا ومتقلب سياسيا ، والتي يخشى بسببها أن يورث الى الرئيس المقبل حربا أهلية بدلا من "مواقف كلامية" غير قابلة أصلا للصرف والتوريث في مفهوم السيادة. وإستباقا لهذه الكارثة يكون المطلوب من فخامة الرئيس، المؤتمن دستوريا على أرواح اللبنانيين، أن يمارس اليوم القرار السيادي الوحيد الذي تأخر إتخاذه سنتين بسبب الضغوط الخارجية المعروفة والراغبة بتفليت الحدود ضد سوريا، وأن يأمر بالتالي بالإنتشار الفوري الواسع والفعال للجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية في جرود عرسال لطرد المسلحين الغرباء منها ومنع الفتنة بين أهالي البقاع قبل أن تطال نارها الوطن كله. وفي خلاف مثل هذا القرار وعدم نشر الجيش هناك فإن فخامته سيعطي الدليل القاطع أن القرار الخارجي هو أهم من أمن لبنان وسلامة أبنائه وأنه أكبر من كل التصاريح السيادية وشعاراتها من أي جهة أتت".
  

السابق
تجمع العلماء في جبل عامل: للتوحد في وجه العابثين بأمن الوطن
التالي
حركة حماس تطالب حزب الله بسحب قواته من سوريا