قبلان: نحذر من أي خطأ سياسي يرتكب بحق بلد وهبته المقاومة الحياة

بارك المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، للمؤمنين في يوم الله الموسوم بولادة أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب، الذي "أكد علينا أن الدنيا من الآخرة، وأن مقارعة الظالم ونصرة المظلوم عبادة، ولأننا نعيش بركة عيد التحرير والمقاومة فهذا يعني أننا نعيش عزة بلد وخيار أمة وإباء شعب لم تهزمه أساطيل العالم وذلك يعود إلى ثقافة مقاوم تعزاها من حب محمد وعلي".

واضاف: "وفي هذه المناسبة الوطنية، نؤكد من جديد أننا نعيش صراع مشروعين المشروع الأول هو مشروع المقاومة الذي دعم عزة السنية بكل الطاقات الشيعية ليؤكد أن الإنسان المستضعف فوق الألوان. فيما المشروع الثاني يعتاش على اللون والهوية والمذهبية والعرق وقد أجادت واشنطن بتركيب رؤوس هذا المشروع، حتى أن الشيخ النفطي الذي لا يعرف قراءة الفاتحة تحول إماما يجيد صنع الآلهة ورسم خصومات الدم بعدما طوب الذمم بالأموال والعطايا".

وأكد "أننا اليوم أمام آلهة مصطنعة لا تعرف شيئا عن القيم، آلهة تسوق نظرية مبادلة الأرض، وتعيد توظيف البندقية في الشام بدلا من فلسطين، وتخندق العرب والمسلمين بين شيعي وسني وعربي وعجمي، آلهة لا هم لها إلا الانتقام من مشروع المقاومة لصالح الغرب الذي يشكل ضمانة استئثارها المطلق برقاب العباد والبلاد والموارد".

وسأل "أما يكفي سوريا جلدا ونارا ودماء وفظاعات؟ أما آن لها أن ترفع على خشبة الموت"؟

وقال: "فليعلم الجميع شرقا وغربا، أن دمشق أكبر من طموح آلهة النفط والرغبات العثمانية، بل قد تكون سبب أعنف حرب تعيد الأوسط عشرين قرنا إلى الوراء. لقد دخلت المنطقة في المحظور وما كنا نحذر منه أصبح اليوم قاب قوسين أو أدنى، إننا نرفع الصوت ونقول للمسلمين وللعرب ولكل العالم أنقذوا سوريا وارحموا شعبها، وأوقفوا هذه المؤامرة بأسرع ما يمكن لأن تداعياتها ستكون عابرة لكل الحدود والطوائف والفئات والمذاهب".

وتطرق الى الساحة اللبنانية بالقول: "إننا نحذر من أي خطأ سياسي يرتكب بحق بلد وهبته المقاومة الحياة، ولن نقبل بأن يطعن بالخناجر، فالتوترات الطائفية والمذهبية والانقسامات بلغت حدودا باتت تنذر بكارثة وطنية عظمى إذا لم تسارع كل القيادات السياسية والوطنية إلى اتخاذ الموقف الانقاذي والتاريخي الذي يوقف هذا الانجرار نحو الهاوية. لهذه القيادات نقول: "اخرجوا من هذه اللعبة القاتلة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتوجهوا نحو التوافق على تأليف حكومة جديدة تدير أمور البلاد وشؤون العباد وتؤمن شيئا من الاستقرار والأمان، لأنه لم يعد مقبولا التلهي في كيفية تقسيم الدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد النيابية في وقت أصبح فيه البلد بكل مؤسساته وإداراته على مشارف الفراغ الهدام. إننا أمام تحد كبير وليس أمام أي فريق أن يتنصل من مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه، بل عليهم جميعا مضاعفة الجهود وفعل المستحيل لوضع البلد على الطريق السليم الذي يخرجنا جميعا من دائرة الارتهان المظلمة إلى دائرة الوطن التي تسع الجميع، وتحصنهم في وجه ما يدبر للمنطقة وما يجري فيها من اهتزازات".
  

السابق
ايران نفت وجود قوات لها في سوريا تساند الأسد
التالي
تجمع لبنان المدني: لمحاكمة كل لبناني يقاتل في سوريا