ضبابية الموقف الأميركي تزيد معاناة السوريين

يدور الحديث هذه الأيام عن خطورة جبهة النصرة والمتشددين الإسلاميين الذين يقاتلون النظام البعثي في سورية على أساس أن جبهة النصرة مرتبطة بالقاعدة، واذا كان الحديث يشكل حرجا بعض الشيء للجيش السوري الحر إلا أنه لا يعكس حقيقة الواقع، فمقاتلو جبهة النصرة عددهم محدود ولا يقارن بالعدد الكبير لمنتسبي الجيش السوري الحر، وفي مقابل جبهة النصرة وغالبيتهم من السوريين، هناك متشددون من العراق وباكستان، ولا ننسى كذلك تورط حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني في القتال الى جانب النظام البعثي السوري، ولعل التركيز من الجانب الاميركي على جبهة النصرة من شأنه أن يزيل الحرج عن تردد الادارة الاميركية في تسليح الجيش السوري الحر وموقفها الضبابي، مما يحدث في سورية، وقد بدا ذلك واضحا عندما عنف السناتور جون مكين سفير بلاده في سورية خلال جلسة الاستماع حول الاوضاع في سورية بأنه لا يصلح كسفير وربما عليه الالتحاق بوزارة الخارجية كموظف في الشؤون المالية وعلى عكس الموقف الاميركي الضبابي فإن فرنسا وبريطانيا تلحان على تسليح الجيش السوري الحر من أجل التخلص وبسرعة من نظام بشار حتى لا تتفاقم الاوضاع الانسانية بشكل كبير في سورية، بل ان هذا الموقف الضبابي أو المتردد من البيت الابيض تجاه سورية تجلى منذ أيام في تفضله بتقديم سترات وقائية ومناظير ليلية ومدرعات غير مسلحة للجيش السوري الحر لمواجهة طيران ودبابات وصواريخ سكود!

العقيد معمر القذافي سبق النظام البعثي السوري في التحذير من المتشددين الاسلاميين وتنظيمات القاعدة، لكن الايام كشفت عن مبالغات في غير محلها، حيث بدأ الشعب الليبي يتعافى بعد ثورته دون أي مواجهات مع أشباح تنظيم القاعدة التي كان العقيد يحذر منها وتورط النظام السوري في سلسلة من العمليات الارهابية التي عانى منها العراقيون، ومعروف حتى ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقدم بشكوى الى الأمم المتحدة يتهم فيها النظام السوري بوقوفه وراء تلك الجرائم وإيوائه لعناصر من تنظيم القاعدة وسماحه لهم بالتوجه نحو العراق والقيام بتلك العمليات، ما يؤكد أن النظام السوري هو بطبيعة الحال نظام ارهابي يحاول أن ينزع عن نفسه صفة الارهاب ويلبسها الجيش السوري الحر الذي يريد تخليص سورية من شروره، لكن مثل هذه المحاولات لم تعد مجدية بعد أن اكتشف المجتمع الدولي حقيقة سلوك هذا النظام وتورطه بارتكاب أبشع المجازر ضد نساء وأطفال الشعب السوري وآخرها منذ أيام كانت مجزرة جديدة عرطوز الفضل، وقد راح ضحيتها ما يقارب الخمسمائة من المدنيين العزل من بينهم أطفال ونساء أزهقت أرواحهم بالسلاح الابيض وبالرصاص الحي ثم أحرقت جثثهم بالنار، لكن هذا السلوك الارهابي لن يثني الشعب السوري عن مواصلة نضاله من أجل نيل كرامته وحريته.

> > >

لاتزال حالة الغموض تلف إقدام الأخوين جوهر وتيمرلنك على تنفيذ انفجاري بوسطن كونهما عنصرين يعملان لصالح «السي آي ايه» في منطقتي الشيشان وداغستان، ومع كل هذه التسهيلات التي يتمتعان بها حتى ان جوهر طالب في جامعة كامبريدج ذات السمعة المرموقة.  

السابق
تفعيل الإرهاب الإيراني في العراق والشام ولبنان والخليج العربي؟
التالي
مستشفى حاصبيا: المستحقات المالية للموظفين صرفت وستدفع قريبا