حزب الله ينفي مسؤوليته رسالة طائرة تسقط قبالة حيفا

لم تكد إسرائيل تعلن، عصر أمس، عن إسقاط طائرة من دون طيار، غربي مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة، اتهمت "حزب الله" بإطلاقها من الأراضي اللبنانية، حتى انبرى نوع آخر من النقاش، يتصل بالأبعاد الأمنية والسياسية الاستراتيجية المقصودة من هذه "الرسالة الاقليمية الطائرة".

ولم يكد "حزب الله" يعلن نفيه ارسال الطائرة المذكورة، حتى اتخذ النقاش أبعادا مختلفة، ذلك أن الحزب أربك ببيانه دوائر القرار الاسرائيلية التي ظلت تتعامل مع الطائرة بوصفها رسالة من "حزب الله"، وأنها انطلقت من الأراضي اللبنانية، بينما ذهب محللون استراتيجيون أبعد من ذلك، بطرح سؤال عما اذا كانت هناك جهة اقليمية أرادت أن تفاجئ الإسرائيليين بهذه الرسالة، سواء أكان مصدرها لبنان أم أي مكان آخر.

وفي انتظار جلاء صورة هذا التطور الأمني الكبير، في الساعات المقبلة، فان الاعلان الاسرائيلي فعل فعلته في البيئة اللبنانية الحاضنة والحاضرة للتشكيك، سواء تبنى "حزب الله" العملية أو تنصل منها، بدليل الاتهامات التي كيلت للحزب عبر الشاشات، والمرشحة لأن تستمر في الساعات المقبلة.

وبدا الاسرائيلي من خلال مجريات اعلانه الرسمي أنه بحاجة الى "انتصار" معنوي، عبر القول انه تمكن من اسقاط الطائرة بعد انطلاقها مباشرة، وأنه استفاد بالتالي من عبر التجارب السابقة مع "حزب الله"، وخاصة عندما بلغت "طائرة أيوب" مشارف مفاعل ديمونا في العام الماضي.

أما "حزب الله"، فقد تعامل ببرودة شديدة مع الحدث تاركا للاسرائيليين من خلال نفيه أن يطلقوا العنان لفرضية الجهة القادرة على اطلاق طائرة كهذه، وما المقصود منها.
وفي التفاصيل، أعلن الجيش الاسرائيلي انه اعترض طائرة من دون طيار قادمة من لبنان، اخترقت اجواء فلسطيين المحتلة واسقطها على بعد اميال قليلة من شاطئ مدينة حيفا. وسارع الى توجيه اصابع الاتهام الى "حزب الله"، الذي نفى في بيان مقتضب ليل امس، ان يكون قد ارسل "أي طائرة من دون طيار باتجاه اجواء فلسطين المحتلة".
وبحسب الجيش الاسرائيلي، في بيان عسكري، فانه "رصد طائرة غير معرّفة تقترب من سواحل اسرائيل وتم اعتراضها بنجاح من قبل سلاح الجو بالقرب من شاطئ حيفا نحو الساعة الثانية بعد ظهر الخميس".

وقال الجيش ان هذه الطائرة من دون طيار تم رصدها في سماء لبنان واعترضتها طائرة اف – 16 على مسافة نحو خمسة اميال بحرية من مدينة حيفا الاسرائيلية، وقامت البحرية الاسرائيلية بالبحث عن الحطام في البحر.
وبسبب الطائرة، اضطر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للهبوط سريعا في طائرة مروحية كانت تقله الى شمالي فلسطين المحتلة، لحين اعتراض الطائرة وذلك بطلب من الاجهزة الامنية.
وقال نتنياهو ان "العملية خطيرة وستفعل اسرائيل كل شيء من اجل حماية امن مواطنيها"، مضيفا: ان اسرائيل ستكون مستعدة كما ينبغي لمعالجة كل تهديد، سواء من سوريا او لبنان من البر او البحر او الجو.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر في مؤتمر صحافي انه "بعد وقت قليل من الساعة الواحدة ظهرا تم رصد الطائرة من دون طيار وكانت تتجه من الشمال الى الجنوب على طول ساحل لبنان عندما صدرت اوامر اسقاطها من قائد سلاح الجو امير ليشيل".

اضاف: "لا نعرف من اين قدمت هذه الطائرة او الى اين كانت تتجه"، مشيرا الى ان التحقيق جار في الموضوع بالاضافة الى البحث عن بقايا الطائرة.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الطائرة صغيرة نسبيا، ولم يتم التعرف الى طرازها، وما اذا كانت تحمل سلاحا، بينما تقوم قوات من سلاح البحرية بالبحث عن حطامها.

وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي رفع حالة التأهب في صفوفه، بينما اتهم نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون "حزب الله" بارسال هذه الطائرة. وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هذه محاولة جديدة من "حزب الله" لارسال طائرة من دون طيار للاراضي الاسرائيلية"، مضيفا: "ان "حزب الله" يعمل على جميع الجبهات، سواء مع طائرات من دون طيار او المساعدات الضخمة للقوات الموالية للاسد في سوريا".

واعتبر دانون ان "اطلاق الطائرة هو محاولة ايرانية لاختبار اسرائيل بواسطة "حزب الله"، ونحن مستعدون وسنتصرف وفقا لذلك. سيكون هناك رد اسرائيلي. و"حزب الله" يعرف انه لا ينبغي استفزازنا"، متوعدا بالرد في المكان والزمان المناسبين.
ووصف معلقون عسكريون اسرائيليون ( وفق ما ذكرت محطة "المنار") ارسال الطائرة برسالة من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يريد القول فيها انني لم انس العدو الحقيقي الذي نعد العدة ضده، وان لديه القدرات، وانه يقوم بارسال هذه الطائرة في مهمة غير واضحة.

واعتبرت مصادر في جيش العدو ان هدف ارسال الطائرة ربما يكون جمع المعلومات. ولم تستبعد صحيفة "يديعوت احرونوت" ان يكون "حزب الله" يختبر قدرات الرصد الاسرائيلية وان يكون من ورائها اهداف معنوية وسياسية، فمنظومة "حزب الله" من طائرات الاستطلاع لم تنته، وستشاهدها اسرائيل مجددا مع الرشقات الصاروخية في حال فتحت الحرب من الشمال.

الى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات"اليونيفيل" أندريا تينينتي لمراسل "السفير" أن "اليونيفيل في مرحلة التحقق من المعلومات المتعلقة بالأنشطة الجوية التي جرت خلال الساعات الأخيرة، وحتى الآن ليس لدى "اليونيفيل" أي تأكيد بأن الطائرة، التي أسقطتها إسرائيل فوق سواحل حيفا، طارت فوق منطقة "اليونيفيل". وقال ان "التغطية التي تشملها مراقبتنا الجوية محدودة المجال فوق منطقة عملياتنا".
وسجّلت المواقع الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية في منطقة القطاع الغربي مقابل الأراضي الفلسطينية، حالة استنفار.
  

السابق
النهار: واشنطن تضع الخيارات على الطاولة بعد استخدام للكيميائي في سوريا
التالي
سليمان: حكومة بلا مرشحين والحقائب والمدراء مداورة