البناء: ضباط غربيون وخليجيون يشرفون على معسكرات تدريب في تركيا

دخلت البلاد عملية "شدّ حبال" واسعة على خلفيّة التعاطي مع قانون الانتخابات بعد بروز محاولات لإعادة إحياء قانون الستين، وهو ما بدا واضحاً في مماطلة "تيار المستقبل" وسعيه لتضييع الوقت لوضع الأكثرية أمام أمر واقع، وهو الذي تناغم مع توقيع مرسوم الهيئات الناخبة، ومن ثم فتح الباب أمام الترشيح للانتخابات اعتباراً من اليوم، ما طرح الكثير من التساؤلات حول جدية الضغوط الخارجية التي تمارسها بشكل خاص السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي لدفع البلاد نحو أزمة خطيرة، وإما إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين.

وينتظر أن تشكل جلستا مجلس الوزراء يوم غد وفي 21 الحالي بعد عودة رئيس الجمهورية من رحلته الإفريقية محطتين مفصليتين في سياق محاولات إحياء قانون الستين من خلال السعي لتمرير تشكيل الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، وأيضاً طلب وزارة الداخلية لإقرار اعتماد مالي لتغطية نفقات الانتخابات، وهاتان المسألتان تواجهان برفض واعتراض أكثرية وزارية في الحكومة أي وزراء تكتل التغيير والإصلاح وحركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة وحزب الطاشناق.

وتشير مصادر نيابية في قوى 8 آذار أن لا مجال لإقرار هاتين المسألتين في مجلس الوزراء قبل الاتفاق على قانون جديد للانتخابات، إضافة إلى أنه من غير المقبول وضع الأكثرية النيابية والحكومية أمام أمر واقع يقوم على إحياء قاون الستين، بينما ترى هناك أطراف في فريق "14 آذار" وبالأخص "تيار المستقبل" يواصل وضع العصيّ أمام الوصول إلى قانون متوازن يأخذ بالنظام المختلط. إضافة الى أن القانون الوحيد الذي ينصف كل الأطراف هو الاقتراح الذي تقدم به الرئيس نبيه بري، والذي يعتمد المناصفة أي خمسين بالمئة للأكثري وخمسين بالمئة للنسبي.

ولوحظ في هذا الإطار، أن الرئيس بري حذر أمام زواره من "حشر قوى 8 آذار في قانون الستين واعتباره القانون النافذ لإجراء الانتخابات" مؤكداً أن الضغط في هذا الاتجاه سيدفع بهذا الفريق إلى الإصرار على طرح مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" في الهيئة العامة لمجلس النواب.

أوساط بعبدا
وقبيل مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان صباح يوم غد في جولة إفريقية اجتمع مساء أمس في بعبدا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقالت أوساط بعبدا إن البحث تناول الاتصالات القائمة للتوافق على قانون جديد للانتخابات. إضافة إلى أنه جرى البحث أيضاً في بنود جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد صباح غد في السراي الحكومي، وفي ملفي سلسلة الرتب والرواتب وموضوع الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات اللذين سيطرحان في جلسة الحكومة في 21 الحالي بعد عودة سليمان من افريقيا.

وإذ لم تُحسم الأوساط إمكان بت السلسلة في جلسة مجلس الوزراء أكدت أن رئيس الجمهورية مصرّ على تشكيل الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، وعندما سئلت المصادر عن موقف الرئيس سليمان في حال كان رأي الهيئة العليا للاستشارات التي يتوقع أن تجتمع اليوم مخالفاً لتشكيل الهيئة لأن قانون الستين أُعد لمرة واحدة قالت "إذا ما صدر مثل هذا الموقف فعندها سيدرس رئيس الجمهورية الموضوع لاتخاذ الموقف المناسب".

أوساط ميقاتي ترفض
الحديث عن استقالته
ومساء أمس، أكدت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن ما يُحكى عن استقالة للحكومة أو رئيسها غير مطروح على الإطلاق، وقالت إن الاختلافات في وجهات النظر لا يعطل عمل الحكومة ولا يُؤدي إلى استقالتها أو استقالة رئيسها، فالآراء المختلفة تُعالج داخل مجلس الوزراء وبالتالي كل كلام خلاف ذلك تمنيات للبعض لترك البلاد في الفراغ .

لذلك فالسؤال، هل تشهد جلسة مجلس الوزراء غداً أجواء ساخنة على وقع الخلاف حول هيئة الإشراف على الانتخابات، وبالتالي حول قانون الانتخاب، أم أن الأمر سيبقى مؤجلاً إلى جلسة 21 الحالي، مع العلم أن هناك موضوعاً ساخناً آخر في الجلسة ذاتها وهو موضوع سلسلة الرتب والرواتب.

وفق معلومات موثوقة لـ"البناء" فإن وزراء أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والقومي سيتخذون موقفاً متشدداً ورافضاً لتشكيل هذه الهيئة على أساس قانون الستين، وقد نقل الزوار عن الرئيس نبيه بري مثل هذه الأجواء مساء أمس، موضحاً أنه سيصار إلى التصويت ضد الهيئة ومؤكداً في الوقت ذاته أنه ما زال في انتظار الأخذ والرد حول القانون المختلط.

أزمة السلسلة
أما في شأن السلسلة فسيكون هناك أيضاً موقف حازم لوزراء 8 آذار الذين سيسعون لاتخاذ قرار حاسم ونهائي بشأن إقرارها في 21 الحالي وقالت إن وزراء حركة أمل بدأوا بتوجيهات من الرئيس بري بإعلان هذا الموقف بطريقة أكثر وضوحاً وصراحة عبر الوزير علي حسن خليل أمس باعتبار أن الأمر لم يعد قابلاً للانتظار.

وبانتظار جلسة مجلس الوزراء في 21 الحالي، حيث ينتظر أن تتم دراسة بنود تمويلها من جديد فإن كان زوار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نقلوا عنه في الأيام الأخيرة استبعاده البتّ في السلسلة قريباً، معتبرا أن الأمور لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتدقيق، ليس فقط ما يتعلق ببنود تمويلها إنما أيضاً بتداعيات السلسلة على الوضع الاقتصادي وخزينة الدولة.

في المقابل تقول مصادر نيابية، إن موضوع السلسلة سيشكل أيضاً بنداً خلافياً داخل مجلس الوزراء المقبل، خصوصاً بعد أن أعلن وزراء الأكثرية ومعهم وزراء جبهة النضال تأييدهم لتحرك هيئة التنسيق النقابية ومطالبتها بإحالة السلسلة إلى مجلس النواب.
وقالت إن وزراء 8 آذار سيُصرون في جلسة 21 الحالي على الانتهاء من بتّها بعد أن تأمّن لها التمويل الكافي، لسد جزء من عجز الخزينة.

حزب الله يرفض الأساليب
الملتوية لإحياء "الستين"
وفي سياق قانون الانتخابات وملف السلسلة، لوحظ أنه كانت أمس مواقف حاسمة وواضحة لحزب الله، فرئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين حذر "من محاولة البعض ومن خلال استخدام أساليب ملتوية وساذجة، حشر اللبنانيين بقانون الستين الذي يُعدّ قانوناً متخلفاً"، وأكد أن هذا القانون بات بحكم الميت. أضاف: "إن من يفكر بإجراء الانتخابات وفق قانون الستين عليه أن يفكر ويدقق جيداً بالخطيئة الوطنية التي يرتكبها وبعواقب تداعيات هذا الموضوع" مستغرباً تدخل الأميركيين وسفارات عربية وغربية في موضوع الانتخابات النيابية.

أما الوزير محمد فنيش فأكد أنه لا يمكن لأحد أن يحُول دون إقرار السلسلة وإحالتها إلى مجلس النواب، وكشف أن الإجراءات التي اتفق عليها كفيفلة بتغطيتها وجزء من عجز الموازنة". وغمز من قناة البعض في الحكومة وقال "لم يعد هناك مبرر للاستمرار في المماطلة والتباطؤ".

أما رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد فقال: "إن أمور السلسلة تسير باتجاه الحلول وانتزاع الحقوق" معرباً عن أسفه لأننا أمام مسؤولين يريدون أن نقتنع أن لبنان دولة ذات وظيفة خارجية وليس وظيفة داخلية".
وسأل "هل المطلوب أن يذهب الأساتذة والموظفون إلى كونيللي للتحدث معها عن ذلك"؟ ملاحظاً وجود مراهنات خارجية عند بعض المسؤولين".

خليل: لن نسمح بالعودة
إلى قانون الستين
ومن جهته، أكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل أمس "أن قانون الستين انتهى ولن نسمح بالعودة 60 سنة إلى الوراء" داعياً ترجمة إجماع اللبنانيين السياسي على موت هذا القانون من خلال وقف سلسلة الضغط المعنوي نحو اعتباره قانوناً كأمر واقع.

حردان يحذّر من الانفجار
في ظل هذه الأجواء كان لافتاً الحشد الوطني الواسع الذي شارك في العشاء الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي مساء أول من أمس في "الحبتور" لمناسبة الأول من آذار ميلاد باعث النهضة القومية الاجتماعية أنطون سعاده.

وأكد رئيس الحزب النائب أسعد حردان في كلمته خلال العشاء على "ضرورة الخروج من مناخ التعصّب الذي لا يؤدي بالبلد سوى إلى المجهول" موضحاً "أن الأزمة التي تعصف بلبنان جدية وخطيرة، وإذا وقع الانفجار فلن يُبقي شيئاً لأحد ولا مكسباً لأية فئة".

أضاف: "من هنا نحن ندق ناقوس الخطر الحقيقي للقيام بخطوة فعلية نحو التفاهم على الثواب حتى لا نندم"، مشدداً على أهمية الاتفاق على قانون انتخابي لاطائفي ولا مذهبي عبر تطبيق ما نصّ عليه اتفاق الطائف".
أضاف: "إن الدائرة الواحدة القائمة على النسبية صيغة متقدمة، باعتبارها تُنتج فريقين، الفريق الحاكم والفريق المعارض، وهذه هي اللعبة الديمقراطية المعتمدة لدى غالبية العالم الديمقراطي".

السعودية تُطمئن
وفد الهيئات الاقتصادية
إلى ذلك، قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز إن "سياسة السعودية ثابتة تجاه لبنان ولن تتبدّل، لأن للبنان محبة خاصة عند السعودية، وعند الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي سيظل داعما للبنان ولاقتصاده، وسيبقى على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، لأن الاستقرار في لبنان بالنسبة لنا يشكل مدخلا أساسيا، ليظل لبنان يلعب دوره الريادي المعروف على مستوى المنطقة".

وطمأن مقرن خلال استقباله وفدا من الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار في قصره في الرياض بأن "لا نيّة لدى السعودية، بسحب أي ودائع، سواء من قبل المستثمرين أو من قِبل الحكومة السعودية، من المصارف اللبنانية"، مشيرا إلى "أن الأمر لا يعدو كونه شائعة، من ضمن الشائعات، التي صدرت في الآونة الأخيرة".

كما نقل الأمير مقرن للوفد، "حرص بلاده على أفضل العلاقات مع لبنان"، نافيا "ما يشاع عن توجه السعودية لاتخاذ إجراءات بحق اللبنانيين العاملين فيها"، معلنا أن "السعودية حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها، وهم دائما محلّ تقدير لدى قيادتها وعلى رأسها الملك عبد الله بن عبد العزيز".

الوضع في سورية
أما في الشأن السوري، فبالتوازي مع العمليات النوعية التي ينفذها الجيش السوري ضد العصابات المسلحة، يواصل الحلف العربي والخليجي محاولاته لرفع وتيرة العنف والقتل من خلال تكثيف تسليح وتدريب المجموعات المسلحة، وفي الوقت نفسه تعطيل أية مؤشرات للحوار وإطلاق الحل السياسي.

خبراء من الغرب والخليج
يدرّبون الإرهابيين
ورغم النفي الأميركي والبريطاني لقيام ضباط مخابرات من الدولتين ودول غربية وخليجية أخرى بتدريب المسلحين في الأردن وتركيا، فإن مصادر دبلوماسية عربية أكدت لـ"البناء" وجود معسكرات تدريب للعصابات المسلحة في هاتين الدولتين وبالأخص في تركيا بعد أن فتحت حكومة رجب طيب أردوغان في أنقرة الأراضي التركية أمام كل أنواع المرتزقة من المسلحين الذين يأتون من عشرات الدول العربية والآسيوية وحتى الغربية بمن فيهم "جبهة النصرة" و"تنظيم القاعدة" كما فتحت أراضيها لتهريب وإدخال كل أنواع الأسلحة لهذه العصابات الموجودة في تركيا وداخل سورية.

وتؤكد المصادر أن هذا الحلف التآمري يراهن مجدداً على نجاح المجموعات المسلحة بتحقيق "إنجاز على الأرض، أي المراهنة على السيطرة على منطقة كبيرة لكي يمكن من خلالها تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية إلى "ائتلاف الدوحة" بعد تشكيله حكومة انتقالية مزعومة! وتضيف أن الأسابيع القليلة المقبلة يُتوقع أن تشهد تصعيداً واسعاً من قِبل المجموعات المسلحة بدعم وتخطيط وإشراف من ضباط خليجيين وغربيين وأتراك.

استعدادات لتطهير الرقّة
في هذا الوقت، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصادر عسكرية سورية تأكيدها "أن الجيش السوري بدأ بإرسال تعزيزات من القوات الخاصة إلى مدينة الرقة تأهّباً لعملية عسكرية واسعة لاستعادة المدينة التي يسيطر على أجزاء منها المجموعات المسلحة، على أن تبدأ العملية فور استكمال التعزيزات".

وقال المصدر إنه بعد استكمال هذه التعزيزات ستنطلق عملية استعادة المدينة من عدة محاور، ورجحت المصادر ألا تستغرق استعادة السيطرة على الرقة أكثر من عشرة أيام.
بريطانيا أرسلت شحنة كبيرة من السلاح

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "ديلي ستار صندي" البريطانية أمس أن بريطانيا أرسلت أسلحة سرية بقيمة 20 مليون جنيه استرليني أي ما يعادل 30 مليون دولار إلى من وصفتهم " بالمتمردين" في سورية.

وقالت الصحيفة: "إن الأسلحة تشمل بنادق هجومية ومدافع رشاشة خفيفة وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات ومنصات صواريخ وقاذفات صاروخية وذخيرة، وأنه جرى تخزينها في دول مجاورة لسورية وإنها تكفي لتسليح ألف من عناصر "المعارضة السورية".
وأضافت الصحيفة: "أن هذا التطور يأتي مع إعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأربعاء الماضي أن بريطانيا ستزود "المعارضة السورية" بمركبات مدرعة ودروع واقية من الرصاص".

عمليات نوعية للجيش السوري
إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها ضد المسلحين في حي جوبر ودوما وعدرا ومزارع العالية في ريف دمشق، وتمكنت من قتل وجرح أعداد كبيرة من المسلحين وتدمير عدد من مستودعات السلاح.

وفي ريف ادلب، تمكنت وحدات الجيش السوري من قتل عشرات الإرهابيين المنتمين لـ"جبهة النصرة" في مدينة سراقب، كما قتلت أعداداً من الإرهابيين في منطقتي حوارين ومهين وريف القصير في ريف حمص.

كذلك، تصدت وحدات من الجيش السوري لمجموعات مسلحة حاولت ليل أول من أمس التسلل من لبنان إلى سورية عبر مواقع الرمل والطاحونة وملتقى النهرين بريف تلكلخ في حمص، بالتزامن مع اطلاق نار من الجانب اللبناني على مراكز حرس الحدود على الجانب السوري.
وقالت "سانا" إن القوات السورية "أوقعت خسائر مؤكدة وإصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين".

وكان الجيش السوري أحبط محاولة مجموعات إرهابية مسلحة التسلل من لبنان إلى سورية قبل ذلك عبر موقعي خربة النعيمات ومشاريع جوسيه بريف حمص.

كما نفّذت وحدات من الجيش السوري أمس عمليتين نوعيتين ضد أوكار الإرهابيين وتجمّعاتهم في حيي الحميدية والمطار القديم في مدينة دير الزور دمرت خلالهما عددا من سياراتهم وآلياتهم وأوقعت قتلى في صفوفهم وكذلك في حي الأربعين في درعا البلد.  

السابق
الجمهورية: تداول التمديد للمـجلس على مرحلتين وإتفاق 14 اذار وجنبلاط
التالي
الديار: شهران من أصعب الشهور الخطرة الآتية على لبنان