قبلان: ما يجري في سوريا عمل شيطاني

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "إن يوم الجمعة هو يوم الألفة والعبادة والتعاون، وفيه إدخال السرور على قلوب المؤمنين الذين يجتمعون ويتعارفون ويتواصلون ويتعاونون على الخير والبر، ونحن نجتمع يوم الجمعة لأداء صلاة الظهر حيث يتوافد المؤمنون للعبادة وإقامة الصلوات، ويتشاورون لمعالجة المشاكل، متعاونين على البر والإحسان، فالصلاة تغسل القلوب من الأدران المتبقية وتنظف النفوس وتهذبها على أسس التقوى، لذلك فإن علينا أن نستثمر لقاء يوم الجمعة لمعالجة مشاكلنا، فنحل العقد التي تعترض الإنسان في حياته. إن العبادة تكون في الصلاة والصوم والتعاون وأعمال البر، مما يحتم أن نبذل الجهد لأداء ما فرضه الله علينا، ونعمل الخير ونخفف عن الناس المشاكل ونتعاون معهم لنكون مؤمنين مخلصين متوجهين إلى الله التوجه الصحيح، ولا سيما أن الدنيا لا تبقى والآخرة هي المستقر، مما يستدعي أن نبادر إلى فعل الخيرات ونتحرك في مجال البر ملتزمين العمل الصالح البعيد عن كل منكر. ونحن نوجه الدعوة لكل أهل الخير ليتحركوا في الإصلاح والفلاح ويبتعدوا عن الحقد والشر والمنكر والسوء والنفاق والخداع، ونطالب الجميع بالعمل الصالح بما يعود بالخير على الأمة، خصوصا أن ما نراه على الأرض من منكرات وشر يجعلنا نقف أمام الواقع بكل خشوع لنحاسب أنفسنا ونتعلم من سيرة النبي كل خير ومعروف وفضيلة، فنلتزم الصلاة حتى تنهانا عن الفحشاء والمنكر والفساد، وأعظم فساد يتجسد بقتل النفس التي حرمها الله".

ورأى "أن ما يجري على الأرض في سوريا من قتل وتشريد وتفجيرات هو عمل شيطاني لا يخدم الإنسان، لذلك نطالب الجميع بأن تكون صلاتهم وازعا ومنقذا لهم من الشرور والمنكرات، فيتصدوا للقتل المجاني ضد الأبرياء ويحاربوا الشيطان الذي يوسوس في نفوس الناس، فالشيطان يتحين الفرص لإفساد الناس، ونحن نستنكر المجزرة التي أصابت دمشق في عمل لا يقره دين ولا أخلاق وأعراف وانسانية، فهو عمل منكر، إذ يتم قتل الأبرياء دون مبرر، لذلك نطالب الجميع بالعودة إلى الدين الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح الأمور، فنتمسك بأحكام الدين وأخلاقه وتعاليمه".

وطالب قبلان الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي "اللتين تشاهدان المجازر في سوريا والقتل العشوائي، بالتحرك الفوري لعقد اجتماع في دمشق ووقف الإجرام المتمادي، فيتحركوا لوقف قتل الأبرياء ويتصدوا للظلم والبغي. وعلى الجميع أن يتقوا الله في دماء الشعب السوري، فيكونوا في عون إخوانهم الذين يعيشون المرارة والظلم، ويكون الجميع في مستوى من الأخلاق والفضيلة والإنسانية، لأن أبشع أمر هو قتل الإنسان، والأبشع منه سحله والتمثيل به، وعلى الجميع أن يعودوا إلى النبي الذي أراد أن تكون الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وعلى العرب أن يعودوا إلى أنسابهم ودينهم، فيكونوا مع الله في مواجهة الشيطان الذي يفتك ببلادنا في سوريا ومصر وليبيا والبحرين، فيستنفر الجميع طاقاتهم وتتضافر كل الجهود ليتحركوا انطلاقا من دينهم وأخلاقهم لوضع حد لما يجري على الأرض".

ودعا الى إجراء استفتاءات "تعبر من خلالها الشعوب عن رفضها لما يجري من قتل وتمثيل وتشريد وسفك للدماء وتدمير للمؤسسات في بلادنا العربية، فما يجري من إساءات وتحركات واعتداءات ليس له ما يبرره، وهو لا تمت الى الحقيقة بصلة. فلماذا الخروج عن العقلانية في سوريا، فيتم القتل بشكل عشوائي، في حين أن المطلوب أن يتواصل الجميع لمصلحة سوريا. إن إسرائيل تتحرك كالشيطان، فتشرد الفلسطينيين وتبني المستوطنات، وهي تستثمر أرض الجولان في التنقيب عن النفط، مع العلم أن الجولان أرض سوريا، فلماذا لا يقف أعداء النظام مع أنصاره في التصدي للعدوان الإسرائيلي في الجولان بدل التلهي بالاقتتال الداخلي؟ فإسرائيل تستفيد من خلافات العرب، فهي تستثمر الأرض فيما العرب يقتلون الإنسان، فسوريا بلد المقاومة والممانعة أصبحت اليوم في حالة صعبة من جراء القتل والتدمير".

وسأل قبلان عن "سبب عدم أخذ الموظف في لبنان حقوقه، والمماطلة والتسويف في إنصاف الأساتذة والموظفين بإعطائهم حقوقهم المشروعة، إذ يجب إنصاف الموظف بإعطائه حقوقه دون تأخير".

وطالب العرب والمسلمين بأن "يكونوا عقلاء منصفين يتحركون لوأد الفتن ومنع سفك الدماء، فينقذوا الناس، ويعود الجميع إلى الدين عاملين بجد وإخلاص لإصلاح الأمة، ويكونوا مع الله، فمن كان مع الله كان الله معه".
  

السابق
إقرار الارثوذكسي يشعل الفايسبوك
التالي
سامي الجميل: نستغرب كيف أن السفير السوري ما زال في لبنان