الأفران تهدد بالإضراب والتوقف عن تصنيع الخبز الاسبوع المقبل

متسلحين بحجة زيادة الطلب، رفع أصحاب الأفران والمخابز في لبنان الصوت عاليا بوجه الحكومة مطالبين إياها بزيادة كميات الطحين المدعوم ومهدّدين بالإضراب والتوقف عن تصنيع الخبز في 20 شباط الحالي، الأمر الذي وضعه وزير الاقتصاد اللبناني نقولا نحاس في خانة المبالغة والتهويل، معلنا أن هناك لجنة وزارية مكلفة بدراسة هذا الموضوع، وسيصدر عنها موقف نهائي قريبا.

وقال نحاس إنّ «نقابة الأفران عقدت اجتماعا غير مكتمل وهددت برفع قيمة ربطة الخبز من دون الرجوع إلى الحكومة»، مؤكدا «أنّ موضوع رفع سعر الرغيف غير مطروح، والحكومة لن تسمح برفع السعر، ونحن نملك قوانين لمنع ذلك» موضحا أن «الدراسات تؤكد أن استهلاك لبنان لمادة الطحين لا يتخطى 16 ألف طن لصناعة الخبز العربي ومطالبة أصحاب الأفران، بزيادة 4 آلاف طن، يدلّ على أنهم يستعملون الطحين لأنواع أخرى من الخبز».

من جهته، قال رياض السيّد عضو اتحاد أصحاب الأفران والمخابز، لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا مع الإضراب لكننا قلنا بكل صراحة إنّ توزيع الخبز سيتوقّف عند نفاد الطحين لدى الأفران، إذا لم يتم زيادة الكمية المدعومة»، معتبرا أنّ كمية الـ18 ألف طن من الطحين المدعوم التي تحصل عليها الأفران لم تكن تكفي في الأساس، إذ أنّ حاجة لبنان هي 21 ألف طن، ومع توافد المزيد من النازحين الذين يتخطى عددهم الـ270 ألف نازح وصل النقص إلى 5 آلاف طن، ورغم ذلك نحن نطالب الحكومة اللبنانية بإقرار زيادة فقط 4 آلاف طن»، مشيرا إلى أنّه لا قدرة لأصحاب الأفران تحمّل هذا العبء بشرائها الطحين غير المدعوم الذي يصل سعر الطن منه إلى 400 دولار أميركي، بينما سعر غير المدعوم يبلغ نحو 520 دولار أميركي.

وعن الحلول الممكنة لإنهاء هذه المشكلة، أشار السيد إلى أنّ هناك اقتراحا يقضي بجعل وزن ربطة الخبر 1100 غرام بدلا من 900 ورفع سعرها من 1500 ليرة لبنانية، أي دولار أميركي واحد، إلى 2000 ليرة لبنانية، إذا لم تتخذ الحكومة قرارا بزيادة الدعم.

من جهة أخرى، نفى السيّد المعلومات التي أشارت إلى تهريب الطحين من لبنان إلى سوريا، مؤكدا أنّ الأمر لا يخرج عن إطار التجارة الطبيعية بين البلدين من الطحين والخبز الذي يتم إنتاجه في الأفران اللبنانية بكميات كبيرة، ومعتبرا اتهام وزير الاقتصاد باستعمال الطحين المدعوم لمنتوجات أخرى غير الخبز العربي، ليس صحيحا لأنّ هذا الطحين لا يمكن استخدامه في أي مخبوزات أخرى.

يشار إلى أنّ اتحاد أصحاب الأفران والمخابز في لبنان أصدر أمس بيانا قالوا فيه «إن أصحاب الأفران والمخابز ليسوا من هواة الإضراب، بل هم يسعون للمحافظة على استمرار عمل مؤسساتهم وإنتاج الرغيف وتأمينه للمواطنين، وإذ أنهم يقدرون عاليا المساعي التي يقوم بها معالي وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس لمعالجة كل مشاكل القطاع، إلا أنهم يرون أن ازدياد الطلب على الخبز العربي ناتج عن ارتفاع عدد النازحين من سوريا إلى لبنان مما أدى إلى زيادة الاستهلاك الداخلي للخبز، وهذا أمر ليس أصحاب الأفران مسؤولين عنه».

السابق
مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس
التالي
رعد: مشكلتنا مع الآخرين أنهم يلتزمون خيارات تطيح بأمن البلد