قلوب مليانة..!

«ليست رمّانة… بل قلوب مليانة»!
هذا هو واقع الحال، المتجدّد هذه الأيام، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس التيار الوطني ميشال عون وكتلته الوزارية.
المسألة لا تتوقف عند الخلاف المزمن حول «داتا» الاتصالات، التي وافق رئيس مجلس الوزراء على تلبية حاجات وطلبات الأجهزة الأمنية كلها، بوضع «الداتا» في خدمة الأمن، في هذه الظروف الدقيقة، ومِن دون المس بالحرية الشخصية، وخصوصية الاتصالات العادية.
ويبدو أن عماد الرابية تتحكم به هذه الأيام، عقدة الطائفة السنية، لأنه يعتقد أن معارضة تيّار المستقبل لترشحه إلى الرئاسة الأولى، هي التي حالت دون وصوله إلى بعبدا عام 2008، مكان الرئيس ميشال سليمان.
ويبدو أن رئيس التيار العوني قد نسي واقعتين لا يمكن تجاهلهما في مسار الحياة السياسية الداخلية: الأولى عندما وقف الرئيس الراحل رفيق الحريري في مجلس النواب مطالباً بعودة ميشال عون من المنفى الباريسي، في معرض مطالبة نواب سوريا، يومذاك، بملاحقة عون بتهمة اختلاس 35 مليون دولار من أموال الخزينة، فاعتبر الحريري الأب أن عودة عون، ومنحه حق الدفاع عن نفسه أمام المحاكم المختصة من شأنها أن تضع حداً للحملة التي كانت تستهدف عون وجماعته.
الواقعة الثانية، أن استشهاد رفيق الحريري أتاح لعون فرصة العودة إلى البلد، بعد نفي سوري دام 15 عاماً، ولولا زلزال اغتيال الحريري، الذي قلب المعادلات السياسية، وحقق المصالحة الوطنية التاريخية بين اللبنانيين، لما كان الجيش السوري قد خرج من لبنان، ولما كان بإمكان عون العودة إلى الوطن.
فماذا كانت النتيجة؟
لم يصمد عون في مسيرة 14 آذار أكثر من بضعة أسابيع، غادر بعدها مهرولاً إلى التحالف مع قوى 8 آذار، عبر «التفاهم» الذي عقده مع «حزب الله»، ثم تابع طريقه إلى دمشق ليقيم علاقات حميمة في سياق التعاون مع النظام، الذي أدخل جيش لبنان في صدام عسكري معه تحت شعار «حرب التحرير»، فكان أن سقط آلاف الجنود بين قتلى وجرحى، وهرب العماد إلى السفارة الفرنسية، تاركاً عائلته وجنوده بين أنقاض قصر بعبدا..!!

السابق
قبـل أن يسقـط حكـم الإخـوان
التالي
هكذا تميّز المرضى النفسيين