هل لثورة الارز مذهب؟

بين جميع الذين يناقشون مشاريع قوانين الانتخابات اليوم، مَن منهم أكثر حرصاً على لبنان الوطن من الحرص الذي كان عليه الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب؟ فقانون الستين وُضِع في عهده، فلو لم يكن هذا القانون حريصاً على اللبنانيين وعلى طوائفهم، هل كان الرئيس شهاب يمشي فيه؟

وبالاستئذان من كل الإصلاحيين الجدد، بين الرئيس فؤاد شهاب ودولة نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، مَن يحمل تاريخه براءات مشاريع الاصلاح؟ فالمشاريع التي أُقرَّت في عهد شهاب أكثر من أن تُحصى وما زال لبنان يعيش عليها حتى اليوم، لكن في المقابل ما هو المشروع الاصلاحي الوحيد المُسجَّل على إسم إيلي الفرزلي على مدى تاريخه النيابي الذي امتد لثلاثة عشر عاماً؟

أما آن الاوان لوقف المزايدات؟ ما هو الضير في ان يُتَّخذ قانون الستين كقاعدة إنطلاق وتُجرى عليه التعديلات؟ أليس افضل من هذا القانون الهجين الذي سُمِّي، خطأ وخطيئةً، القانون الارثوذكسي؟
هل تتصوَّرون المناقشات في مجلس النواب فيما لو كان المجلس مؤلفا من نواب وفق القانون الارثوذكسي؟ هل بالامكان تقدير حجم المزايدات إذا ما طُرِح مشروع خدماتي لمنطقةٍ من المناطق؟

ربما الذين يزايدون في سبيل تحقيق المشروع الارثوذكسي لم يُدرِكوا حتى الآن مخاطر ما يطرحونه لجهة المحافظة على النسيج الاجتماعي بين اللبنانيين:
فعلى سبيل المثال، الناخب السني المقتنع بنهج مرشح ماروني، سيكون محروماً من إعطائه صوته لأنه ملزمٌ وفق القانون بالتصويت للمرشحين السنة فقط دون غيرهم، والناخب الماروني المقتنع بنهج الرئيس سعد الحريري مثلا سيكون محروما من اعطائه صوته لأنه وفق القانون ملزمٌ بالتصويت للمرشحين الموارنة، وهكذا دواليك ! ففي اي ظلمةٍ وفي أي تخلف وقعنا؟
لقد دفع اللبنانيون أغلى الاثمان من أجل المحافظة على وحدتهم ونبذ التقسيم. فهل يُعقَل ان يدخل التقسيم من باب الانتخابات النيابية بحيث يصير لبنان التشريعي مقسَّماً إلى سبع عشرة طائفة؟

هل من فؤاد شهاب بين هؤلاء المشرِّعين ليقول: يا سادة، إن ما تفعلونه سيكون القضاء على آخر امل في الحفاظ على وحدة الوطن، فايُّ نزعةٍ مذهبية ستجتاح الادارات والمؤسسات والجامعات والمدارس والجمعيات بعد هذا القانون؟
عودوا قليلاً إلى الوراء:
هل استُشهِد رفيق الحريري من أجل سنيته؟ وبيار الجميل من اجل مارونيته؟ وجبران التويني من اجل ارثوذكسيته؟
هل الخطر على حياة سعد الحريري من أجل سنّيته؟ وعلى سمير جعجع من أجل مارونيته؟
هل لثورة الارز مذهب؟
يا سادة استفيقوا قبل فوات الاوان.

السابق
تحرش جنسي واسع بمصر
التالي
إعتصام لأصحاب الدراجات النارية عند مدخل صيدا