امكان تفكك تحالف 14 آذار

بدأت قيادات 14 اذار، وفي شكل خاص الاسلامية منها، تشعر بعد المؤتمر الصحافي المختصر الذي عقده رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والذي انتقد فيه بمرارة المواقف المتسّرعة، وغير المبنية على بديل معقول ومقبول لمشروع اللقاء الارثوذكسي، من قبل حلفائه ورفاق انتفاضة 14 آذار، بالانعكاسات السلبية وغير الصحيّة على علاقات معارضي المشروع الارثوذكسي مع الموافقين عليه، مثل حزبي القوات والكتائب، بما يمكن ان يهدد وحدة قوى 14 اذار وتضامنهم وتحالفهم، حيث لوحظ أن حدّة الاعتراضات تراجعت الى الحدّ المقبول، بعد الموقف الترميمي العاقل الذي اخذته كتلة نواب حزب القوات بحضور الدكتور جعجع ومباركته، الذي أعلن فيه تمسّك حزب القوات بالتحالف الوطني الاستراتيجي مع تيار المستقبل وباقي الحلفاء، وبعد اقتراح النائب سامي الجميل بادخال تعديل على المشروع الارثوذكسي يقضي باعتماد النظام الاكثري بدلاً من النظام النسبي الذي يرفضه تيار المستقبل، وكان لقاء الرئيس الاسبق الشيخ امين الجميل مع وفد من نواب المستقبل برئاسة النائب فؤاد السنيورة رئيس الحكومة الاسبق، الخطوة الاولى في هذا المجال، حيث من المتوقع أن تتسارع الاتصالات بين قيادات 14 آذار لتبديد ما علق في اذهان جمهور انتفاضة الارز من خوف وقلق على تفكك التحالف الاذاري الذي لعب دوراً اساسياً ومحورياً في تمتين العلاقات المسيحية ـ الاسلامية على قاعدة العيش الواحد الى أبد الآبدين، وتحت شعار لبنان أولاً.

يذكر في هذا المجال ان النائب عقاب صقر المقرّب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كشف في آخر لقاء تلفزيوني له عن عدم رضى على الحملة التي شنّت على القوات والكتائب، ودعا الى اتصالات سريعة مع مسيحيي 14 اذار واستيعاب مطالبهم وهواجسهم، وكثيرون اعتبروا ان موقف صقر جاء تعبيراً عن حقيقة موقف الحريري مما حصل.

بانتظار دوران عجلة الاتصالات بين ابناء الصف الواحد، لوصل ما انقطع، والتفتيش عن بديل لمشروع اللقاء الارثوذكسي، لا بدّ ضمن السياق ذاته من الاشارة الى موقف اعلنه الرئيس امين الجميّل اثناء زيارة نقابة المحررين، حول البحث في امكان اجراء تعديل او اكثر في مشروع اللقاء الارثوذكسي، في حال لم يتوصل الافرقاء الى مشروع بديل يؤمّن صحة التمثيل وعدالته، كمثل اعطاء الحق للعلمانيين بانتخاب من يمثّلهم من ضمن التوزيع المذهبي المعمول به دستورياً، كأن يترشّح مسلمون ومسيحيون يمثلون هؤلاء كطائفة، رقم 19، والتعديل الثاني الممكن الذي يتطلب موافقة الجميع، ان ينتخب المسيحي المرشحين دون التقيّد بمذهب، على ان ينسحب الوضع ذاته على الناخب المسلم.

يبقى اخيرا تصويب لا بد من اعادة نشره بعدما كانت الدولة في انتخابات العام 2009، نشرت اعداد الناخبين المسيحيين والمسلمين، حيث يتبين ان اعداد المسيحيين هي 1.230.254 ناخباً مسيحياً والمسلمون 1.754.113 ناخبا، بما يعني ان الناخبين المسيحيين يشكلون 40.4 بالمئة من عدد الناخبين اللبنانيين البالغ 2.984.367 ناخبا وليس ثلاثين او ثلاثة وثلاثين كما يحلو للبعض ان يقدّر او يجزم. كما ان نسبة المقترعين لدى المسيحيين وصلت الى 38.9% على الرغم من ضعف الاقتراع لدى الارمن ثم الكاثوليك والارثوذكس، علما ان النسبة لدى المسلمين وصلت الى 51.2% بسبب نسبة المقترعين لدى الشيعة والدروز، ما يعني في المحصلة ان ضعف الاقبال لدى المسيحيين مردّه اولا الى القوانين الانتخابية غير العادلة، وثانيا بسبب الهجرة، وهذا الامر له وقفة مختلفة مع الدولة عموما ووزارة الخارجية خصوصا.

السابق
الأشرفية دخلت الحراك الانتخابي
التالي
رياض الاسعد: النظام السوري استخدم فعلاً السلاح الكيميائي