المستقبل: مقتل وخطف أقارب لرستم غزالة في درعا

سريعاً مع بدء عجلة السنة الجديدة بالدوران، وصل الجنود الأميركيون يرافقون صواريخ الباتريوت إلى الفالق التركي قريباً من الحدود مع سوريا، حيث سيلحق بهم قريباً جنود ألمان وهولنديون يرافقون صواريخ أخرى سيرسلها بلداهما دعماً لأنقرة الحليفة في منظومة حلف شمال الأطلسي.

وفي سوريا تتواصل المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد يومياً، وكانت محطتها أمس في معضمية الشام حيث سقط العشرات في غارات جوية من أصل 122 شهيداً سقطوا في أنحاء البلاد التي انتشرت فيها تظاهرات تطالب بدعم الثوار، ولا سيما في حمص التي تكبدت خسائر جسيمة ولا سيما أخيراً في مجزرة ارتكبتها قوات النظام في دير بعلبة.
وفي درعا قتل شخص وأصيب آخر بجروح وخطف ثالث من أقارب رئيس الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة أمس، في عملية نفذها مقاتلون معارضون.

سياسياً، وجه رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب رسالة إلى مجلس الأمن يحمله فيها مسؤولية إيقاف ما يجري من مجازر في سوريا، متهماً النظام السوري بارتكاب "إبادة" وسط "صمت دولي يشجع النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم" .
فمن برلين، أعلن الجيش الأميركي أمس أن دفعة أولى من صواريخ باتريوت أرض – جو التابعة للحلف الأطلسي والهادفة لحماية تركيا من تهديدات سورية محتملة وصلت الى تركيا.

وقالت قيادة الجيش الأميركي في أوروبا ومقرها ألمانيا في بيان، إن "عسكريين وتجهيزات أميركية وصلوا اليوم (أمس) الى القاعدة الجوية في انجرليك (في تركيا) لنشر بطاريات صواريخ باتريوت التابعة للحلف الأطلسي" كما طلبت تركيا. وأضافت أن منظومة صواريخ باتريوت لن توضع في الحال قيد الخدمة.

وتابع البيان أنه "في الأيام المقبلة سيتم إرسال طائرات على متنها نحو 400 جندي وتجهيزات إضافية الى تركيا(..) وسترسل تجهيزات أخرى بحراً ستصل في وقت لاحق هذا الشهر".

وإضافة الى الولايات المتحدة تشارك في نشر منظومة باتريوت الدفاعية في تركيا كل من ألمانيا وهولندا حسبما أعلن الحلف الأطلسي، مشيراً الى أن كلاً من الدولتين سترسل بطاريتي صواريخ و400 جندي.

وسيتم نشر هذه البطاريات والجنود في جنوب تركيا بناء على طلب تقدمت به الأخيرة ووافق عليه حلف شمال الأطلسي، وذلك بهدف حماية هذا العضو في الحلف من "تهديدات سورية محتملة".

وأوضح الجيش الأميركي في بيانه أن هذه القدرات العسكرية "ستعزز القدرات الدفاعية الجوية لتركيا وستساهم في وقف تصعيد الأزمة على حدود الحلف" الأطلسي. وأضاف أن "بطاريات باتريوت ستوضع تحت قيادة حلف شمال الأطلسي عندما يتم الانتهاء من تركيبها وتصبح أنظمتها عملانية وذلك في غضون بضعة أسابيع". وشدد البيان على أن هذه الصواريخ "غايتها دفاعية حصراً ولن تساهم في فرض منطقة حظر جوي أو في تنفيذ أي عملية هجومية".

وفي ما خص بطاريتي باتريوت الهولنديتين فستبدأ عملية نقلهما بعد غد من جنوب شرق هذا البلد الأوروبي. وستنقل البطاريتان على متن سفينة من مرفأ ايميشافين (شمال شرق هولندا) لتصل الى تركيا في 22 كانون الثاني الجاري، كما أفادت وزارة الدفاع الهولندية.
أما البطاريتان الألمانيتان فستغادران مساء الثلاثاء مرفأ لوبيك – ترافيموندي (شمال) على أن تصلا الى تركيا في 21 من الجاري.
وسبق أن نشرت صواريخ باتريوت في تركيا مرتين، الأولى خلال حرب الخليج في 1991 والثانية في 2003 أثناء الغزو الأميركي للعراق.

وفي تركيا كذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده جاهزة للحرب وأن قرار الحرب أمر سهل، إلا أن تركيا تفضل السلم والسلام مع أن تحقيقهما أصعب. وجدد وقوف بلاده بجوار الشعب السوري.

وقال أردوغان فى كلمة نقلتها وسائل الإعلام التركية أمس ألقاها أمام مؤتمر السفراء الأتراك الخامس في العاصمة أنقرة، إن "تركيا جاهزة دائماً للحرب، ولن يكون هناك أي تردد إذا دعت الضرورة لحماية أراضيها، إلا أنها تفضل العمل السلمي ما دام ممكناً". وأضاف أن "تركيا سبق وأن دفعت ثمن خيار السلام، وهي مستمرة في دفعه، ومستعدة للاستمرار في دفع هذا الثمن".

ووجه رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب رسالة إلى مجلس الأمن يحمله فيها مسؤولية إيقاف ما يجري من مجازر في سوريا، متهماً النظام السوري بارتكتب "إبادة" وسط "صمت دولي يشجع النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم".

وفي رسالته الموجهة كذلك إلى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي وإلى "ملوك وأمراء ورؤساء حكومات العالم"، قال الخطيب إن "إيقاف ما يجري في سوريا من مجازر هو مسؤولية دولية على الجميع تحملها. لم يكتف النظام المجرم بقصف المدنيين بالطائرات والصواريخ والأسلحة الثقيلة، بل إنه.. يمارس إبادة جماعية كاملة، ولم يترك جريمةً ضد الإنسانية إلا وارتكبها".

وتابع إن "شعبنا يتعرض للإبادة وبلادنا تدمر والصمت الدولي يشجع النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم. نضعكم جميعاً أمام مسؤولياتكم الدولية السياسية والأخلاقية".
وفي سوريا، خرجت تظاهرات عديدة في أنحاء مختلفة أمس تضامناً مع محافظة حمص حيث تحاصر القوات النظامية العديد من أحياء المدينة الواقعة في وسط البلاد ومدناً وبلدات في ريفها.
وحملت تلك التظاهرات شعار "حمص تنادي الأحرار".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن "قوات النظام أحرزت تقدماً في مدينة داريا وفي محيط المعضمية اللتين كانت تركز عملياتها حولهما منذ يوم الخميس". وأضاف أن بعض التقدم أحرز ليل الخميس، وتم تعزيز المواقع والحواجز الجمعة. وقال نشطاء إن مقاتلات النظام ارتكبت مجزرة في المعضمية راح ضحيتها العشرات من أصل 122 شهيداً سقطوا في أنحاء البلاد.

ووقعت اشتباكات عنيفة في هذه المناطق الجمعة تخللتها غارات من طائرات حربية أوقعت تسعة قتلى في المعضمية وأحدثت دماراً هائلاً، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو نُشرت على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت. وأوضح المرصد أن "بعض جثث القتلى تحولت الى أشلاء وأخرى لا تزال تحت الأنقاض".
وسقط قتلى وجرحى بعضهم في حالة خطرة جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة دوما ومدن وبلدات أخرى في ريف دمشق، بحسب المرصد.

وكان المرصد أفاد صباح الجمعة عن انفجارين في بلدة النبك في ريف دمشق. ووزع في وقت لاحق شريط فيديو يظهر فيه انفجار كبير تتصاعد منه النيران، وأشار الى أنه استهدف حاجزاً للقوات النظامية في النبك. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن اشتباكات "في محيط مطار تفتناز العسكري بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية ولواء داوود في محاولة مستمرة منذ ثلاثة أيام للسيطرة على المطار"، كما تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر من مقاتلي المعارضة.
واستمرت الاشتباكات في محيط مقر اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي والتي أقفل نتيجتها المطار منذ الثلاثاء.

وقتل شخص وأصيب آخر بجروح وخطف ثالث من اقارب رئيس الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة أمس، في عملية نفذها مقاتلون معارضون في محافظة درعا في جنوب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري الخبر من دون أن يشير الى صلة قرابة بين الأشخاص الثلاثة واللواء غزالة.

وقتل صحافي يعمل في قناة "الدنيا" التلفزيونية السورية القريبة من السلطات الجمعة بالرصاص خلال تغطيته مواجهات مسلحة تجري في مدينة حلب وبينما كان موجوداً في منطقة تابعة لقوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
  

السابق
الأنوار: تحرك لبناني لمساعدة النازحين واتصالات لتهدئة التوتر في صيدا
التالي
الديار: بري مستعجل على قانون الانتخابات وجنبلاط يزور بكركي دون أية مواكبة