نقطة التقاء في منطقة مهدّدة بالانفجار

التمعن في التصويب الصادر عن موسكو للتصريحات الأخيرة المنسوبة الى نائب وزير الخارجية بوغدانوف لم تكن نفياً قاطعاً لها وإنما هو توضيح لظروف الادلاء بها، وتركيز على سياق الموقف الروسي الثابت من الأزمة السورية، بصرف النظر عن التطورات سواء أكانت لمصلحة هذا الطرف أو ذاك. وفي هذا السياق يبقى الهدف الروسي بمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه صحيحاً في كل الظروف. ولم يعد سراً عسكرياً أن النظام السوري انتقل من الهجوم في بدايات الأزمة الى الدفاع اليوم، في مواجهة هجمات المعارضة السورية المسلحة التي تمتدّ على مساحة واسعة من الأرض، وتحظى بدعم مالي وعسكري متزايد اقليمياً ودولياً. وبينما كان النظام يواجه في البداية تظاهرات معارضة هنا وهناك، فإنه يواجه اليوم حرباً حقيقية تقودها نواة صلبة من الدول، وتحظى بدعم أكثر من مائة دولة في العالم، وهذا الواقع ليس مزحة!

الدول تحتاط للأسوأ. والأزمة السورية ليست معزولة في الزمان والمكان عن مجمل الصراع في الشرق الأوسط والعالم. والأسوأ، كما عبّر عنه مسؤول ايراني كبير، ينذر في نظره بمخاطر حرب عالمية جديدة لا يريدها أحد. وذلك ينطوي على معنى يفيد بأن روسيا ومحور حلفائها في المنطقة والعالم مستعد لخوض الحرب دفاعاً عن مصالح مصيرية يراها، فهل هذا صحيح؟ ومع ذلك فان السلوك الأميركي يوحي بأنه يحتاط لمثل هذا الاحتمال، ليس فقط من خلال نشر منظومات صواريخ باتريوت على الحدود التركية – السورية مع أربعمائة خبير عسكري أميركي لادارتها، وانما أيضا من خلال العمل على نشر محطات اتصال في بعض دول المنطقة، ومنها ما نشر أخيراً عن طلب اقامة محطة اتصال في لبنان…

انتشار حالة عدم الاستقرار في المنطقة ينذر بمزيد من الأزمات المتفجرة التي قد تخرج عن السيطرة. وهذه هي الحال اليوم على امتداد خط يبدأ من تونس ويمرّ في ليبيا ومصر والسودان وسوريا وينتهي في بعض المنطقة الخليجية. ولجم هذا التصعيد الانفجاري يبدأ بحل سياسي في سوريا، وهو نقطة الالتقاء بين موسكو وواشنطن كما يقولان!

السابق
بان كي مون يندد قصف مخيم اليرموك…والشرع: الحل ليس عسكريا
التالي
غرَّمتها المحكمة لبشاعة مولودتها !!