الشرق: السنيورة : انه كمن يبيع الثلج في هذه الآونة

استغرب رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن أنّه "لو لم ينتشر الجيش بقوة في طرابلس لكانت قامت الامارة"، وسأل: "عن أيّ إمارة يتحدث؟ وماذا يعني بهذا الكلام؟ ومن وقف ضد انتشار الجيش؟ وهل هي محاولة لتقديم تبريرات للموقف السوري الذي لطالما كان يقول إنّ مدينة طرابلس هي مركز للمتطرفين والمتشددين ما يعطي النظام السوري تبريرات لكي يصرف الانتباه عما يجري في سوريا ويركز الانتباه على ما يجري في طرابلس ويحاول أن يقول إنّ النظام السوري هو محور هجمة تتم من لبنان على سوريا من قبل جماعة متشددين؟".

عقد السنيورة، ندوة صحافيّة في مكتبه في الهلالية – صيدا امس، فاعتبر أنّ "ميقاتي يقدّم اليوم التبريرات التي يحتاجها النظام السوري للقول إنّ طرابلس هي مدينة التشدد ومدينة الذين يؤمنون بالعنف والإرهابيين"، وسأل: "إما أنّ ميقاتي يريد أن يعطي صورة لبعض الدول الأوروبيّة وغيرها بأنّه هو الذي يحارب المتشددين وهو الذي وقف حائلاً دون إمارة مزعومة في لبنان، وهل هذا على حساب أبناء مدينة طرابلس؟ أم على حساب اللبنانيين؟ أم على حساب أنّه يظهر أنّ هناك مجموعة من المتشددين والمتطرفين في طرابلس تشوّه سمعة المدينة من أجل ان نكسب كسباً سياسياً؟"، رافضاً أنّ "يتم اتهام طرابلس بأمر معين هي براء منه".

وشدد السنيورة على أنّ "تيار "المستقبل" كان ينادي بانتشار الجيش في مدينة طرابلس منذ أشهر طويلة وبجعلها مدينة خالية من السلاح وبأن يكون الجيش قادراً على أن يفرض الأمن بكل صرامة"، واعتبر أنّه "آن الآوان أن يتم فرض الأمن على الجميع في طرابلس وأن ينتشر الجيش بشكل كامل وأن يفرض الأمن وأن يرفع الغطاء عن كل شخص يطلق النار".

وعن اقتراح ميقاتي بالتوافق على قانون انتخابي جديد وبعدها تستقيل الحكومة، اعتبر السنيورة أنّه "ليس بالأمر الجديد ولا يخطو خطوة إلى الأمام باتجاه الحلّ وإنما يضيف شروطاً جديدة"، وقال: "إنّ إصرار ميقاتي على الاستمرار يضيّع فرصاً على نفسه وعلى لبنان بهذا التردي في الأوضاع على مختلف المستويات، واصفاً ميقاتي بأنّه "كمن يبيع الثلج في هذه الآونة ولا يدرك بأن الثلج إذا ذاب" نصبح في وضع مختلف عمّا كان عليه وبالتالي يخسر الفرص التي يمكن ان تعود على لبنان في حال تمت الاستقالة".

وعن مذكرات التوقيف التي صدرت عن القضاء السوري في حق الرئيس سعد الحريري وعضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر والناطق باسم "الجيش السوري الحرّ" لؤي المقداد، أشار السنيورة إلى أنّ النظام السوري أراد منها افتعال قضية يشغل الناس بها وهي لا أساس لها من الصحة من حيث المبدأ وليس لها اي قيمة قانونيّة أو سياسيّة، ولا تؤدي الى اي نتيجة، فضلاً عن أنّ النظام السوري فقد شرعيته العربية والدولية".

وإذ تطرق إلى كلام ميقاتي عن أنّه "عندما وافقت الحكومة على مشروع سلسلة "الرتب والرواتب" كان ذلك في منتصف هذا العام وكانت الظروف الاقتصادية ملائمة وأنه بعد ذلك تردت الأوضاع الاقتصادية بحيث انه يعيد النظر في هذا الشأن، قال السنيورة: "فليسمح لي ميقاتي فإنّ هذا الكلام غير دقيق، لأنّ الحكومة أقدمت على عدة أمور أوصلتها الى حيث وصلت اليه"، ولفت إلى أنّ "الظروف الاقتصاديّة التي يعلمها ميقاتي والحكومة ليست وليدة الأشهر القليلة الماضية بل هي في تردٍّ مستمر منذ مطلع العام 2011"، مشيراً إلى أنّه "عندما أتت الحكومة وتم تكليف ميقاتي في كانون الثاني 2011 اصبحت المؤشرات الاقتصادية والمالية كلها تنبئ بهذا التدهور الجاري".

وشدد السنيورة على أنّه "على الحكومة أن تتبصر أكثر فأكثر في الظروف والأوضاع بأن تقوم بما يستطيع الاقتصاد تحمله وبما يؤدي إلى انصاف عادل لمختلف الشرائح العاملة في القطاع العام وليس من خلال عمليات بهلوانيّة لا تتلاءم مع ابسط القواعد المالية والادارة الصحيحة للشأن العام".
  

السابق
اللواء: هيئة التنسيق تتوعّد الحكومة العام المقبل وحزب الله يصعّد ضد شبطيني
التالي
الأخبار: باسيل : لا انتخابات بقانون الستين