بطولة الشعب السوري

منذ شهر 3 عام 2012م، والشعب السوري يُدوّن في صفحات التاريخ للبشرية جمعاء وللقادمين من الأجيال سطوراً عظيمة ملؤها الكبرياء والشموخ والشجاعة، حيث أثبت منذ ذلك التاريخ أن جبين الكرامة لا يمكن أبداً أن ينحني للذلة رغم القتل والتدمير ونزف الدماء، وأثبت كذلك الشعب السوري البطل أن عزمه وطموحه وآماله لم ترتعد أو تنحسر أو تختفي أو تتزعزع أمام الطائرات الحربية والدبابات والمدرعات والمجنزرات والقاذفات وأزلام النظام المتوحشين.
يومياً يسقط من الأبرياء قتلى في شتى المُدن والأرياف السورية بلا ذنب يُذكر، سوى أن الطاغوت بشار وزمرته الخاسئة ظنوا أن هذا التوحش سيجعلهم يتفوقون على الشعب السوري ويُسكتونه، لكن هذا لم يزد الشعب السوري كافة رجالاً ونساءً إلا إصراراً ومُضياً نحو رسم لوحة النصر العظيمة. لا شك في أن ما يعانيه الشعب السوري الآن هو من الآخر بسبب تحالفات دولية ومصالح بين نظامه وبين بعض الدول مثل روسيا والصين وإسرائيل وأميركا، فبقاء النظام السوري الحالي هو الأهم في عيون إسرائيل، لأنها تريد أن تستقر أمنياً لأطول مدة ممكنة متحققة في بقاء الأسد على كرسيه، أما أميركيا فهي تبعاً لإسرائيل وباب المصالح والمعاهدات والاتفاقيات بينهما مفتوح على مصراعيه ولا يمكن حصره سياسياً وأمنياً وعلمياً واقتصادياً وعسكرياً واستخباراتياً، أما روسيا والصين فهما حليفان قديمان لنظام الأسد منذ عهد الأب حافظ الأسد، وبينهما اتفاقيات أمنية واقتصادية كثيرة تجعل روسيا والصين يقفان مع آلة الدمار الأسدية قلباً وقالباً حيث انهما يريدان الاستفادة من هذا الموقف القذر المشهود ولو على حساب الإنسانية والحياة.
أما العرب فموقفهم المعلن لا يستحق أن يُذكر حيث انه مخجل، كيف لا؟ وهم يقفون متفرجين مرتجين مجلس الأمن والدول العظمى في موقف نهائي حاسم ينصف الشعب السوري البطل ويحقن دماءه، ولا شك أن لبعض دول الخليج العربي مواقف عظيمة خفية في دعم الشعب السوري ودعم الجيش الحر وفقه الله، بما يحتاجه من سلاح وعتاد وأموال، وإلى النصر بعون الله تعالى. هذا هو المقال الرابع الذي أكتبه في شأن الثورة السورية الكُبرى العظيمة الشريفة، وإني وأنا أكتب هذه السطور في قلبي يقين اسأل الله أن يؤكده، أن هذا المقال سيأتي بعده بحول الله وقدرته نهاية آلام الشعب السوري ودمار النظام الأسدي.
  

السابق
خربها الإسلاميون
التالي
ربيع عربي رغم التحديات