المفتاح الأميركي-الروسي لكل الأبواب؟


الحل السياسي في سوريا لا يزال ممكناً، كما يقول الأخضر الابراهيمي بعد المشاركة في اجتماعين للأميركان والروس. واحد في دبلن على مستوى وزاري لم يكن الأول بين هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف. وآخر للمتابعة في جنيف بين بيل بيرنز وميخائيل بوغدانوف. فهل دقت الساعة للوصول الى قرار يجعل سلحفاة الحل السياسي تسبق أرنب الحل العسكري. أم ان وظيفة الحرب في تدمير المدن وتجميع المتطرفين من كل مكان للتخلص منهم لم تكتمل بعد؟ هل صار خطر التطرف أكبر من حسابات المشاركين في مأساة الشعب السوري والمتفرجين عليها أم ان اللعبة الجيوسياسية في حاجة الى وقت أطول لكي تتبلور الخطوط على خارطة سوريا والمنطقة؟
كلام الابراهيمي ليس ضماناً للحصول على جواب واضح. فالرجل محكوم بأن يترك نافذة مفتوحة للأمل، أقله للحفاظ على مهمته، وإلا كان عليه أن يستقيل. والحديث عن تغيير في موقف كل من واشنطن وموسكو مملوء بالاشارات المتناقضة. ولا شيء يوحي أن هناك رغبة أو قدرة لدى النظام والمعارضة على تغيير المواقف. والكل يعرف بعد عشرين شهراً من القتال أنه ليس أصعب من الحسم العسكري سوى الحسم السياسي.

ذلك أن حرب سوريا تُدار من أطراف عدة وتدور على خمسة محاور. الأول على الأرض حيث يخوض النظام والمعارضة معركة حياة أو موت. والثاني بين القوى الإقليمية المنخرطة بشكل أو بآخر في الحرب، وهي ايران مع النظام وتركيا والسعودية وقطر مع المعارضة. والثالث في الجامعة العربية والأمم المتحدة. والرابع في الاتحاد الأوروبي الذي قرر المزيد من الدعم السياسي والمالي والانساني للمعارضة وأرجأ البحث في التسليح المباشر. والخامس في اجتماعات أصدقاء الشعب السوري التي تنقلت بين العواصم وصولاً الى مراكش.
لكن الابراهيمي الذي حاور النظام والمعارضة وزار كل العواصم وتحدث في الجامعة العربية ومجلس الأمن والجمعية العمومية انتهى الى الاقتناع بأن اللعبة في يد واشنطن وموسكو. فهناك المفتاح لقرار في مجلس الأمن يفرض تطبيق اتفاق جنيف. والمعلن من نتائج المحادثات هو مجرد عناوين حول أفكار ايجابية وبناءة لا تزال من أسرار الآلهة.
والمطلوب ليس أن تلتقي واشنطن وموسكو على توصيف الوضع بأنه سيئ وذاهب الى الأسوأ.بل أن تتفقا على مخرج من مأزق الوضع السيئ والأسوأ. مخرج يحافظ على وحدة سوريا ودولتها ومكونات شعبها وينقلها الى نظام ديمقراطي. فالصراع العسكري الذي يتجه نحو المزيد من التصعيد يهدد مصير البلد والمؤسسات والمكونات، وتفيض مخاطره على دول الجوار. والسؤال تكراراً هو: هل انتهت وظيفة الحرب؟

السابق
انهيار كتلتـنا السوفياتيّة في دمشق
التالي
روسيا.. وجنيف