المستقبل: المخطوفون وعائلاتهم: 8 آذار تجهٍض قضيتنا

لم تتوقف تداعيات التسجيلات المزورة التي فبركها فريق إعلام "الثامن من التزوير" بحق النائب عقاب صقر ومحاولة زجه مع الرئيس سعد الحريري في قضية تهريب أسلحة إلى الثوار السوريين في الوقت الذي كانا يسعيان لـ"حسم" قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، فجاء الرد المباشر أمس من المخطوفين أنفسهم الذين تحدث باسمهم الحاج علي زغيب من إعزاز، بعد ثورة الغضب التي فجّرها أهاليهم في بيروت وأجمعوا على تحميل فريق "الثامن من آذار"، وخصوصاً وسائل إعلامه، مسؤولية تأخير إطلاق سراحهم، مناشدين الرئيس الحريري والنائب صقر مواصلة جهودهما لحل قضيتهم، مؤكدين أنهم لا يسمحون لأي فريق بالتفاوض لحل هذه القضية غيرهما.

وفي رسالة مسجلة عبر الفيديو انفردت المؤسسة اللبنانية للإرسال "ال بي سي" ببثها، أكّد الحاج زغيب ليلاً أنه "مع اللبنانيين الثمانية بصحة جيدة" مطالباً "الأخوة والأهل في لبنان ضبط النفس والالتزام".

وقال "نحن بخير وتؤمن لنا جميع الخدمات بما فيها التلفزيون ونحن نتابع الأخبار، وقد علمنا من الثوار أن ملفنا قد توقف في الفترة الماضية بسبب الأحداث عامة في سوريا من قصف وبطش للنظام السوري وآلة القتل التابعة للنظام التي تقتل المدنيين على مدار الساعة".

أضاف "نحن نعيش مع أخواننا الثوار كما يعيشون ساعة بساعة، ونشعر بالنقص الذي يعانون منه في المواد الغذائية والأدوية ونقص البنزين والمازوت الذي يصل سعر ليتره إلى حوالى 4 دولارات. يتم تأمين حاجاتنا والأدوية الخاصة بنا من دولة مجاورة وعلمنا من الثوار أن بعض السجناء قد خرجوا من سجن رومية وأخبرونا أن الدولة اللبنانية أقامت بعد اندلاع الثورة السورية معتقلات سرية فيها معتقلون للرأي من سوريا وبعض الدول العربية والإسلامية، وأنه يتم معاملتهم بالطريقة نفسها التي يعامل بها المعتقلون في سجون نظام الأسد".

وختم "لا يوجد أي شخص أو جهة مسؤولة وقادرة على إعطاء أي تصريح في شأن الملف".
وبعد بث الشريط، اتصلت الـ"ال بي سي" بالحاج زغيب الذي شدد على أن الحاج أبو إبراهيم "لا يسأل عن أهله وناسه الذين يتعرضون للقصف والضرب وهو يهتم بنا. للتاريخ، الحاج أبو إبراهيم من أرقى ما سمعت عن رجال خلقاً وأخلاقاً. لقد فتش الدنيا أمس لكي يأتيني بأربعة أدوية أنا بحاجة إليها".

وأوضح في شأن توقف المفاوضات حول ملف المخطوفين "هناك قصف وغارات طيران على مدار الساعة، فأي شخص قادر على الوصول إلى هنا للتفاوض بهذا الملف في ظل هكذا ظروف؟ إن هذا الوضع يؤثر سلباً ويؤخر التفاوض"، منتقداً بشدة جريدة "الأخبار" التي "شوّشت على ملفنا وتشوش على أهلنا وعم يخربطوا موضوعنا. شو بدهم بهالشغلة".
وشدّد على أنه "يشد على يد الرئيس الحريري والنائب صقر وقلتها سابقاً وأكررها الآن لا أقبل أن يتفاوض أحد أو يتكلم باسمي إلا النائب صقر".

في بيروت
وكان أهالي المخطوفين اعتصموا أمام مقر وزارة الداخلية قاطعين كل الطرق المؤدية إليه، مطالبين وزير الداخلية والبلديات مروان شربل استكمال الجهود الآيلة إلى إطلاق سراح أبنائهم وإعادتهم إليهم سالمين.

وقال أهالي المخطوفين إن وسائل إعلام فريق "8 من التزوير" وتحديداً صحيفة "الأخبار" وقناة الـ"أو تي في" "من خلال نشرها تسجيلات مزّورة ومفبركة للنائب صقر ومحاولاتها الحثيثة للإيحاء بتورط الرئيس سعد الحريري في مسألة تسليح أبطال الثورة السورية، ساهمت في تأجيل عملية إطلاق سراح أربعة من أبنائهم كان يُفترض أن يعودوا إليهم في الأسبوع الماضي" مشدّدين على الكف عن زج قضيتهم "الإنسانية في الزواريب السياسية".

وشدد المخطوف المحرر عوض إبراهيم باسم الأهالي على أن "التسجيلات التي عرضتها الأخبار والـ"أو تي في" للنائب صقر أخّرت إطلاق أربعة مخطوفين كان يُفترض أن يحرروا في الأسبوع الماضي لكننا حتى الآن لم نرَّ شيئاً".
وطالب ابراهيم الرئيس الحريري والنائب صقر "بالاستمرار في عملية التفاوض مع الخاطفين، خصوصاً بعدما تأكد للجميع من خلال التسجيلات التي نُشرت أنهما أول من تابع هذا الملف وحاولا حلّه".

وعبّر الأهالي بوضوح عن "عتبهم الكبير على نواب حزب الله وحركة أمل لعدم زيارتهم ولو لمرة واحدة للوقوف عند خاطرهم والمساهمة في حل هذه القضية" مشددين على أن "الجمرة لا تحرق إلا مكانها".
وتساءلت النسوة اللاتي شاركن في الاعتصام "هل نعيش في دولة أو دويلة؟ البلد فوضى بفوضى" ملمحات إلى أن أهالي المفقودين على وشك "فقدان الثقة بالمسؤولين في البلد".

واشترط المعتصمون مقابلة وزير الداخلية قبل فتح الطريق فكان لهم ما أرادوا وأبلغهم أن "هناك أموراً سياسية تظهر من وقت إلى آخر وتعرقل الحلول لكن أتوقع عودتهم سالمين في أقرب فرصة".
وأكد شربل أن "الاجتماع مع الأهالي كان جيداً وتم تأليف لجنة متابعة لهذا الموضوع مع وزير الداخلية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم".

"هيئة التنسيق"
وحالة الغضب التي عبّر عنها أهالي المخطوفين هي أحد المؤشرات لعودة التحركات الشعبية بوجه الحكومة، فقد أعلنت هيئة "التنسيق النقابية" أنها في صدد تنفيذ اعتصام مركزي على طريق القصر الجمهوري الاثنين المقبل تزامناً مع جلسة مجلس الوزارء "لضمان إقرار إحالة السلسلة إلى المجلس النيابي".

وأكدت أنه في حال "تلكؤ الحكومة وتراجعها مرة جديدة عن تنفيذ قرارها بإحالة السلسلة في جلسة الاثنين، فإنها تدعو الأساتذة والمعلمين في القطاعين الرسمي والخاص والموظفين الإداريين والمتقاعدين والمتعاقدين إلى تنفيذ إضراب عام شامل في جميع الإدارات العامة والوزارات والسرايا الحكومية والثانويات الرسمية والخاصة والقائمقاميات ومدارس التعليم المهني والتقني الرسمية يوم الأربعاء في 12 من الجاري".

وكان لافتاً أن فريق "8 من التزوير" لم يصدر أي رد على ما ورد في مؤتمر النائب صقر باستثناء بعض الشتائم والردود الفردية على "شكل" المؤتمر وليس على "مضمونه"، في حين أن مصادر في "حزب الله" لم تشأ التعليق على ما قاله صقر مكتفية بالقول "إنها حفلة شتائم، وساعتان ونصف الساعة من الصراخ والشتائم لا تليق لا بإعلامي ولا بنائب مثقف في البرلمان".

واستبعدت المصادر أن يصدر أي رد رسمي على ما ساقه صقر "لأن الحزب لا يبلغ هذا الدرك المتدني في مستوى التخاطب، بغض النظر عن الفبركات التي ظهرت جلياً في معرض تبريره".

السنيورة ـ جنبلاط
وفي الحراك السياسي، لفت تلبية وفد من تيار "المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة دعوة عشاء إلى مائدة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في المختارة، حيث وصفت الأجواء التي سادت اللقاء بالإيجابية.

وصدر عن مكتب الرئيس السنيورة بيان أشار إلى أنه تم خلال اللقاء "البحث في كل المواضيع، وأن المستقبل أكّد ضرورة استقالة الحكومة كمقدمة للعبور نحو مرحلة جديدة بعيدة عن التوتر وتأكيد على أن الانتخابات في موعدها".

وشارك في اللقاء من جانب "المستقبل" النائب أحمد فتفت والوزير السابق محمد شطح ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، في حين شارك من جانب "الاشتراكي" وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر.

وأوضح وفد "المستقبل" أن "مقاطعة الحوار ليست رفضاً للحوار لكن الرفض هو للحوار غير المنتج في ظل التهديدات الأمنية المحدقة" مؤكداً على "أهمية التواصل والتشاور الجاري مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان".
وشدد على أن "الاجتماع كان مناسبة لاستعراض مواقف الطرفين إزاء المواضيع المطروحة وقد كانت الأجواء والمقاربات إيجابية وتم الاتفاق على استمرار التواصل في الفترة المقبلة".

ووصف الوزير علاء الدين ترو اللقاء بأنه كان "على درجة كبيرة من الأهمية لمتابعة بحث وشرح الأسباب التي دعت جنبلاط إلى طرح المبادرة وتذليل كل العقبات لتلبية دعوة سليمان إلى الحوار".
من جهته أكد مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريّس أن "اللقاء كان إيجابياً على أكثر من مستوى".

طرابلس
وفي حين شهد الوضع الميداني في عاصمة الشمال أسوأ جولة عنف ليل الخميس- الجمعة لم تشهد المدينة لها مثيلاً منذ فترة طويلة، واصلت قوى الجيش المنتشرة في منطقة باب التبانة – جبل محسن والأحياء المجاورة لها، تعزيز إجراءاتها الأمنية لقمع المظاهر المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار الى هذه المناطق.

وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيس إن "بعض مراكز الجيش تعرّض لأعمال قنص، ما أدى الى إصابة سبعة عسكريين بجروح غير خطرة، والى أضرار مادية في بعض الآليات العسكرية، كما قامت وحدات الجيش بنقل عدد من المواطنين المصابين من جراء إطلاق النار الى مستشفيات المدينة".

ودعت القيادة "حرصاً منها على أرواح المواطنين، ومنعاً لاتخاذهم دروعاً بشرية من العابثين بالأمن الذين يعمدون بين الحين والآخر، الى إطلاق النار ثم التواري في الأحياء السكنية، أهالي المناطق المتوترة الى التعاون الكامل مع إجراءات قوى الجيش، بما في ذلك الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مسلح أو مشبوه، ليصار الى معالجته بالسرعة القصوى".

ويبدو أن الإجراءات التي يتخذها الجيش ساهمت في احتواء التوتر الأمني أمس في المدينة التي عاشت تضامناً سياسياً وشعبياً مع المفتي الشيخ مالك الشعار الذي تلقى اتصالات أمنية نصحته بعدم العودة إلى لبنان بعد أن شارك في مؤتمر للحوار الإسلامي المسيحي في فيينا، في مقابل دعوته من قبل الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي إلى العودة.

كما يُشار إلى أن ميقاتي قرّر أخيراً التحرّك لمتابعة الوضع في مدينته بعد 7 أيام على اندلاع المعارك فيها، فدعا بعد التشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى اجتماع المجلس الأعلى للدفاع غداً الأحد في القصر الجمهوري بصفته نائباً لرئيسه.

هزيم
إلى ذلك، تقام غداً الأحد خدمة الجناز الرسمي لتشييع بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً في كنيسة القديس "نقولاوس" في الأشرفية، على أن يوارى في الثرى في الكاتدرائية المريمية في دمشق يوم الاثنين في الساعة الثانية من بعد الظهر.
  

السابق
الديار : هدوء في طرابلس بعد 12 قتيلا وأكثر من 100 جريح
التالي
الأنوار: تجدد الاشتباكات في طرابلس ليلا بعد ساعات من الهدوء