خلاف انصار – وحزب الله اسباب وتداعيـات

ترك الخلاف المفاجئ بين "حزب الله" وجماعة "أنصار الله" المتواجدة في معقلها الرئيسي في مخيم عين الحلوة منذ العام 1990، تساؤلات واسعة حول أسبابه وتداعياته. فبعد اعلان مؤسسها جمال سليمان انشقاقه عن "حزب الله" في رواية أولوية مفادها ان سليمان انشق عن "حزب الله" التزاما بسياسة النأي الفلسطينية عن الحوادث الحاصلة في سوريا، جاء في رواية ثانية أن "حزب الله" أبلغ سليمان قطع العلاقة معه بعدما تبين أنه يقف وراء زرع الصواريخ التي عثر عليها الجيش اللبناني في بلدة الماري الجنوبية، بهدف نقل المعركة من غزة الى لبنان وفتح جبهة جديدة فيه.

واشارت مصادر متابعة لـ"المركزية" الى ان الحزب استعمل وتيرة عالية النبرة مع سليمان الذي ادّعى ان عمله يصب في اطار خدمة غزة واهلها، وعاتبه لأن التمويل الذي كان يقدمه له كان يصرفه بشكل فردي وخاص وبعيدا من الاهداف المحددة له، حيث كان سليمان يتلقى مبلغا قدره 500 الف دولار أميركي شهريا ويقدمها الى عوائل شهداء المقاومة الفلسطينية وإدارة مستشفى القدس في مخيم عين الحلوة.

وأعربت المصادر نفسها عن خشيتها من أن تتحول جماعة "انصار الله" الى فصيل متشدد وان تكون امتدادا للحركة التي يقودها امام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ احمد الاسير. وأشارت الى أن سليمان يتجه الى ابقاء تنظيمه ومد الخطوط مع الحركات الاسلامية في عين الحلوة لا سيما عصبة الانصار والقوى الاسلامية الاخرى التي يرأسها الشيخ جمال الخطاب والتي تعتبر حركة انصار الله الفلسطينية فصيلا مؤثرا في تلك القوى. ولفتت المصادر الى ان اعتراض "حزب الله" جاء بعدما علم الحزب ان سليمان يقوم بشراء الاسلحة في عين الحلوة من عناصر في فتح، ويبيعها الى الاسير من دون معرفة قيادة فتح.

وقالت المصادر ان سليمان يمون على 100 عنصر من جماعة انصار الله كانوا انشقوا عن فتح عام 1990 بعدما كان سليمان ضابطا في فتح ثم انشق عنها، وأسس مكتبا له في المخيم وانخرط مع حركته في اطار الفصائل الفلسطينية الاسلامية في المخيم، وقد تمددت تلك الجماعة الى المخيمات الفلسطينية في المية ومية وبيروت لا سيما مخيم برج البراجنة وهم عناصر فاعلة في اللجنة الشعبية في المخيم، الا ان فتح كانت اعفت سليمان وعناصره من اي مهمة لديها بعد انشقاقهم عنها وتشكيلهم حركة انصار الله.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان الاسير تعرّض لعملية احتيال من قبل احد تجار الأسلحة في مخيم عين الحلوة، حيث تردد في صيدا ان المبلغ المالي الذي اختلسه التاجر الفلسطيني قدر بحوالي مئتي ألف دولار أميركي.  

السابق
معاريف: اسرائيل قد تشارك في عملية ضد سوريا اذا استخدم نظام الاسد الاسلحة الكيماوية
التالي
مسؤول إيراني سابق: إمتلاك إيران قنبلة نووية سيفجر سباق تسلح