الأخبار: الراعي وعون يتفقان على نوايا للحل

بينما راوحت الأزمة السياسية مكانها، في ظل المواقف المتضاربة منها مع غياب أي مبادرة محددة للحل، كشف رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون عن اتفاقه مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على "نوايا" للخروج من الأزمة.

وأكد عون بعد تهنئته البطريرك الراعي برتبة الكاردينالية في بكركي، توافقهما على سبل معالجة الأزمة. ولمّح إلى أنها نيات "لا نستطيع الحديث عنها من دون أن نتكلم مع باقي الاطراف"، لافتاً إلى أن البطريرك "هو الذي يتخذ المبادرات التي تفاهمنا عليها". وقال: "فريقنا والفريق الآخر يأتون الى هذا الصرح لمقابلة غبطته، و(رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد) السنيورة ليس من فريقنا، أتى الى هذا الصرح، واعتقد أنه قريباً ستكون هناك لقاءات أخرى، وغداً سيكون هناك موعد آخر لغيرنا".

وطمأن إلى أن "الاستقرار لن يُمس"، معتبراً أن "الأزمة تسخن بالخطابات وتبرد بالخطابات أيضاً، أكثر من ذلك يجب ألا يشغل أحد باله". بدوره، نقل السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري تهانئ الملك عبدالله إلى الراعي. وبعد اللقاء أكد عسيري أن لبكركي "مكانتها المميزة في تاريخ لبنان وحاضره، ويعوّل على اعتدالها وحكمتها ورسالتها، وهي رسالة سلام ومحبة وإخاء الى شعوب المنطقة".

أضاف: "أكدت لغبطته أن لبنان بإرثه الحضاري وثرائه الديني والثقافي والفكري يقدم تنوعاً فريداً في غناه، وشعبه الشقيق مدعو بكل طوائفه الى الحفاظ على هذا الإرث العريق". وأكد أن بلاده "حريصة كل الحرص على استمرار هذا النموذج ودعمه لكي يجد فيه العالم صورة حقيقية عن تعايش المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة بأخوة وتفاهم وسلام منذ مئات السنين". ويزور وفد من حزب الله بكركي اليوم لتهنئة الراعي.

من جهته، شدد أمين سر علاقات الكرسي الرسولي مع الدول المونسيور دومينيك مامبرتي، خلال لقائه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في الفاتيكان، على "أن الوضع في لبنان هو من صنع اللبنانيين أنفسهم القادرين على التحكم في مساره باتجاه تثبيت الاستقرار". ورأى "أن الوسيلة الوحيدة لإيجاد حل لما يعانيه الوضع السوري هي باعتماد الحل الدبلوماسي والمفاوضات بين الطرفين المتنازعين لإنهاء دوامة العنف.

وعكس موقف الفاتيكان هذا، حرّض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المسيحيين في سوريا على المشاركة في ما سمّاه "الثورة" في بلادهم، واتهم النظام بمحاولة تخويف المسيحيين "من التطرف الاسلامي للارتماء في أحضانه، مع أنه هو أول من وجّه الضربات للمسيحيين". ووجّه جعجع نداءً الى "الدول العربية المعنية بشكل خاص أكثر من الدول الأجنبية بما يجري في سوريا لأن تسعى الى تسليح المعارضة السورية بالشكل اللازم، أقلّه الوحدات الواضحة الهوية من هذه المعارضة لتستطيع إكمال ثورتها بالشكل المناسب".

على صعيد آخر، برز موقف لافت للجماعة الإسلامية متمايز عن توجهات حلفائها في "قوى 14 آذار" من المقاطعة. فقد أكد رئيس المكتب السياسي عزام الأيوبي، بعد لقائه برفقة النائب عماد الحوت رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رفض مقاطعة المجلس النيابي، لافتاً الى "أن مقاطعة الحكومة موقف سياسي يجب ألا يلامس حدّ التعطيل وإعاقة الوصول الى الحلول". وطالب بتغيير الحكومة "بطريقة سلسة" لا توقع البلد "في الفراغ ولا تبقي الانقسام الحاد قائماً بين القوى السياسية التي باتت تنذر بشر كبير في ما يخص لبنان والكيان القائم في البلد، خصوصاً مع ما يجري في محيطه".

وفي هذا الإطار، أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش، أن المهم ليس المطالبة باستقالة الحكومة "بل الوسائل التي نعتمدها لتحقيق ذلك. فإذا كنا نتبع وسائل دستورية ينص عليها الدستور والقوانين، عندها لا يمكن أحداً الاعتراض على ممارسة كهذه"، مستدركاً بالقول "إن المشكلة لم تعد استقالة الحكومة أو عدمها بل تعطيل مصالح الناس".

من جهته، أعلن النائب بطرس حرب أن لديه "مآخذ كبيرة على ما حصل خلال السنوات الماضية في 14 آذار". وقال: فوجئت "خلال إحدى الاجتماعات للأمانة العامة بقراءة البيان دون علمنا أو إطلاعنا المسبق عليه"، معتبراً أن "قضية ومبادئ 14 آذار أكبر بكثير من مسألة الأمانة العامة".

وانتقد حرب خلال مقابلة مع برنامج كلام الناس من الـlbc الممارسات التي جرت خلال تشييع اللواء وسام الحسن في وسط بيروت، وقال: "كنت مع أن يتم تشييع اللواء الحسن في بلدته وليس في ساحة الحرية، ولا يجوز إعطاء طابع مذهبي لتشييع الحسن"، لافتاً إلى أن طريقة التصرف خلال الجنازة "كانت مسيئة، ولا سيما بروز العلم السوري فيها والأعلام التي تشير الى مذاهب وغيرها". وأكد أن "التحرك باتجاه السرايا الحكومية في الجنازة كان خاطئاً، على الأقل لناحية ضبط هذه الحشود".   

السابق
الشرق: فضيحة جديدة: الموت بالدواء المزور “4 شركات متورطة
التالي
الجمهورية: سليمان يُرجئ الحوار إلى 29 وميقاتي يطرح 4 عناوين أساسية