الاخبار: واشنطن لا تريد فراغاً ومع تشكيل حكومة جديدة

بدا أمس أن واشنطن أرادت «استلحاق» فريق 14 آذار بعد «الدعسة الناقصة» التي أقدم عليها الأحد الماضي بالهجوم على السرايا الحكومية. فقد دعت الخارجية الأميركية الى تشكيل حكومة جديدة في لبنان. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند ان بلادها «تدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان وقادة اخرون لتشكيل حكومة فعالة ولاتخاذ اجراءات ضرورية» بعد اغتيال اللواء وسام الحسن. وأوضحت ان سليمان «بدأ محادثات مع جميع الاحزاب لتشكيل حكومة جديدة ونحن ندعم هذه العملية»، مشدّدة على ان واشنطن لا تريد حصول «فراغ سياسي».
وجاءت هذه التصريحات التي لقيت ارتياحاً في أوساط 14 آذار، غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك اثر لقائهم رئيس الجمهورية أول من أمس. كما جاءت اثر انتهاء زيارة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي كاترين اشتون لبيروت حيث التقت امس الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ورحبت اشتون بـ«الجهود المبذولة للمحافظة على الاستقرار من خلال الحوار الوطني»، مشجعة «جميع القادة السياسيين على العمل في اتجاه حلول بناءة للتحديات الرئيسية التي يواجهها لبنان».
وكانت الحركة الدبلوماسية الاميركية والاوروبية تكثّفت أمس في اتجاه قيادات 14 آذار في محاولة لاستكشاف خريطة الطريق التي تعدها هذه القوى في اطار دعوتها إلى اسقاط الحكومة. وقالت مصادر القوى المذكورة لـ«الأخبار» ان هذه الحركة سعت أيضاً «الى توضيح صورة مواقف حكومات الدول المعنية ازاء الكلام على دعم بقاء حكومة ميقاتي وربطها باستقرار الوضع في لبنان». وبحسب المصادر نفسها، فان الكلام الدبلوماسي، الذي وُضع النائب وليد جنبلاط في أجوائه، تركز على سلسلة نقاط:
اولا، ان هذه الدول لم تربط الاستقرار ببقاء الحكومة، وهي مستعدة للمساعدة في تشكيل حكومة جديدة اذا كانت جامعة وانقاذية، وترفض تالياً اية حكومة جديدة من طرف واحد.
ثانيا، إن ما يهم هذه الدول هو الاستقرار لأنها خائفة من الفوضى وتوسع الاحداث الأمنية الى حد يصبح لبنان وسوريا معه ساحة مفتوحة على الاحتمالات كافة.
ثالثا، ابدى دبلوماسيو هذه الدول استياءهم مما حصل في ساحة رياض الصلح، وشددوا على ان ما يهمهم هو منع الفوضى في الشارع او تسليمه الى فئات اصولية. وهم سمعوا تأكيدات بأن قوى 14 آذار لم تكن مسؤولة عن هذه الفوضى ولم تكن تخطط لاقتحام السرايا.
رابعا، حاول الدبلوماسيون استطلاع مواقف قيادات 14 آذار وخريطة الطريق التي سيعتمدونها من اجل تغيير الحكومة. وقد شدد هؤلاء، بحسب مصادر 14 آذار دائماً، على توضيح ان سفراء الدول الكبرى كانوا يعدّون منذ اسبوعين لزيارة سليمان، الا ان عملية الاغتيال سرعت بعقد اللقاء. وكان الهدف منه حث لبنان على استمرار النأي بالنفس عن احداث سوريا. واكدوا حدوث خطأ في البيان الذي صدر في قصر بعبدا باستخدام كلمة «حكومة» بدلا من «ادارة». إذ أن هذه الدول لا تريد في اي شكل ان يقال انها معنية بتغيير الحكومة او ببقائها او دعمها ربطا بالاستقرار. وشدد هؤلاء على ان دولهم لن تضغط على ميقاتي لا للبقاء ولا للاستقالة، لكنها ستتابع اتصالاتها من اجل استكشاف الوضع اكثر مع كافة المعنيين، وخلق اجواء مؤاتية تسمح بتأليف حكومة جديدة في حال اتفاق الاطراف المعنيين عليها.

السابق
سرّ الإعلاميّة في جريمة الحسن
التالي
ليلة القبض على 14 آذار