السفير: وسام الحسن شهيداً: المعارضة تنتحر عند باب السرايا!

الأخطر في كل ما جرى بالامس، هو أن ضعفاً حاداً في "القراءة السياسية" تحكم بطريقة إدارة اليوم التالي لاغتــيال الحسن.
لقد أراد فريق "14 آذار" أن يسجل انتصاراً تكتيكياً في الشارع، فخسر استراتيجياً في السياسة. اندفع زيادة عن اللزوم الى الأمام، فعاد خطوات الى الوراء. استعجل إسقاط الحكومة فوراً، فوجد نفسه يساهم في تعويمها. افترض أن بعض الصراخ والخيم والحجارة والعصي يمكن أن يختصر مدة إقامة الرئيس ميقاتي في السرايا، فإذا بالرجل يتلقى دعماً دولياً غير مسبوق قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا.

وقالت مصادر ميقاتي لـنا إن مجرد اتصال وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وفرنسا لوران فابيوس برئيس الحكومة بعد محاولة اقتحام السرايا، يعني وجود قرار دولي كبير ببقاء الحكومة ودعمها، بينما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن كلينتون توصلت مع ميقاتي "الى اتفاق يقضي بتقديم الولايات المتحدة مساعدة في التحقيق لمعرفة من يقف وراء التفجير الذي أودى بحياة اللواء الحسن".

وتجدر الإشارة الى أن هذين الاتصالين جاءا بعد زيارات سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي الى ميقاتي خلال اليومين الماضيين، وتشديدهم على دعم الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، ورفضهم وقوع لبنان في الفراغ.
وفي حين بدا ميقاتي محبطاً ورازحاً تحت وطأة صدمة الانفجار وردود الفعل، بعد جلسة مجلس الوزراء، أمس الاول، شعر من تسنى له لقاءه، أمس، بأن معنوياته عادت الى الارتفاع، وهو يستعد لتأدية مناسك الحج يوم الثلاثاء المقبل في المملكة العربية السعودية، من دون استبعاد احتمال أن يعود الى المداومة في السرايا.

وأغلب الظن، أن ميقاتي لم يكن يعتقد أن تشييع الحسن سيتحول بهذه السرعة الى "تشييع سياسي" لمصداقية خصومه الذين لطالما قدموا أنفسهم على أنهم "حماة السرايا"، لا سيما عندما حوصرت من قبل فريق "8 آذار" في السابق، فإذا بهم ينتجون اليوم المناخ الداعي لاقتحامها.. قبل أن يسارعوا لاحقاً الى استدراك ما زرعته أياديهم.   

السابق
الانوار: تصاعد التحرك الشعبي استنكارا للاغتيال الحريري وقادة 14 آذار اوقفوا اقتحام السراي
التالي
الاخبار: المجتمع الدولي: إياكم والفراغ